تدخل الانتفاضة الشعبية في السودان الشقيق اليوم مرحلة جديدة في مسيرتها الكفاحية المستمرة منذ نحو اربعين يوما، بانطلاق مواكب الاحتجاج السلمي في وقت واحد في عشرات الميادين في المدن والحواضر السودانية، معلنة وحدة الحراك النضالي الجماهيري وشموله وتصاعده، على طريق الخلاص من حكم البشير الاستبدادي القمعي المكروه.
ويشكل هذا التطور خطوة مهمة نحو المرحلة الاخيرة والحاسمة في المعركة الوطنية ضد النظام، مرحلة الاضراب العام والعصيان المدني.
ويتواصل الحراك الاحتجاجي الباسل متحديا اجهزة القمع والقتل الحكومية والمرتبطة بحزب البشير، التي سقط برصاصها وغازاتها عشرات الشهداء، ومئات المصابين، والتي قامت باعتقال اضعافهم من المتظاهرين السلميين، ومن مناضلي القوى المعارضة المناهضة للدكتاتورية وقياداتها.
وفي اثناء ذلك يتابع العالم كله بتقدير واعجاب نضال الجماهير السودانية، وتتسع حملة التضامن في ارجائه معها ومع انتفاضتها. وفي الوقت نفسه تتصاعد حملة الادانة للاجراءات القمعية الدموية التي تقدم عليها اجهزة النظام وميليشيات مسلحيه ضد الحشود المطالبة بحقوقها المشروعة، وحملة الضغط لاطلاق سراح المعتقلين من المتظاهرين السلميين.
وتدفع العزلة الداخلية والدولية المتعمقة للبشير وحكمه حتى حلفاءه المعروفين، الى التفكير مرات قبل الاستجابة لطلباته النجدة والعون لقمع انتفاضة الشعب المتعاظمة.
ونتيجة لهذا كله يجد البشير نفسه اليوم في مأزق لا سابق له، ولا مخرج منه الا بالانصياع لارادة الشعب والتنحي عن الحكم، وترك السودانيين يقررون بانفسهم مصير السودان، ويختارون نظام الحكم الذي يريدونه بملء الحرية وفي اجواء السلام والامان والديمقراطية.
اننا اذ نحيي الجماهير السودانية البطلة وطلائعها الحية المكافحة، وبضمنها الحزب الشيوعي السوداني، وهي تواصل انتفاضتها وتصعدها ضد البشير وحكمه البغيض، نطالب سلطاته باطلاق سراح المعتقلين من المشاركين في الحراك الاحتجاجي، ومن قادة ومناضلي قوى المعارضة الوطنية، فورا ودون شروط ، وبالكف عن اجراءاتها القمعية ضد جماهير الانتفاضة، ووقف التدابير الارهابية الدموية التي تلاحق بها الطلائع الوطنية والديمقراطية المكافحة.
تحية تضامن الى الشعب السوداني الشقيق في معركته المظفرة من اجل الخبز والحرية والبديل الوطني الديمقراطي!
27/1/2019