فلنعزز وحدة قوى ثورة ديسمبر المجيدة

 نحيي ذكرى شهداء جريمة فض الإعتصام وكل شهداء ثورة ديسمبر ونطالب لجنة التحقيق في المجزرة بالإسراع في استكمال تحقيقاتها وتقديم الجناة للمحاكمة العادلة. ونحيي ذكرى كل شهداء ثورة ديسمبر ونطالب النائب العام بالإسراع في تقديم قتلتهم ومن أصدر الأوامر لهم للمحاكمة الفورية العادلة. ونحيي صمود اسر الشهداء ونعاهدهم بأننا نظل على عهدنا للشهداء بالمطالبة بالقصاص العادل وبالسير في طريق الثورة التي بذل الشهداء دماءهم الغالية من اجلها حتى تحقق كل مهامها في الاجتثاث الكامل لنظام 30 يونيو الكالح في كافة مجالات الحياة السودانية السياسية والاقتصادية والثقافية والاجتماعية ووضع السودان في طريق التحول المدني الوطني الديمقراطي الذي تسوده حقوق المواطنة والسلام والعدل ويسير في طريق التنمية المتوازنة والعدالة الاجتماعية ويحترم حقوق الانسان وتشترك كل شعوبه واقاليمه في خيراته وفي حكمه. سودان يترك خلفه عهد التجريم والتمييز الثقافي والعنصري ويحتل مكانه المرموق وسط أمم العالم يعاود الاسهام في الحضارة البشرية ونشر السلام والصداقة بين الشعوب.

 إننا نحيي جرحى جريمة الاعتصام وجرحى ثورة ديسمبر المجيدة وندعو الحكومة الانتقالية ومنظمات المجتمع المدني للاهتمام بعلاجهم وتأهيلهم وتعويضهم ليسهموا في نهضة شعبنا التي ضحوا من أجلها؛ كما ندعو الحكومة والمنظمات للاهتمام بقضية المفقودين وتحري مصائرهم ولم شمل الاحياء منهم والكشف عن قبور من مات منهم.

إننا نحي كل ثوار ديسمبر وفي مقدمتهم لجان المقاومة وتجمع المهنيين وقوى الحرية والتغيير وشباب ونساء السودان وكل جماهير شعبنا.

 إن ثورة ديسمبر تمر في منعطف خطير، فبينما لا ترقى الإنجازات لسمو تضحيات الشهداء والثوار وتطلعاتهم وبسود بطء غير ثوري وضار بمسار الثورة في تصفية نظام 30 يونيو خاصة في الحياة الاقتصادية والخدمة المدنية وأجهزة العدالة والامن والشرطة والقوات المسلحة، مما سمح لقوى الثورة المضادة أن تتجمع من جديد وتتآمر على الثورة وعلى قواها وعلى وحدة الشعب ونسيجه الاجتماعي، في وقت تظهر بوادر الانقسام والتشتت في قوى الثورة والتنازع حول المواقع السياسية والتنفيذية وتتعثر مسألة السلام لخطأ منهجي ودستوري في معالجتها.

 إن وحدة قوى ثورة ديسمبر داخل وخارج قوي الحرية والتغيير والوضوح الفكري حول مهام الثورة المعبر عنها في اعلان ميثاق الحرية والتغيير والمواثيق الأخرى والمجسدة في شعار الثورة الجامع "حرية سلام وعدالة" هو الخطوة الحاسمة نحو انتصارنا على قوى الثورة المضادة. يجب أن تكون وحدتنا حول برنامج انجاز مهام الثورة وليست وحدة شكلية حول الهياكل القيادية والاشكال التنظيمية رغم أهميتها. إن كل خلافات قوى ثورة ديسمبر من الممكن حلها إذا ما كانت مرجعية هذه القوى هي المهام المتفق على إنجازها في الفترة الانتقالية وفقا للمواثيق والعهود والبرامج الموقع عليها من قبل هذه الثورة.

إن التفريط في وحدة قوى ثورة ديسمبر جريمة لن يغفرها التاريخ لمن يرتكبها فالوحدة هي شعار الثورة اليوم لمواجهة قوى الثورة المضادة وإنجاز مهام الثورة.

 عاشت ذكرى شهداء الاعتصام والثورة والصحة والعافية لجرحاها والعود الحميد للمفقودين

والثورة ستنتصر.

 المكتب السياسي

الحزب الشيوعي السوداني

23 مايو 2020م