طريق الشعب
أعلن سكرتير اللجنة المركزية للحزب الشيوعي العراقي، والنائب عن تحالف سائرون، الرفيق رائد فهمي، تضامنه مع اضراب المعلمين، وفيما اعتبر الاضراب "جرس إنذار" ازاء التدهور المتواصل في الواقع التعليمي والتربوي، دعا الحكومة والقوى السياسية الى التعامل الجدي مع مطالب المعلمين والإسراع في إشغال حقيبة وزارة التربية من قبل شخصية كفوءة ونزيهة. وفي حين بارك تجمع القوى المدنية الوطنية، للمعلمين وقياداتهم النقابية، تعبيرهم الشجاع عن استحقاقات مشروعة، حذر من ان تجاهل مطالبهم سيفتح الباب واسعا امام شرائح أخرى.

جرس انذار

واكد الرفيق رائد فهمي، في بيان نشره على صفحته الشخصية في "فيسبوك"، تضامنه "مع المطالَب المشروعة للمعلمين المضربين في اصلاح العملية التربوية، وتحسين اوضاعهم وظروف عملهم وتوفير البنى التحتية الاساسية للعملية التعليمية".
وقال ان "اضطرار نقابة المعلمين الى اعلان إضراب عام يومي ١٧ و١٨ جاء نتيجة عدم تلمسهم تعاملا جديا مع مجموعة من المطالَب؛ أهمها ما يتعلق بدق جرس الإنذار ازاء التدهور المتواصل في الواقع التعليمي والتربوي والذي يتجلى في النقص الهائل في الأبنية المدرسية وتردي حالة القائمة منها ، وكذلك مشاكل في عملية وضع المناهج وشبهات الفساد التي تحيط بطباعتها، وغياب ابسط الشروط المادية والتربوية الضرورية الواجب توفرها للتلميذ لتلقي التعليم المناسب".

تعامل جدي

وأضاف الرفيق فهمي، "لعل اهم مؤشر يعكس مدى الاهتمام الذي توليه الدولة والحكومة لقطاع التعليم يتمثل في حصته ضمن تخصيصات الموازنة العامة، وهي متواضعة جدا رغم الزيادة التي ادخلها مجلس النواب على تخصيصات القطاع من اجل إنشاء أبنية مدرسية، وكان لنواب (سائرون) دور أساسي في تحقيق ذلك".
ودعا الحكومة والقوى السياسية "الى التعامل الإيجابي الجدي مع مطالب المعلمين والإسراع في اشغال حقيبة وزارة التربية وفق معايير الكفاءة والنزاهة وعدم اخضاع هذه الحقيبة الى قيود واشتراطات المحاصصة".

مؤشرات مهمة

بدورها، قالت اللجنة التحضيرية، لمؤتمر تجمع القوى المدنية الوطنية، في بيان، تلقت "طريق الشعب" نسخة منه، ان "هذه الممارسة الكبيرة (الاضراب) تؤكد جملة مؤشرات مهمة، تلقي بظلالها على المشهد السياسي والاجتماعي في بلادنا. فهي تعكس الفشل الكبير في ادارة العملية التربوية والتعليمية في العراق، واخفاق الدولة في الوقوف على معاناة القطاعات العاملة جميعا على ارض الوطن".

دور قيادي مشرف

وأضافت، كما "تعكس الدور القيادي والتعبوي لنقابة المعلمين، وتواصل هذا الدور مع التاريخ النضالي المشرف للنقابة ولمن تمثلهم، في ملامسة المعاناة الحقيقية والتعبير بشجاعة عن استحقاقات هذه الفئة الاجتماعية الواسعة، ودورها المهم في بناء المجتمع ونهوضه وتطوره".

تحذير من اتساع الاحباط

واردفت في بيانها "نحن كقوى مدنية نبارك لجمهور المعلمين ولقياداتهم النقابية، الحضور الفاعل والمصداقية الاكيدة في تبني مطالبهم والدفاع عنها، وندعو الحكومة والبرلمان الى النظر بجدية ومسؤولية وطنية الى هذه المطالب، والا تغض السمع والبصر عنها".
ورأت ان "أي تجاهل لما يطرحه المعلمون وقياداتهم النقابية، سيفتح الباب واسعاً امام شرائح اخرى، تعيش ايضا هاجس الاحباط والفشل في ادارة شؤونه".

صوت المعلمين

في الاثناء، أصدر اتحاد الطلبة العام في جمهورية العراق، بيانا، تلقت "طريق الشعب" نسخة منه، "نتابع منذ فترة طويلة ارتفاع صوت المعلمين منادياً بتوفير حقوقه التي عجزت الدولة عن توفيرها رغم تكرر النداءات التي أطلقها كل المعنيين بهذا الشأن. ان هذه الشريحة لها دور مهم في تطوير الحياة التعليمية وتقع على عاتقها مسؤولية كبيرة ولذلك نشدد على توفير اجواء سليمة وصحية لهم".
ووجد الاتحاد، ان "مطالب المعلمين تمس الحياة المعيشية وتسعى الى تطويرها متمثلة في زيادة رواتبهم ومخصصاتهم وتوفير قطع اراض للسكن، مما دفع نقابة المعلمين الى الاعلان عن اضراب يومي ١٦ /١٧ شباط الحالي". وأردف "وسط كل هذا تقف وزارة التربية بالضد من الاضراب (في تصريح خاص لها)، وبالتالي هذا سوف يصعب الموقف أكثر كون الوزارة سوف تزيد من عرقلة العام الدراسي والمتضرر الاكبر هنا هم الطلبة أنفسهم". ودعا اتحاد الطلبة "الحكومة الى الاسراع في توفير مطالب المعلمين وحماية الكوادر التدريسية بعد ان تعرضوا الى اعتداءات عدة في الاعوام السابقة دون وضع عقاب رادع للمعتدين"، معلنا تضامنه مع "المعلم العراقي في المطالبة بحقوقه المشروعة في اصلاح المنظومة التربوية وتوفير سكن ملائم للمعلم العراقي وكذلك في تثبيت المحاضرين".

تواصل الاضراب

ويواصل المئات من الكوادر التعليمية والتدريسية في بغداد والمحافظات، إضرابهم لليوم الثاني على التوالي أمام مقرات نقابة المعلمين لمطالبة الحكومة والوزارات المعنية بالاستجابة لمطالبهم، مهددين بالتصعيد في حال تجاهل مطالبهم المستحقة.
ففي مدينة الصدر-الثورة، شرقي بغداد، رصدت "طريق الشعب"، اضرابا شاملا في مدارس مناطق الداخل والجوادر والفلاح والحميدية، حيث أغلقت المدارس أبوابها، ولم يتواجد المعلمون ولا الطلاب فيها، ولاقى الاضراب تعاطفا واضحا من قبل المواطنين والطلبة وأولياء امورهم.

ذي قار: تحذير من انهيار التعليم

قال مراسل "طريق الشعب" في ذي قار، علي الجابر، ان حشدا كبيرا من المعلمين والمدرسين تجمعوا امام مقر فرع نقابة المعلمين، ورفعوا لافتات تحذر من انهيار التعليم في العراق، وحملوا الدولة المسؤولية، وطالبوا بتحسين الاداء والالتفات الى المعلم والمدرس والمشرف التربوي وأكدوا في مطالبهم ارجاع العراق الى التصنيف العالمي للجودة.
وشارك الحشد النائبان قصي الياسري وأجيال الموسوي والدكتور شهيد الغالبي رئيس لجنة التربية والتعليم في مجلس المحافظة وميرفت جبار وشيماء الفتلاوي عضوا لجنة التربية والتعليم في مجلس المحافظة.
وألقى الدكتور الغالبي كلمة في الحشود شكرهم فيها على حضورهم كما شكر المسؤولين الذين تضامنوا مع اضراب المعلمين، كذلك شكر المدير العام للتربية الذي كان حاضراً مع الحشود أيضاً، مطالبا اصحاب القرار، بالانتباه الى النظام التعليمي الذي اوشك على الانهيار، محذرا من ان انهياره سيضع العملية السياسية في خطر وبالتالي يضيع العراق وتضيع معه الاجيال.

واسط: إصرار على المطالب

وفي محافظة واسط، قال مراسل "طريق الشعب"، بشار قفطان، ان اعضاء نقابة المعلمين في قضاء الحي في محافظة واسط، تجمعوا امام مقر النقابة مؤكدين اصرارهم على ضرورة تنفيذ مطالبهم المشروعة. وحضر التجمع النائب عن تحالف سائرون، سلمان حسن بدير للتضامن مع المعلمين، كما شارك عدد من المسؤولين المحليين دعما لمطالب المضربين.

كركوك: اصلاح الواقع التربوي

وفي كركوك، افاد مندوب "طريق الشعب"، ان معلمي ومدرسي المحافظة، اضربوا داخل مبنى نقابة المعلمين وسط المدينة.
وقال نقيب المعلمين في محافظة كركوك، حسان الجبوري، إن” إضرابنا عن الدوام، للمطالبة بإصلاح الواقع التربوي في العراق، وتخصيص قطع اراض للمعلمين والمدرسين، يعني تخصيص وطن صغير لكل معلم ومدرس لا يمتلك قطعة ارض".
ملف المعلمين المحاضرين لم يكن غائباً عن اضراب المعلمين في مبنى النقابة، حيث طالب نقيبهم ” بتعيين المحاضرين واحتساب الخدمة لهم، فضلاً عن احتساب الخدمة لجميع الكوادر التعليمية من تاريخ الاستحقاق وليس من تاريخ المباشرة لأن هناك غبنا بحق الكوادر التعليمية، وايضاً احتساب الخدمة العسكرية في العلاوة والترفيع".
حسان الجبوري شدد على ضرورة "صرف الرواتب المدخرة لمعلمي المناطق المحررة من داعش، واعطائهم حقوقهم طوال السنوات الماضية والحالية".