يواصل خريجو الكليات واصحاب الشهادات العليا، اعتصاماتهم امام مقرات الوزارات المعنية، منذ شهور طوال، مطالبين بتعيينهم على الملاك الدائم، ومؤكدين ان المسؤولين الذين التقوا بهم، لم يفوا بوعودهم

ويؤكد الخريجون، انهم سيواصلون الاعتصامات لحين تحقيق مطالبهم، فيما أصدرت “تنسيقية معتصمي العلاوي” ذات الاختصاصات المختلفة، بياناً تلقت “طريق الشعب”، نسخة منه، طالبوا من خلاله “مجلس النواب بإيجاد الحلول المنطقية والمنصفة بحقهم”، مؤكدين انهم “لا يتحملون اعباء الحكومات السابقة التي اتخذت قرارات واحكاما انهكت البلاد”.

مسيرة للمهندسين

وتشهد العاصمة بغداد صباح اليوم مسيرة احتجاجية ينظمها خريجي كليات الهندسة انطلاقاً من ساحة “ جسر الطابقين” وصولاً الى ساحة “ الجسر المعلق” للمطالبة بالايفاء في الوعود الحكومية واطلاق التعيينات

خريجو الزراعة بانتظار 3700 درجة وظيفية

وقال المعتصم زيد فلاح، وهو خريج كلية الزراعة، أنهم “اطلقوا اعتصامهم امام وزارة الزراعة بالقرب من ساحة الاندلس منذ 18 آب الماضي”، مشيرا الى ان عددهم كان 450 شخصا من كافة المحافظات. “كلنا خريجو الهندسة الزراعية”.

وأضاف المتظاهر في حديثه لـ”طريق الشعب”، أن “عددا غير قليل من النواب التقوا بنا، وكذلك بعض المسؤولين بينهم مستشارو رئاستي الجمهورية والوزراء”، مبيناً ان “بعضهم أكدوا لنا أنه لا يوجد درجات وظيفية لعام 2020، ولذا طالبنا ان يتم تحويلنا على الدرجات الوظيفية للعام القادم، حيث قال لنا الوزير ان هناك 3700 درجة وظيفية للعام القادم”. 

ولأجل إدامة التواجد في خيم الاعتصامات، يقول فلاح “قررنا تقسيم انفسنا على شكل وجبات؛ كل وجبة تبقى في الخيم لمدة ثلاثة ايام، ومن كل محافظة يحضر اربعة شخاص”.

ويقول خبراء اقتصاديون من مختلف المنابر، ان اهمال اقطاعات الزراعة والصناعة واللجوء الى الاستيراد وجعل العراق سوقا مفتوحة تسبب برفع نسب البطالة أكثر.

إشكالية أخرى

بينما يعتصم امام مقر وزارة الصحة، حوالي 2500 شخص، من خريجي كليات العلوم، مطالبين بتوفير تعيينات لهم في المستشفيات، او في دوائر صحية اخرى.  ويذكر احمد خلف، وهو مشارك مستمر في اعتصام كليات العلوم، في حديث خص به “طريق الشعب”، ان “خريجي كليات العلوم مشمولون بقانون التدرج الطبي، وهذا القانون يشمل 10 اقسام من العلوم”.

ويقول خلف ان “الحكومة لم تطبق قانون التدرج الطبي بشكله الطلوب، انما وفرت التعيينات فقط الى الاطباء والصيادلة والمعاهد الطبية والتقنية، واستثنوا اقسام العلوم من هذا القانون”.

ويشير المعتصم الى انهم قابلوا وزير الصحة “وطالبنا بتوفير فرص عمل”، مشيرا الى ان الوزارة قامت بإطلاق استمارة الكترونية للتقديم على التعيينات، “لكننا لم نحصل على شيء لغاية الان، وسنواصل اعتصامنا لحين صدور اوامر التعيين”.

وعملت الحكومات المتعاقبة على توظيف عشوائي في الدوائر الحكومية للحد من البطالة، ما تسبب في ترهل كبير في الجهاز الإداري العام، حيث تشير استبيانات انتشرت مؤخراً، الى ان الموظف الحكومي في بعض الوزارات “يعمل 17 دقيقة في اليوم، في حين ان ساعات الدوام تصل الى 8 ساعات يومياً”.

وعود 

ويواصل اصحاب الشهادات العليا، اعتصاماتهم امام وزارة التعليم، مطالبين بان يتم تعيينهم كـ”تدريسيين في الجامعات الحكومية”.

ويقول عماد الجنابي، وهو احد المشاركين في الاعتصامات، في حديث لـ”طريق الشعب”، انه “يشارك في الاعتصام مع اصدقائه منذ عشرة شهور، امام وزارة التعليم”.

ويبين ان “عددنا الان حوالي 500 شخص، قابلنا كل المسؤولين المعنيين بتوفير فرص عمل لنا”، لافتا الى ان “كل وعودهم كانت عبارة عن تسويف”.

ويضيف الجنابي ان المسؤولين في الوزارة “وعدونا ان يتم تعييننا في الكليات الاهلية، لكن القرار في تلك الكليات بيد المستثمرين ولا يوجد شيء يضمن استمرار عملنا هناك”.

عرض مقالات: