ثلاثة اعوام مضت على انتفاضة تشرين المجيدة عام 2019 والتي جسدت اسمى معاني البطولة والتضحية بدماء شهداء ابطال روو بدمائهم الطاهرة تربة عراقنا  الحبيب فسقط اكثر من 800 شهيد عراقي بعمر الورود ولأكثر من 30 ألف جريح ومعاق هذه الانتفاضة التي كانت ابرز معانيها هي نريد وطن خال من القهر والظلم والاضطهاد والتبعية والمحاصصة الطائفية البغيضة ومحاسبة قتلة الوطن والشعب وسارقي  قوت الوطن ونهب المال العام وحصر السلاح المنفلت بيد الدولة ونظام قانوني ودستوري عادل وسلم اهلي ومجتمعي  وانتقال وتداول سلمي للسلطة عبر انتخابات ديمقراطية حقيقية بعيدا عن التزوير ولغة الترهيب  والسلاح والوعود الكاذبة ومن اجل حق المواطن العراقي الكريم في حياة مستقرة وخدمات ووظائف وعمل وتعليم يرتقي الى مصاف الإرث التاريخي والحضاري لبلد ما بين النهرين.

كانت ولا تزال شعلة انتفاضة تشرين حدثتا تأريخيا مزلزلا في تاريخ عراقنا المعاصر عبر مشاركة  الجيل العراقي الجديد من شباب فتية وشابات ومن مختلف فئات وطبقات المجتمع رفعوا راية الثورة والكفاح والنضال الوطني غير آبهين بقوى الظلام وبمنظومة الفساد والسلاح المتسلط على رقاب الوطن والشعب...وهاهم ابطال تشرين يرفعون الرايات مجددا غير آبهين  برصاص غدر النظام وعصاباته ومليشياته ونظامه السياسي الفاسد ليجددوا العهد بالمضي في الإرث الثوري الوطني لمسار الانتفاضة بكل ما تحمله من قيم وطنية نبيلة تعبر عن مطالب مشروعة وعادلة ومستقبل افضل للوطن.

وهاهم ابطال الوطن والانتفاضة من جديد بذكراها العطرة ونحن على ابواب عام 2023 بعد ان مضى على انتخابات تشرين 2021 ما يقارب من عام دون تشكيل الحكومة واقرار القوانين والميزانية ومحاكمة قتلة الشعب وإرجاع المال العام المنهوب وحصر السلاح ...الخ وعلى نفس النهج السابق المعادي لتطلعات الشعب والوطن تسعى قوى الظلام السياسي من جديد لتكريس نظام المحاصصة الطائفية البغيضة ونهب ثروات الوطن وتكريس نظام طائفي لا يراعي مصلحة الوطن والشعب. وأصبح العراق ساحة للصراع الدولي والاقليمي وفقدت سيادة الوطن ولم تعد الهوية الوطنية العراقية الجامعة لكل القوميات والأديان والمذاهب موجودة في ظل هذه المنظومة السياسية الفاقدة للشرعية والحكم.

اننا باسم المنظمات والاحزاب والشخصيات المدنية الديمقراطية في هنغاريا في الوقت الذي ننحني إجلالا لتضحيات وشهداء الانتفاضة واستمراريتها وتطورها وزخمها الوطني الذي يعول علية شعبنا العراقي الذي ابتلى بنظام سياسي   متخلف ندعو الى قيام نظام وطني ديمقراطي حقيقي مدني يجسد مصالح الوطن الحقيقية عبر انتخابات برلمانية مبكرة بقوانين عادلة وبإشراف دولي.

مجدا لانتفاضة تشرين المجيدة والخزي والعار لقتلة الشعب والوطن وسترتفع راية الوطن عالية بوجه القتلة وسارقي قوت الشعب والوطن.

بودابست- هنغاريا

2022.10.01