حذرت وزارة الصحة والبيئة، من إمكانية تحور فيروس كورونا داخل العراق، منتقدة عدم الالتزام بالإجراءات الوقائية من جانب المواطنين، وفتح المرافق العامة.

وأعلنت محافظة ديالى عن عدم تسجيلها أية حالة وفاة طيلة 11 يوما مع انخفاض ملحوظ في أعداد الاصابات داخل المحافظة، لكن منظمة الصحة العالمية أكدت ان تراجع الإصابات في العراق “لا يعني نهاية الفايروس”، مشيرة الى وصول النسختين المتحورتين من كورونا الى 83 دولة.

مخاطر وبائية كبيرة

وذكرت الوزارة في بيان طالعته “طريق الشعب”، ان مخاطر كبيرة تهدد “بارتفاع الاصابات بموجة وبائية ثانية، قد تكون أقسى من الأولى، كما يحدث الان في العديد من الدول، بحسب تحذيرات منظمة الصحة العالمية”.

وحددت الوزارة أسباب ارتفاع الإصابات بالموجة الثانية بالآتي: “اولا: ان امد المناعة التي تمنحها الاصابة ما زال غير معروف، وامكانية الاصابة مرة اخرى محتملة جدا ومن الخطأ التعويل عليها وترك الاجراءات الوقائية. ثانيا: التحور المستمر بسلالات الفايروس كما حدث في دول بريطانيا وجنوب افريقيا والبرازيل كان السبب في نشوء سلالات اشد انتشاراً من السلالة القديمة في 50 دولة لحد الان، ومن المحتمل ان يحدث تحور بالسلالة في بلدنا او ينتقل الينا من البلدان الاخرى. ثالثا: التهاون الكبير بالإجراءات الوقائية من قبل المؤسسات الحكومية وغير الحكومية والقطاع الخاص، وهناك ضعف واضح في الالتزام بهذه الاجراءات والتعمد في خرق التعليمات. رابعاً: فتح كافة المرافق الحيوية والمراقد الدينية وعودة الحياة الطبيعية بشكل كامل الى هذه المرافق ذات التجمعات البشرية الضخمة بدون الالتزام بقواعد التباعد الاجتماعي.

 خامساً: ان فصل الشتاء وانخفاض درجة الحرارة يعتبر عاملا مساعدا على انتشار الوباء”.

وتابع البيان، أن “كل ذلك يشكل خطرا كبيرا، ويوفر بيئة مناسبة لحدوث ارتفاع في الاصابات بموجة ثانية قاسية، قد تهدد النظام الصحي، ويذهب بكل ما تم تحقيقه خلال الاشهر الماضية”، مؤكدا أن الوضع الوبائي “لم ينحسر، وان التصاعد المستمر في نسب الشفاء والانخفاض بالإصابات والوفيات جاء نتيجة لجهود مضنية بذلتها وزارة الصحة وكوادرها المتقدمة وتكبدت خلال هذه المعركة الشرسة أكثر من 180 شهيدا من جيشها الابيض، واكثر من 28 الف إصابة”.

وأهابت الوزارة بالمواطنين “التقيد التام بالإجراءات الوقائية وعدم التهاون بها”.

وفي وقت سابق من يوم أمس الأول، أعلنت الوزارة في بيان عاجل “اقرار الهيئة الوطنية لانتقاء الادوية استخدام لقاح استرازنيكا البريطاني وسينوفارم الصيني بشكل طارئ لمواجهة جائحة كورونا”.

فيما علّق السفير البريطاني لدى العراق على القرار قائلا: “اسعدتني موافقة العراق على استخدام لقاح اكسفورد استرازينيكا الذي تم تطويره في المملكة المتحدة، فهو غير مكلف ويمكن تخزينه في الثلاجة مما يجعل توزيعه اسهل”، مؤكدا تقديم بلاده “أكثر من 16 مليون جنيه استرليني إلى العراق لمساعدته في مكافحة فيروس وسيتواصل الدعم في عام 2021”، وفقا لتغريده على منصة تويتر اطلعت عليها “طريق الشعب”.

تحذير الصحة العالمية

وبعد ساعات من إعلان دائرة صحة محافظة ديالى، يوم أمس، عن بقاء المحافظة من دون وفيات بفايروس كورونا لمدة 11 يوماً على التوالي، مع تسجيل 26 إصابة جديدة، شددت منظمة الصحة العالمية على أن تراجع الإصابات في العراق لا يعني نهاية الفايروس.

ورأى رئيس فريق طوارئ المنظمة في العراق، وائل حتاحت، أن الانخفاض في معدل الإصابات بفايروس كورونا الذي سجل مؤخراً في العراق “لا يعني نهايته”.

وقال حتاحت، بحسب الوكالة الرسمية، إن نوعية سلالة الفايروس الذي نتعاطى معه، قابلة للتطور والتغير، وتظهر بشكل مستمر معطيات جديدة عن نوعيته وهي غير واضحة حتى الآن”.

وأضاف أنه “يجب ألا يجري تغيير في طريقة التعاطي والتعامل مع الفايروس في السلالة الجديدة، واستمرار التعامل معه بنفس الاجراءات الاحترازية السابقة”. وبشأن التوقعات باشتداد الاصابات أو انخفاضها خلال الفترة المقبلة، بيّن المتحدث، أن “اشتداد أو انخفاض معدل الاصابات، مرتبط بمعطيات معقدة جداً، إلا أن التراخي باتخاذ الاجراءات الاحترازية والتباعد الاجتماعي وتطبيق التوصيات والتعليمات التي أعلنتها وزارة الصحة، سيؤدي الى زيادة حتمية في عدد الاصابات”، مقترحا أن تقوم الحكومة “بتكثيف الاجراءات والتعليمات التوعوية للمواطنين”.

الفيروس المتحور في 83 دولة

وفي السياق، كشفت المنظمة عن وصول الإصابات بالنسختين المتحورتين من الفايروس اللتين ظهرتا في بريطانيا وجنوب إفريقيا إلى 83 دولة.

وقالت المنظمة في بيان لها، طالعته “طريق الشعب”، إنّ “النسخة البريطانية المتحوّرة من فايروس كورونا المستجدّ رُصدت حتى الآن في 60 دولة على الأقلّ، أي أكثر بعشر دول مما كان عليه الوضع قبل أسبوع”، مضيفة أنّ “النسخة المتحوّرة الثانية التي ظهرت للمرة الأولى في جنوب إفريقيا ويعتقد أنّها أكثر عدوى من النسخة البريطانية رُصدت من جهتها في 23 دولة ومنطقة لغاية اليوم (أمس الأربعاء)”.

عرض مقالات: