في مساء الجمعة الفائتة، وبعد خمسة أيام أعلنت الهيئة العليا للانتخابات انتهاء فرز أصوات انتخابات الرئاسة والبرلمان في 18 تشرين الأول الحالي، وفوز مرشح حزب "الحركة من اجل الاشتراكية اليساري لويس آرسي بحصوله على 55،14 في المائة من أصوات الناخبين. وجاء مرشح اليمين التقليدي ثانيا بحصوله على28،87 في المائة، وحل مرشح اليمين المتطرف ثالثا بحصوله على 13،92 في المائة فقط. وبهذا حسم السباق الانتخابي من الجولة الأولى وبفارق 26 في المائة عن أقرب المنافسين. وبلغت نسبة المشاركة في التصويت 88،44 في المائة.

أغلبية في البرلمان ومجلس الشيوخ

لقد احتفظ حزب "الحركة من اجل الاشتراكية" بالأغلبية في البرلمان ومجلس الشيوخ، ولكنه لم يحتفظ بأكثرية الثلثين السابقة. وفاز الحزب بـ 96 مقعدا في جناحي السلطة التشريعية، مقابل 50 لليمين التقليدي، و20 لليمين المتطرف. وبفوز النساء ب 20 مقعدا فقد شكلن لأول مرة الأغلبية في مجلس الشيوخ الجديد. و60 في المائة من قوامه ينتخبون للمرة الأولى. وسيكون على الرئيس التفاهم مع المعارضة في تعيين جملة من المناصب التنفيذية التي يطلب إقرارها موافقة ثلثي قوام السلطة التشريعية.

اليمين المتطرف لا يعترف بهزيمته الثقيلة

 على الرغم من تهنئة رئيسة حكومة الانقلاب، ومرشح اليمين الرئيسي، رئيس منظمة الدول الامريكية، وحتى وزير الخارجية الامريكي بومبيو، فضلا عن العديد من قادة الدول والأحزاب السياسية في العالم، مرشح اليسار بالفوز، لا يريد اليمين الاعتراف بهزيمته الثقيلة. واتهم هيئة الانتخابات العليا بتزوير النتائج هذه المرة أيضا. ومن جانب آخر دعا جناحهم الفاشي المواطنين الى تنظيم عصيان مدني.

من جانبها أكدت بعثة الأمم، ومنظمة الدول الأمريكية، وجميع بعثات مراقبة الانتخابات شفافية وسلامة النتائج، وعدم وجود ما يطعن بشرعيتها. يستبعد التقرير الأولي لبعثة منظمة الدول الأمريكية لمراقبة الانتخابات وجود أي تلاعب، وأن النتيجة كانت "ساحقة" لصالح اليسار. وخلص إلى أن "المواطنين صوتوا بحرية وكانت النتيجة ساحقة. وهذا يعطي الحكومة الجديدة والمؤسسات البوليفية والعملية الانتخابية درجة عالية من الشرعية".

مطالبة باستقالة السكرتير العام لمنظمة الدول الأمريكية

وقال الرئيس البوليفي الجديد لويس آرسي: "بهذه النتيجة الساحقة من الواضح أننا فزنا العام الماضي أيضًا. لقد فاز الرفيق إيفو موراليس بشكل نظيف في الجولة الأولى. وخاطب الرئيس البوليفي السابق موراليس، الذي اجبره الانقلابيون على الاستقالة، السكرتير العام لمنظمة الدول الأمريكية لويس ألماغرو بالقول: „إذا كان لديه أي ذرة من الأخلاق، فعليه الاستقالة، لأن "يديه ملطختان بدماء البوليفيين. ولا يملك الأخلاقية التي تؤهله لإدارة المنظمة".

وطالب منتدى البلدان التقدمية في أمريكا اللاتينية، أو ما يعرف بمجموعة بلدان "بوبيلا" في بيان له، سكرتير عام منظمة البلدان الأمريكية بالاستقالة من منصبه، لان فوز مرشح اليسار بفارق يزيد على 20 في المائة، يدلل بوضوح عدم حدوث تزوير في انتخابات عام 2019. وأكدت العديد من الدراسات التي أصدرتها معاهد عالمية معروفة هذه الحقيقة، مما يؤكد شرعية فوز موراليس في الانتخابات السابقة، ويفضح الجرائم الدموية التي ارتكبتها العصابات الفاشية بحق البوليفيين.

وبعثت حكومة المكسيك برسالة واضحة إلى سكرتير منظمة الدول الأمريكية، تحمّله فيها مسؤولية انتهاك الديمقراطية، والتدخل في الشؤون الداخلية، وتعارض بقاءه على رأس منظمة الدول الأمريكية.

ما سيقرره الرئيس الجديد

أعلنت رئيسة مجلس الشيوخ، إيفا كوبا، أن الرئيس الجديد سيتولى مهام منصبه في 8 تشرين الثاني المقبل. وقال الرئيس المنتخب لويس أرسي إنه سيعتمد على وزارة رشيقة: " سنبدأ بنسخة جديدة من الحزب، وسنشرك الشباب والمختصين منهم، الذين تميزوا على مر السنين، من أجل مواصلة عملية خلق طاقات جديدة". واكد الرئيس، ان من بين الإجراءات الأولى للحكومة الجديدة، منح معونة لمواجهة الجوع، وخفض ضريبة القيمة المضافة، واعادتها لذوي الدخل المحدود، وفرض ضرائب على الثروات الكبيرة. وأعرب الرئيس عن أسفه لأن حكومة الانقلاب دمرت الاقتصاد وأن المؤشرات الحالية اسوأ مما كانت عليه في عهد حكومة تحالف يسار الوسط عام 1985، التي واجهت ازمة كبيرة. وحتى في حينه لم يصل الركود الى 11 في المائة، وارتفعت البطالة من 4 الى 12 في المائة، وعليه ستكون المهمة الرئيسة إعادة الإعمار.

وستعاد العلاقات الدبلوماسية مع كوبا وفنزويلا التي قطعها الانقلابون، وتجاهلوا الاتفاقات الثنائية، وانهوا التعاون الطبي مع كوبا. وانه يريد استئناف العلاقات الدبلوماسية مع الولايات المتحدة، على أساس احترام استقلال البلاد، والاحترام المتبادل. وكان الرئيس السابق موراليس قد طرد السفير الأمريكي قي عام 2008.

من جانب آخر اشارت وكالة الـ ان بي سي، ان رئيسة الانقلاب طلبت من الحكومة الامريكية 350 تأشيرة دخول لطاقم حكومة الانقلاب الذين يريدون الهروب الى الولايات المتحدة الأمريكية.

عرض مقالات: