في وقت أكدت ملايين الشعب العراقي خيارها السلمي في التغيير فإن قوى الإرهاب الميليشياوي تحاول استباق العمل على تهيئة أجواء انتخابات حرة عادلة، بارتكاب جرائم اختطاف واغتيال وتصفيات دموية فضلا عن الاعتداءات المكرورة على مقار قوى حركة التنوير الديموقراطية في محاولة لابتزازها ومنعها إحداث التغيير..

وكان من آخر تلك الجرائم المرتكبة الهجوم الغادر على مقر أحد الأحزاب الوطنية الديموقراطية ممثلا بمقر الحزب الشيوعي العراقي في النجف، ولا تؤكد المؤشِّرات أن ذلك سيكون آخر مسلسل ما ينوون ارتكابه من الجرائم.. إننا في منظمات الحركة الحقوقية العراقية ومن منطلقات عملنا الحقوقي؛ إذ نتمسك ببما نص عليه الإعلان العالمي لحقوق الإنسان ووثائق المعاهدات والاتفاقات الدولية المخصوصة، وحقوق العراقيات والعراقيين، ندين الحملة المحمومة المسعورة لقوى الظلام الفكري في انتهاكها الحقوق والحريات، وفي ارتكاب المجازر التصفوية الدموية و\أو التهديد بجرائم أخرى بما يحاول ترويع المواطنات والمواطنين واستلابهم المنجز الذي حققوه في انتفاضة أكتوبر، التي جسدت ثورة الحرية للتغيير السلمي المنشود..

إن بلاداً تتجه للانتخابات، لا يمكن لها أن تحقق ذلك في ظل ظواهر تنتهك الحقوق والحريات بكل تلك الفجاجة والعنف.. إذ أن تلك الانتهاكات ليست مجرد ظواهر عابرة، بل باتت ترقى لمستوى جرائم دموية قمعية دخلت مستويات خطيرة فيما ترتكبه الأمر الذي بات في التشخيص القانوني يقع في إطار جرائم ضد الإنسانية!

ونحن إذ ندافع عن الحقوق والجريات ينبغي أن نضع أسس تلبية تلك الحقوق وأولها توفير حق الحياة وحق الأمن والأمان وإنهاء التهديد والابتزاز وجرائمه في الترويع وإرهاب المواطن الفقير المبتلى! تلك الجرائم النكراء المسلحة كذلك بفكرها الظلامي ومرجعيته المتناقضة وحقوق الإنسان

.. مؤكدين هنا أنّ المنطلقات الحقوقية التي ثبتتها نصوص الإعلان العالمي لحقوق الإنسان والاتفاقات الأممية المعروفة، ستبقى الركن الأساس الذي نتمسك به في الدفاع عن مجمل حقوق العيش الحر الكريم وإنه لمن واجبات الدولة وسلطاتها المعنية فرض الاستجابة التامة لتلك الحقوق والحريات وكفالتها وضمانها...  

ونحن إذ ندافع عن حقوق كل طرف يحيا في هذه الأرض فإنما نؤكد الدفاع عن الطمأنينة والاستقرار للشعب بكل تنوعات أطياف وجوده والحركات الاجتماعية والسياسية التي تلتزم القوانين واللوائح الحقوقية المعاصرة.. وتلكم هي الحقيقة الوحيدة التي نلتزمها من دون تمييز أو انتهاك أو انتقاص في حق طرف..

من هنا فإننا ندعو لحملات وطنية وتضامنية أممية مع الشعب العراقي في ظروفه المأزومة، ومع قواه التنويرية المستباحة ف حريات العمل وضمان سلامة عناصرها من اية جرائم للغيلة والغدر مما يُرتكب اليوم بصلافة واستهتار فاضح من قوى الإرهاب الميليشياوي المؤتمرة لزعامات ظلت تحتكر السلطة منذ 2003 حتى يومنا...ومن أجل الحقوق والحريات بات لزاما دحر قوى الشر الظلامية وأسلحة الدمار التخريبية التي تحملها ضد المسالمين.. ونحن لن نتردد ولو لوهلة في الدفاع عن كل قوى شعبنا باتجاه إعادة بناء الوطن والمنطقة بأسس تحترم الإنسان وحقوقه وحرياته لتنتهي من زيف القدسيات التي يصطنعها الإرهاب الإسلاموي بتمظهراته، وهو يتستر بتلك الادعاءات لإخفاء فظاعاته وما يرتكب من جرائم بشعة..

كل التضامن مع قوى التقدم والسلام والديموقراطية في كامل الحقوق والحريات لهم وللشعب العراقي

 

المرصد السومري لحقوق الإنسان هولندا  و  المعهد الكوردي للبحوث والدراسات في هولن         5 شباط 2021