قال روبرت غريفيثس الامين العام للحزب الشيوعي البريطاني في تقييم لنتائج الانتخابات المحلية التي جرت في 5 ايار الجاري: "بينما كانت خسائر حزب المحافظين في الانتخابات المحلية أكبر من المتوقع، فإن ملايين الناخبين لم يعبّروا عن الثقة بحزب العمال في تصويتهم الاحتجاجي ضد ارتفاع تكلفة المعيشة وأولويات بوريس جونسون الكارثية خلال جائحة كورونا".

واضاف في اجتماع للجنة التنفيذية للحزب "ان حزبي الديمقراطيين الأحرار والخضر كانا أكبر الفائزين، لكن حزب العمال بقيادة كير ستارمر فشل في إحراز تقدم في أجزاء كبيرة من شمال إنكلترا ومناطق الجنوب الغربي وكورنوول''، مشيرًا إلى أن ثلثي الناخبين لم يصوتوا في هذه الانتخابات. 

وحدد غريفيثس عاملين رئيسيين في فشل حزب العمال في معظم أنحاء إنكلترا خارج لندن وأجزاء من الجنوب. أولاً، أن الملايين من أنصار حزب العمال السابقين في لانكشاير ويوركشاير وأجزاء من وسط انكلترا لم ينسوا ولم يغفروا لحزب العمال مساعيه لرفض التصويت الديمقراطي بشأن الخروج من الاتحاد الأوروبي في الاستفتاء عام 2016.

ثانيًا، أدت الاجراءات التي اتخذها ستارمر زعيم حزب العمال لتطهير صفوفه من اليسار إلى إضعاف قدرة الحزب على تنظيم حملات انتخابية، مما دفع أكثر من 150 ألف عضو، الكثير منهم من النشطاء، إلى الاستقالة.

وحذر غريفيثس من أن الضغط سوف يتزايد الآن على حزب العمال للدخول في اتفاق رسمي أو غير رسمي مع حزب الديمقراطيين الأحرار وحزب الخضر، وربما مع الحزب القومي الويلزي والحزب القومي الاسكتلندي، في الانتخابات العامة المقبلة.

وحذر من أن ذلك سيعني "انه بدلاً من النضال في كل مكان على أساس برنامج  يتبنى سياسات يسارية جريئة ونظام فيدرالي تقدمي، سيتلاشى وجود حزب العمال في أكثر من مائة دائرة انتخابية وسيكون مثقلا بسياسات حزب الديمقراطيين الأحرار المؤيدة للشركات الكبرى واقتصاد السوق".

واعتبر ان هكذا تحالف انتخابي "سيكون بمثابة حصان طروادة للمؤيدين بتطرف للاتحاد الأوروبي لتحقيق هدفهم بإلزام بريطانيا بقواعد السوق الموحدة لهذا الاتحاد بدلاً من استخدام خروج بريطانيا منه لإلغاء ضريبة القيمة المضافة، والاستثمار المباشر لرأس المال الخاص، ودعم المشاريع المحلية والغاء الخصخصة ''.

وأثنت اللجنة التنفيذية للحزب الشيوعي على مرشحيه لحملتهم النشيطة في الانتخابات المحلية، وقررت وضع لجنة الانتخابات في حال استعداد دائم والتوجه الى توسيع المشاركة في الانتخابات البلدية في السنة المقبلة.