طريق الشعب
وتشهد الساحة السياسية العراقية، بعد اعلان النتائج النهائية من قبل مفوضية الانتخابات، نشاطا سياسيا مكثفا من الكتل السياسية الفائزة لتشكيل الكتلة الاكبر التي ستكلف بتشكيل الحكومة المقبلة.
وفيما تتحدث قوى عن "ملامح واضحة" واخرى عن "غموض" في مفاوضات تشكيل الكتلة الاكبر، يؤكد ائتلاف النصر تماسك القوى المنضوية فيه، وعدم وجود اي تصدع بين اجنحته، كما كشفت مصادر في الايام الاخيرة.

ملامح واضحة!

قال عضو ائتلاف دولة القانون، رسول راضي، لوكالة "السومرية نيوز"، إن "اعلان النتائج النهائية جعل الكتل تستعيد نشاطها في طريق المفاوضات لتشكيل الكتلة الاكبر"، مبينا ان "ملامح الكتلة الاكبر جدا واضحة من خلال تقارب بعض الاطراف وهي دولة القانون والفتح والحزبين الكرديين والنصر وتحالف القوى والقرار ".
وكان زعيم ائتلاف "دولة القانون" نوري المالكي، اعلن الاحد، "وجود تفاهم جدي بين القوى السياسية لتشكيل الكتلة الأكبر ضمن الفضاء الوطني".
واضاف راضي، ان "اليومين المقبلين سيكونان الفيصل في اعلان الكتلة الاكبر وقبل عطلة عيد الاضحى المبارك، وحين تتم مصادقة المحكمة الاتحادية على النتائج واعلان موعد الجلسة الاولى للبرلمان بعد العيد فان الكتلة الاكبر ستكون جاهزة للإعلان بشكل رسمي".

ملامح غير واضحة!

في المقابل، قال عضو تحالف الفتح طه درع، للوكالة نفسها، إن "الكتلة الاكبر مازالت ملامحها غير واضحة حتى اللحظة، لكن نعتقد ان كتلة الفتح لديها تفاهمات وحوارات واضحة ووصلت في البعض منها الى مراحل متقدمة جدا"، لافتا الى أن "كتلة الفتح قادرة على تشكيل الكتلة الاكبر بما يضمن التحاق الكتل الاخرى بها".
واضاف درع، أن "الخطوات الحقيقية والفعلية لتشكيل الكتلة الاكبر ستكون بعد مصادقة المحكمة الاتحادية على النتائج كي تكون التفاهمات واضحة ومبنية على نتائج رسمية"، لافتا الى أن "الضغوط الخارجية لا يمكن إنكارها لكن بالنهاية فان الكتل السياسية هي صاحبة القرار في اختيار من توقع معه على تشكيل الكتلة الاكبر".

لقاءات مستمرة

من طرفه، قال المتحدث الرسمي باسم تحالف القوى العراقية، ليث الدليمي، لوكالة "الغد برس"، ان "لقاءاتنا مستمرة مع الكتل السياسية من اجل التحالفات"، مبينا ان "برنامج تحالف القوى لاقى مقبولية وهناك تطابق في الرؤى مع الكتل الاخرى".
واضاف ان "ائتلاف دولة القانون والحكمة والنصر وسائرون والفتح هناك لقاءات مستمرة وتشكيلهم الكتلة الاكبر يحسم الموضوع"، مشيرا الى ان "القرار النهائي يعتمد على تحالفات الكتل وتشكيل الكتلة الاكبر، لان منصب رئيس الوزراء هو الحاسم ".
واوضح الدليمي ان "تحالف القوى حسم امره في ترشيح محمد الحلبوسي لمنصب رئاسة البرلمان، والكرد ربما حسموا امرهم، ويبقى الامر عند الكتلة الاكبر التي ترشح رئيس الوزراء"، لافتا الى ان "تحالف القوى مع الكتلة الاكبر التي تشكل الحكومة ".
وتابع ان "تحالف القوى لا يشترط على الكتل منصب رئاسة البرلمان وانما حق التحالف في المنصب وان يكون شريكا في العملية السياسية ولنا حق اختيار من يمثلنا في رئاسة البرلمان، او التحالف مع الكتل الاخرى لاختيار مرشحهم لرئاسة البرلمان".

"لا انقسام في ائتلاف النصر"

في الاثناء، نقلت وكالات انباء، عن مصادر في التيار الصدري، قولها، ان الأيام القادمة ستشهد الإعلان الرسمي لتكوين الكتلة الأكبر داخل البرلمان، ومن ثم تشكيل الحكومة الاتحادية المقبلة.
في غضون ذلك، قال عضو ائتلاف النصر، يوسف الكلابي، في تصريح صحفي، إنه "لا يوجد اي انشقاق داخل ائتلاف النصر وحتى مع حركة عطاء ويؤسفنا ما تناقلته بعض وسائل الاعلام حول وجود انشاق بين صفوفه"، مؤكدا ان "النصر لديه مبدأ التشاور مع جميع الاعضاء ولا يوجد تهميش والنقاش مستمر للخروج برؤية موحدة".
وكانت تقارير اعلامية، تحدثت عن انقسام داخل ائتلاف النصر الذي يتزعمه حيدر العبادي، وتحوله الى جناحين، مشيرا الى ان هذا الانقسام قد يجبر العبادي للذهاب الى المعارضة.
هذا واعلن ائتلاف النصر عن عقد اجتماعه الدوري السادس، الاثنين الماضي، برئاسة رئيس الائتلاف حيدر العبادي، مؤكدا تمسكه بالعبادي كمرشح لرئاسة الحكومة المقبلة.