يعود الشعب العراقي ليسجل صفحة في تاريخه الحافل بالتضحيات والنضال والتضامن وتقديم الغالي والنفيس من اجل اسعاد الآخر، وليس غريباً ان ان يبادر الشعب الى اقتطاع قوت عائلته ليشاركها مع الفقراء والكادحين، فبعد انتشار وباء كورونا والظروف التي رافقته من منع التجوال لاسباب صحية وما نتج عنها من توقف الاعمال اليومية بصورة تامة، بادر المئات من المتطوعين ذاتياً وبصورة منظمة بحملات واسعة لتعفير وتعقيم مناطق شاسعة وتوزيع السلال الغذائية في مناطق مختلفة، معرضين حياتهم لخطر الاصابة بهذا الفيروس الفتاك، طريق الشعب اجرت لقاءات مع نخبة من النشطاء المدنين للحديث عن دورهم ضمن الحملة الوطنية لدرء خطر كورونا.

وذكرت سكرتيرة رابطة المرأة العراقية شميران مروكل ان منظمتها نظمت نوعين من النشاطات هي " التوعية والدعم " ففي مجال التوعية "صممنا وطبعنا  منشورات لتوعية الناس للوقاية من كوفيد 19  وجرى توزيع هذه المطبوعات على عدد من المحلات والصيدليات والعوائل اثناء الجولات التي تقوم بها فرق الرابطة في مناطق مختلفة"، من جانب اخر تستمر الرابطة  بتنظيم فرق موزعة في بغداد والمحافظات تقديم السلات الغذائية بالاضافة الى مواد وقائية مثل الكفوف والكمامات والمعقمات ومواد للتعفير، خصوصا الارامل والمطلقات والايتام كذلك العوائل المهجرة او بدون معيل، بالاضافة الى عوائل الكسبة من العمال بأجر يومي.

وبينت مروكل ان الدعم الذي حصلت عليه الرابطة في هذا النشاط كبير فقد تبرعت منظمة "كفينا تل كفينا" السويدية بـ100 سلة غذائية في حين ان الرابطيات تبرعن بمبالغ كبيرة وحصلن على دعم من الاصدقاء الميسورين.

من جانبه، قال سكرتير اتحاد الشبيبة الديمقراطي العراقي حسين حبيب، الذي يدير صفحة باسم " الشعب وحي اور" على فيس بوك لـ"طريق الشعب" انه نشط خلال الفترة الماضية بتوزيع سلال غذائية بدأت منذ اليوم الاول لحظر التجوال، مؤكداً ان المستفيدين من هذا النشاط وجهوا اللوم للحكومة لعدم قيامها بواجباتها بصورة صحيحة وان ابسط مطالب لهؤلاء الكادحين والفقراء هي الحصول على مؤونة غذائية تمكنهم من اطعام عوائلهم في هذا الظرف الصعب وبذل جهد اكبر من الحكومة لاحتواء هذا الوباء والقضاء عليه.

واشار حبيب الى انه تلقى دعم كبير وصل الى 17 مليون دينار حصل عليه من المواطنين المتبرعين واشترى من هذا المبلغ 1800 سلة غذائية متكاملة وزعت بالكامل بالتعاون مع مختاري المناطق المتضررة في محيط مدينتي الشعب وحي اور.

وذكرت الناشطة المدنية رؤى خلف انها مع مجموعة من الناشطات وزعوا اكثر من 600 سلة غذائية مع ارشادات وقائية في مناطق مختلفة من بغداد، مؤكدة ان الحملات المدنية انعشت مفهوم التكافل الاجتماعي بالنسبة للمتبرعين والمستفيدين وكانت في الغالب بمثابة انقاذ لعوائل تفتقر لقوتها اليومي.

وتابعت خلف انهم واجهوا مشاكل قطع الطرق بالكتل الكونكريتية مما صعب عليهم مهمة الوصول للكثير من المناطق مشيرة الى ان تغطية جميع المناطق الفقيرة بحاجة الى خطة وطنية شاملة، مشيرة الى مساعدة القوات الامنية والشرطة المجتمعية للحملة مع انعدام اي دعم حكومي للعوائل المتضررة.

وتحدث الصحفي والناشط المدني احمد ستار عن نشاطه في محافظة البصرة وقال إنه "نظمنا حملة واسعة جمع التبرعات من المواطنين لتعفير الكثير من المناطق في البصرة ووزعنا الكثير من السلال الغذائية.

وتابع لم نواجه صعوبة خلال فترة نشاطنا لوجود تعاون كبير بين القوات الامنية مع الناشطين المدنيين وخلال ذلك شكلنا فريق اسمه " محنة وطن" ونشطنا في حملة تعفير واسعة لقرية ومناطق في منطقة الشعيبة، بالتنسيق مع بلدية الزبير اذ جهزوا لنا سيارة حمل تحت تصرف الفريق، واكد احمد ستار غياب الدعم الحكومي سوى التصريحات المعلنة عبر وسائل الاعلام المختلفة.

وفي السياق ذاته قال الناشط المدني ظافر مردان وهو احد اعضاء الحزب الشيوعي العراقي في بابل أنه "بالتزامن حظر التجوال مع الذكرى السادسة والثمانون لتأسيس حزبنا، حينها تبنى الحزب مبادرة مساعدة الفقراء وأصحاب الدخول المحدود من خلال تحويل مبالغ الاحتفال البسيطة الى سلال غذائية، وباشرنا مع مجموعة من الرفاق والأصدقاء من القريبين جغرافياً بجمع تبرعات وزاد عدد المتبرعين لتصل التبرعات الى 900 سلة غذائية خلال فترة وجيزة، وبين مردان ان المبادرة لاقت ترحيب كبير كون الشيوعيين مبادرين دائماً في خدمة الناس ومطالبهم.