في الذكرى السابعة والعشرين لإعلان الحزب الشيوعي الكوردستاني

الى عوائل الشهداء
الى شغيلة الفكر واليد!
الى حاملي راية المساواة والعدالة الاجتماعية والاشتراكية!

في الـ 30 من حزيران من عام 1993 تحققت إرادة الشيوعيين الكوردستانيين في تطوير منظمتهم العريقة (منظمة إقليم كوردستان للحزب الشيوعي العراقي) نوعياََ وتحويلها الى حزب وطني كوردستاني مبني على أسس طبقية وديمقراطية هو الحزب الشيوعي الكوردستاني، كإمتداد للمسيرة النضالية لشيوعيي كوردستان من أجل قضيتهم الوطنية الكوردستانية والعدالة الاجتماعية والديمقراطية والاشتراكية، المسيرة التي تمتد الى أكثر من ثمانية عقود، قدموا خلالها مئات الشهداء من أجل الشعب والوطن.
في هذا العام، حيث تصادف الذكرى السنوية الـ 27 لإعلان إنبثاق الحزب الشيوعي الكوردستاني، يمر شعب كوردستان وشعب العراق عموما بمرحلة حساسة جداََ، حيث تُرسم مخططات وتجري تدخلات الدول الاقليمية. فتركيا تغزو بقواتها العسكرية وإيران تقصف بمدفعياتها محولين المنطقة الى ساحة لتصفية الصراعات الإقليمية والدولية المتصاعدة، والتي تترافق مع استمرار حكومة بغداد الاتحادية في عدم تطبيق الدستور وتزايد التعقيدات في القضايا العالقة بينها وبين حكومة إقليم كوردستان، ومواصلة سياسة التعريب في المناطق الكوردستانية خارج سلطة الإقليم وإستعادة إرهابيوا داعش لنشاطاتهم وقيامهم بحملات إبادة للكاكائيين، في وقت مازالت فيه قضايا ومصير الائيزيديين قائمة دون حل
. كل هذا يجري في الوقت الذي تتراكم فیه القضايا وتتعمق الأزمات التي تلقي بآثارها على شعب كوردستان وشعب العراق، ومنها الأزمة الاقتصادية والأزمة الناجمة عن انتشار فايروس الكورونا، والتي عمقت من أنعدام ثقة الشعب بسلطات الإقليم والعراق، الذي يدفع فقراءه وكادحوه دوماَ ثمن أخطاء حكوماتهم
. إن الأسباب الرئيسية للأزمات ولهذا الوضع المتردي تعود إلى تلك السياسات المنتهجة التي نجمت عن انعدام المؤسساتية وعدم القدرة على دفع رواتب الموظفين وانخفاض المستوى العلمي والاستخفاف بالقيم الوطنية وتبييض الأموال المسروقة من الثروات الوطنية، والسكوت أمام احتلال نظامي إيران وتركيا، الذين بهجوماتهم العسكرية يخرقون يومياَ سيادة وطننا، ويقتلون السكان ويحرقون ألارض .
مع تشكيل المجلس الوزاري الجديد لحكومة إقليم كوردستان، ومن منطلق تفعيل النضال الجماهيري الديمقراطي المدني السلمي، اختار حزبنا سياسة المعارضة اليسارية الديمقراطية، من أجل التصدي للاقتصاد ألريعي والسياسات الفاشلة المتراكمة في المجال الاقتصادي حيث سياسة الخصخصة المطلقة في كل المجالات وانعدام المؤسساتية واستمرار ظواهر الحكم بإدارتين وتدخل الحزب في العمل الحكومي، وهذه السياسات تضع جميع مصالح شعب كوردستان في خطر.
اليوم، في ذكرى إعلان انبثاق الحزب الشيوعي الكوردستاني، نؤكد على سياستنا الراسخة ونعلنها لجماهير شعبنا بأن السياسة المطبقة من قبل الائتلاف الحاكم لا توفر مستلزمات الإصلاح، بل تنشغل بالقضايا الداخلية الثانوية على الصعيد السياسي والبرلماني والحكومي وسائر المؤسسات، لهذا فأن النتائج المترتبة على هذه السياسة، مواصلة الفساد في الواردات والصرفيات و تراكم الديون بعشرات الترليونات من الدنانير واغتناء أقلية طفيلية على حساب أكثرية شعبنا من الفقراء ومحدودي الدخل.
يعتقد حزبنا، إن الخروج من هذه الأزمات يتطلب تغيير السياسات الحالية، وخطوتها الأولى تتمثل بالعودة إلى إرادة الجماهير ووضع برنامج واقعي مناسب لتحقيق مطالب كادحي كوردستان، الذين لم يساوموا يوماَ على قضيتهم الوطنية الكوردستانية، ولم يبخلوا في الإيفاء بتضحياتهم عبر التأريخ من أجلها. كما ينبغي ان تكون الحلول المطروحة للقضايا القائمة بين حكومة إقليم كوردستان وحكومة بغداد الاتحادية على أُسس الدستور وبشكل شفاف وحضاري، كي يتم بذلك التصدي لخطاب الكراهية ضد شعب كوردستان وضد كيان إقليم كوردستان. كما يتطلب ذلك العمل المشترك مع القوى الديمقراطية والمدنية ووضع الرأي العام العراقي أمام حقيقة الأمور، وعدم المساومة على حقوق شعب كوردستان المشروعة
. في ذكرى إعلان انبثاق حزبنا، نكرر عهدنا وإصرارنا أمام شعبنا على أن نكون مدافعين حقيقيين عن حقوق عمال وفلاحي وكادحي شعبنا، مؤكدين على مواصلة عملنا في التصدي للفساد والاحتكار والبطالة. ومن أجل هذه الأهداف نواصل نضالنا الديمقراطي المدني بين الجماهير، واثقين من أن النضال من أجل مشروعنا الوطني والطبقي بحاجة الى دعم الجماهير، لضمان الحقوق الاقتصادية والاجتماعية والمدنية والسياسية للشعب وكادحيه

. الخلود لشهداء حزبنا
المجد للحزب الشيوعي الكوردستاني

المكتب السياسي للجنة المركزية لحزب الشيوعي الكوردستاني
أواخر حزيران 2020