الصويرة – طريق الشعب
ضيّفت منظمة الحزب الشيوعي العراقي في قضاء الصويرة شمالي محافظة واسط، الجمعة الماضية، الكاتب رشيد غويلب الذي تحدث عن طبيعة التحالفات الانتخابية، وأهدافها ومنطلقاتها والظروف المحيطة بها، أمام جمع من الشيوعيين والناشطين المدنيين والمهتمين بالشأن السياسي.
الجلسة التي احتضنتها قاعة نقابة المعلمين في مركز القضاء، أدارها سكرتير منظمة الحزب الرفيق إبراهيم النهر، واستهلها متحدثا عن أهمية توضيح لوحة التحالفات التي ستخوض الانتخابات البرلمانية القادمة في العراق.
الكاتب رشيد غويلب، وفي مفتتح حديثه، تطرق إلى الملامح التي شكلت المشهد السياسي -الاجتماعي في عراق ما بعد اسقاط الدكتاتورية، مشيرا إلى ان هذا المشهد طغى عليه "الفشل في تحقيق التغيير الذي تطلعت إليه الغالبية الساحقة من العراقيين".
ثم تناول الأسباب التي شكلت الارضية التي قام عليها نموذج دولة المحاصصة السياسة الفاشل، والتى ترتبط بمخلفات الدكتاتورية من قمع وحروب وحصار، وبأولويات الولايات المتحدة، التي لعبت دورا مقررا في ازاحة الدكتاتورية، فضلا عن الطبقة السياسية الفاسدة التي ساهم الأمريكان في صناعتها، والتي تصدرت المشهد السياسي ولا زالت مصرة على الحفاظ على نظام المحاصصة، وكذلك الدور المؤذي الذي لعبه اغلب دول الجوار.
وأضاف قائلا ان الكتل المتنفذة تعتمد التعصب الطائفي والاثني والتجهيل كوسائل مشتركة بين المتصارعين، لتثبيت نظام الحكم والصراع على الحصص في داخله، والاتفاق على آليات تقاسم السلطة ومغانم الفساد.
وتحدث الضيف عن التحالفات الانتخابية الكبيرة بعد 2003، مبينا ان أغلبها تشكل على اساس سلطوي، وخلق امكانيات للعودة إلى مربع المحاصصة في حكم البلاد، مشيرا إلى ان الدليل على ذلك هو التفكك السريع لتحالفات اعلنت، وخروج قوى رئيسة من تحالفات كبيرة بسبب ضيق مساحة حصة التمثيل.
وألقى غويلب الضوء على تحالفات الحزب الشيوعي العراقي، وأشار إلى ان دافع الشيوعيين من دخول التحالفات، ينطلق دوما من الحرص عن مصالح اوسع الفئات الشعبية، وان الحزب كان باستمرار مع الناس ومن اجلهم، كما ان هذه المنهجية كانت سائدة في سنوات قيادة الرفيق فهد، وفي سنوات ثورة 14 تموز، ولا تزال هي الفيصل في سياسة تحالفات الشيوعيين.
وتابع قائلا انه من الضروري التركيز على المضامين السياسية والاجتماعية، وليس التفاصيل، وعلى اساليب ادارة الصراع داخل هذه التحالفات وخارجها، وهذا ما تؤكده وثائق الحزب الصادرة في فترات مختلفة من تاريخه.
وتحدث الضيف عن تحالف "سائرون" الذي يضم ستة أحزاب وقوى سياسية بضمنها الحزب الشيوعي العراقي، وقال ان المنطلقات التي حددها المؤتمر الوطني العاشر للحزب بشأن التحالفات، أشارت إلى جهود الحزب في تعزيز دور القوى الديمقراطية والمدنية، "ومن هنا جاء الاهتمام الكبير بالتيار الديمقراطي باعتباره تيارا سياسيا – اجتماعيا".
وتابع قائلا ان الحزب لا يزال مشددا على استمرارية التيار وتعزيز دوره، وان ما يثار من لغط حول ذلك غير صحيح اطلاقا.
وشدد غويلب على أهمية التركيز عند تقييم "سائرون"، على محتواه الاجتماعي والسياسي، والآفاق التي يمكن ان يفتحها فيما لو نجحت القوى المشاركة فيه بالتمسك بمحتواه، وفي ادارة تفاصيل العمل اليومي.
وأضاف قائلا ان "سائرون" حظي بارتياح وتأييد اوساط شعبية واسعة، لكنه أثار تساؤلات وتحفظات، ورفض من لدن أوساط أخرى ومن منطلقات مختلفة، لافتا إلى انه في حالات الاستقطاب الحاد بين معسكر الاصلاح وبناء الدولة المدنية، ومعسكر المحاصصة السياسية والفساد، فإن اختراق جدار السلطة يصبح صعبا على المدنيين، من دون اختراق كتلة المحاصصة، والتعاون مع المعتدلين داخلها.
وأوضح غويلب ان "سائرون" يتيح فرصة لتعزيز الوعي الوطني، والخروج من ثقافة الهويات الفرعية، وهو يكسر ثنائية صراع العلمانيين والمتدينين المفتعلة. كما انه يمثل كابوسا للمتشددين. فيما يشكل بالحسابات الانتخابية، خطوة مهمة لتجاوز العقبات التي يفرضها قانون الانتخاب الجائر.
وفي سياق الجلسة قدم عدد من الحاضرين مداخلات، وطرحوا أسئلة أجاب عنها الكاتب رشيد غويلب بصورة ضافية.

عرض مقالات: