توافد مئات المحتجين الغاضبين، الاحد الماضي، على ساحات التظاهر، في تسع محافظات (وسط البلاد وجنوبها)، لاستنكار الاعتداءات التي تعرض لها المعتصمون، اثناء رفع خيامهم بالقوة من قبل القوات الأمنية، فيما أكدوا استمرار الانتفاضة حتى تحقيق مطاليبها المشروعة، والتي تركز ابرزها على الكشف عن قتلة المتظاهرين وتحقيق انتخابات نزيهة، فضلا عن محاسبة الفاسدين.

غضب كبير في ساحة التحرير

وقال مراسل “طريق الشعب”، في بغداد، إن “عملية إزالة خيام المعتصمين في ساحة التحرير من قبل القوات الأمنية، أثارت حفيظة المتظاهرين الذين توجه المئات منهم الى الساحة فورا، للتأكيد على استمرار الانتفاضة التي تطالب بالإصلاحات والخلاص من نظام المحاصصة الطائفية”.

وأوضح المتظاهر، عبدالله محمد، لـ”طريق الشعب”، إن “المعتصمين في ساحة التحرير استيقظوا صباح السبت، على صوت الجرافات، ووقع خطوات المـئات من قوات مكافحة الشغب وحفظ النظام، وهي تحاصر الساحة من كل جانب، من اجل فض الاعتصام وفتح الطرق، قبل ان تقوم بالاعتداء على بعض المعتصمين، بمشهد بشع، ينهي كل الوعود الحكومية”.

ودعا محمد الحكومة الى “استخدام هذه القوات في الكشف عن قتلة المنتفضين والناشطين، وتقديمهم للمحاكمة، بدل امرها بفض اعتصام ساحة التحرير”، مؤكدا ان “هذه الخطوة اثبتت عدم احترام الحكومة لوعودها السابقة، ولا حتى لدماء الشهداء”.

قمع واعتقالات في البصرة

أما محافظة البصرة، فشهدت زخما احتجاجيا كبيرا، قوبل بعنف مفرط من قبل القوات الامنية التي استخدمت الرصاص الحي والقنابل المسيلة للدموع.

وذكر مراسل “طريق الشعب”، حافظ الجاسم، أن “حشودا غفيرة من المواطنين انطلقت في مسيرة احتجاجية كبيرة من ساحة ام البروم، صوب ساحة البحرية، عقب عمليات حرق الخيام وإزالة الحواجز من محيط الساحة. وأكدت الرفض التام لمحاولات الحكومة المحلية لإنهاء الاعتصامات وهدم خيام المعصمين بالقوة”.

واضاف الجاسم، أن “القوات الأمنية واجهت المتظاهرين السلميين بالعنف المفرط، واستخدمت الرصاص الحي والقنابل المسيلة للدموع لتفريق الحشود، ما تسبب بإصابة العديد من المواطنين”، مشيراً الى أن “القوات الامنية لاحقت المتظاهرين الى الازقة، وشنّت حملة اعتقالات واسعة في محاولة منها لإنهاء التظاهرة وفتح ساحة البحرية”.

“الحبوبي” مملوءة بالمتظاهرين

من جهة اخرى، توافدت مجموعات كبيرة من المتظاهرين في محافظة ذي قار على ساحة الحبوبي، وسط تحذيرات من محاولات فض الاعتصام بالقوة.

وأفاد مراسل “طريق الشعب” في ذي قار، بأن “المتظاهرين عبّروا عن رفضهم محاولات الحكومة فض الاعتصام في ساحة الحبوبي، فيما قام عدد منهم بإغلاق مبنى المحافظة للمطالبة بإقالة المحافظ ناظم الوائلي ونائبيه، لفشلهم في القيام بواجباتهم الادارية وعدم جديتهم في اطلاق سراح الناشط المختطف سجاد العراقي”.

مسيرة حاشدة في واسط

في غضون ذلك، جدد المئات من المواطنين في محافظة واسط، تظاهراتهم المطالبة بمحاسبة قتلة المتظاهرين.

وبحسب مراسل “طريق الشعب”، علاء البعاج، فإن “المتظاهرين انطلقوا في مسيرة حاشدة من ساحة الاعتصام الرئيسية في مدينة الكوت، صوب فلكة تموز، للمطالبة بالكشف عن قتلة المتظاهرين ومحاسبتهم. كما رفضوا المحاولات الجارية لفض الاعتصام في المحافظة”.

تظاهرة طلابية في الديوانية

من جانب آخر، خرج طلبة جامعة القادسية، في مسيرة احتجاجية حاشدة، أكدت ضرورة تنفيذ المطاليب المشروعة للمنتفضين.

ووفقاً لمراسل “طريق الشعب”، ميعاد القصير، فإن “مجموعات من طلبة جامعة القادسية نظّمت مسيرة احتجاجية كبيرة انطلقت من أمام بناية الجامعة، واتجهت صوب ساحة الساعة للتأكيد على المطاليب الرئيسية للانتفاضة، وهي إجراء انتخابات مبكرة وفق قانون منصف وعادل، واختيار مفوضية مستقلة، بعيداً عن نفوذ احزاب السلطة، واعتماد البطاقة البايومترية، للحد من التزوير في الانتخابات، فضلا عن كشف ومحاسبة قتلة المتظاهرين”.

تضامن السماوة مع المنتفضين

في أثناء ذلك، جابت جموع غفيرة من المتظاهرين في السماوة، شوارع المدينة، للتأكيد على استمرار الانتفاضة.

وأفاد مراسل “طريق الشعب”، عبدالحسين السماوي، بأن “العشرات من المنتفضين نظّموا مسيرة احتجاجية، انطلقت من كورنيش السماوة، وسارت باتجاه السوق الكبير وساحة الغدير، وجرى التنديد بإزالة خيام المعتصمين في بغداد والبصرة، وعدم تحقيق مطاليب المنتفضين المشروعة”.

طلبة بابل يواصلون الاحتجاج

ويواصل طلبة محافظة بابل، التحشيد في ساحة الاعتصام الرئيسية (مجسر الثورة) تضامنا مع المنتفضين.

وقال مراسل “طريق الشعب”، محمد علي محيي الدين، إن “مجموعات الطلبة توافدت على ساحة اعتصام بابل، للمطالبة بالقصاص العادل من قتلة المتظاهرين، ومحاسبة الفاسدين. وأعلنت الاستمرار في التظاهرات والاعتصامات وعدم التراجع”.

كربلاء وملف قتلة المتظاهرين

الى ذلك، نظّم عدد كبير من المتظاهرين في محافظة كربلاء، مسيرة حاشدة للمطالبة بمحاسبة قتلة المتظاهرين ايضا.

وقال مراسل “طريق الشعب” في المحافظة، إن “مسيرة المتظاهرين التي انطلقت من فلكة التربية باتجاه مبنى الحكومة المحلية، مطالبة بمحاسبة قتلة المتظاهرين ورفض الاجراءات التعسفية للحكومة بإزالة خيام الاعتصام في بغداد والبصرة”.

يُشار الى أن العشرات من المتظاهرين توافدوا على ساحة الصدرين في محافظة النجف، للتأكيد على استمرار الانتفاضة، ورفض محاولات الفاسدين تمرير اجنداتهم من خلالها والعبث بها.