وزارة الخارجية المصرية، السيد أحمد عدلي إمام المحترمون...
التحايا الطيبة؛
إشارة لخطابكم المعنون لحزبنا والخاص بدعوته للمشاركة في مؤتمر القوى السياسية والمدنية السودانية؛ المزمع عقده في القاهرة، يود الحزب شكركم على الدعوة المقدمة له ويبدي تثمينه وتقديره لكل الجهود المبذولة لمساعدة الشعب السوداني لتجاوز محنته بإيقاف الحرب ومنح وتوصيل الاغاثات والإعانات الإنسانية للمتضررين في معسكرات النزوح بالداخل ومراكز الإيواء للاجئين بالخارج، وتقديم اعتذارنا عن تلبية دعوتكم لحضور المؤتمر في القاهرة.
- سيادتكم يعلم عمق ثورة ديسمبر 2018، التي عمت كل أرجاء الوطن، حضراً وريفاً وبادية؛ ورفعهم شعارا موحد: (حرية سلام وعدالة والثورة خيار الشعب)؛ وأن اختيار الشعب للثورة في حل الأزمة العامة في السودان كان رفضاً وقطعاً للطريق على المجهودات الجارية حينها من أمريكا وحلفائها في المنطقة لتنفيذ مشروع الهبوط الناعم وفق "خارطة أمبيكي" ليتم حل أزمة السودان في نطاق ذات السياسات الاقتصادية الاجتماعية لنظام الإنقاذ المدحور والتي سادت منذ الاستقلال في ظل الحكومات المتعاقبة وقادت إلى تراكم الأزمة العامة معوقة نهضة الوطن وارتقاء حياة الشعب، متمظهرة في عدم الاستقرار السياسي وسيادة الانقلابات العسكرية في الحياة السياسية السودانية مع التبعية للخارج، ودوام الحروب الداخلية، وتقسيم السودان.
- انقلاب أكتوبر 2021 واندلاع الحرب في أبريل 2023، هما مظهران لتجدد عوامل الأزمة العامة وقد نتجا عن انحراف حكومات الفترة الانتقالية للثورة عن مسارها والتخلي عن تنفيذ شعاراتها وأهدافها في تفكيك وتصفية نظام الإنقاذ المدحور، وتحقيق تغييرات بنيوية عميقة في السلطة والثروة وإدارة التنوع الذي يميز السودان، وبدلًا عن ذلك اختطت طريقها نحو تنفيذ مشروع الهبوط الناعم الذي رفضه شعبنا، وتبني منهج الليبرالية الجديدة وإعمال آليات السوق الحر في الاقتصاد، انحيازاً لمصالح فئات الرأسمالية الطفيلية، واعتماد الحكومات الكلي على الخارج في حل الأزمة في السودان مما كرس مجددًا التبعية للخارج نفيًا لخيار الثورة.
- يتفق ويدعم حزبنا رؤيتكم في أن يكون أصل حل الأزمة سودانيًا، وأن يقتصر ويصب الدور الخارجي في المساعدة ودعم ما يتوصل ويرتضيه السودانيون من حلول. لقد تلاحظ أن عددًا من الأطراف المشاركة في تصميم المبادرات الخارجية المطروحة قد انزلقت وتجاذبتها المصالح والأطماع في موارد السودان وفي مد نفوذها على المنطقة والإقليم، ومالت لدعم ومساندة أحد طرفي الحرب بل وتورطت في مد هذا الطرف أو ذاك بالسلاح والعتاد واللوجستيات والمعلومات الاستخباراتية مما قاد لاستطالة الحرب. من جانب آخر يرى الحزب أن الجمع بين كافة أطراف القوى السياسية والمدنية السودانية في ملتقى جامع تحت دعاوي التوافق تحقيقًا لوحدة وطنية لا يمثل حلًا للأزمة في السودان، بل يعمل على العودة والدفع نحو مسار تراكم الأزمة العامة وما صحبها من عدم استقرار سياسي وامني، وتبعية للخارج.
- يرى الحزب أن الدعوة لملتقى جامع يضم كافة القوى السياسية والمدنية السودانية، غفلت حدوث الثورة وما قدمه شعب السودان من تضحيات غالية لإحداث تغييرات عميقة في بنية السلطة والثروة، وخط طريق التطور المستقل للنهوض بالوطن وارتقاء حياته. خلطت الدعوة وسعت للجمع بين القوى السياسية والمدنية التي قاومت وناضلت ضد نظام الإنقاذ محققة الثورة وحراستها من الأعادي حرصًا على الوصول لغايتها وبين القوى التي ناهضت الثورة وعملت على إجهاضها ممثلة في فلول النظام والقوى السياسية المدنية التي تحالفت ودعمت وشاركت نظام الإنقاذ المدحور في السلطة لحين سقوطه في 11 أبريل 2019 وبذلك يكون قد تحقق للأطراف المتحاربة وحلفائهم ثمرات الحرب التي اشعلوها للإجهاز على الثورة وأهدافها.
- حزبنا يواصل نضاله مع الجماهير ويعمل على تنظيم ورص القوى السياسية والاجتماعية صاحبة المصلحة في الثورة من أجل إيقاف الحرب واسترداد الثورة.
- هذا ما وددنا بيانه لكم ونجدد الشكر للدعوة. ونكرر اعتذارنا عن الحضور، للأسباب أعلاه..
وشكرًا
سكرتارية اللجنة المركزية للحزب الشيوعي السوداني
3 يوليو 2024م.