علي شغاتي
تجددت التظاهرات يوم أمس، في أماكن متفرقة من البلاد، أكدت بعضها على رفض مرشح الكتل المتنفذة والمفاوضات التي تتجاهل مطالب المتظاهرين. علما أن ساحة الخلاني شهدت عودة استخدام العنف من قبل القوات الأمنية وتسجيل إصابات جديدة. بينما خرجت تظاهرات أخرى مطلبية لقضايا خدمية بعد تدهور هذا الملف وعدم الاهتمام فيه على الرغم من تفاقم أوضاع البلاد.

بغداد ترفض المرشح

وجاءت توقعات المتظاهرين في محلها، بعد تأكيداتهم السابقة بشأن عدم إمكانية اتفاق الكتل السياسية على اختيار شخصية لمنصب رئيس الوزراء.
وأثار طرح اسم، نعيم السهيل، الذي سبق إعلان فشل المفاوضات بساعات، حفيظة المتظاهرين في ساحة التحرير الذين نظموا تظاهرة في الساحة ومحيطها، وهتفوا ضد هذا الطرح ومحاولات تمرير أي مرشح مخالف لمعاييرهم، بحسب ما تردد في الهتافات والشعارات.
تجدد الصدامات في الخلاني
ورغم محاولات التهدئة التي يبادر بها المعتصمون بشكل مستمر في ساحة التحرير لفرض حالة من الاستقرار بين المتظاهرين والقوات الامنية قرب ساحة الخلاني، والتي كان آخرها نصب مجموعة من الخيام ومكتبة متنقلة محاذية للكتل الكونكريتية. إلا أن القوات الأمنية عاودت مجددا الاعتداء على المتظاهرين في وقت متأخر من مساء أمس الاول، عند مقتربات هذه الساحة، ما أسفر عن تسجيل ٨ حالات إصابة واختناق.

الناصرية ترفض تكرار النهج

ومقابل هذه المفاوضات للتوافق السياسي على اختيار مرشح يرضي الكتل ونهجها الذي ما زالت تتمسك به. عاود المنتفضون في مدينة الناصرية وتحديدا في ساحة الحبوبي، التظاهر والتأكيد على الموقف الثابت من رفض تكليف أي شخصية تابعة للأحزاب المتنفذة.
وعلل المعتصم في الساحة علي خشن، هذا الرفض، قائلا لـ"طريق الشعب"، إن "سبب الرفض يرتكز على عدة امور من أهمها ان أي شخصية تُعيَّن من قبل المتنفذين ستكون ضعيفة وتشكل حكومة وفق منهج المحاصصة الطائفية المقيت نفسه الذي تسبب في تدهور الاوضاع".
وأشار إلى "عدم قدرة شخصيات كهذه على كشف ومحاسبة قتلة المتظاهرين أو ضمان اجراء انتخابات شفافة ونزيهة".

اجراءات وقائية في بابل

ومع استمرار المخاوف من انتشار فايروس كورنا وتزايد اعداد الإصابات والوفيات في صفوف المصابين. قرر المتظاهرون في محافظة بابل وفق بيان لهم "تشكيل لجنة أزمة محلية من ذوي الاختصاص في ساحات الاعتصام تتبنى اتخاذ القرارات المناسبة لحماية وتأمين ساحة الاعتصام صحيا من خلال مجموعة إجراءات وقائية، فضلا عن غلق جميع مداخل الساحة وتحديد نقاط تفتيش وتعقيم وتوزيع المستلزمات الضرورية للوافدين وبالتعاون مع القوات الامنية، والحد من المشاركات في المسيرات وعدم اتخاذ أي تصعيد خلال هذه الفترة، إضافة إلى التأكيد على مواصلة الاحتجاج السلمي الى حين تحقيق كافة المطالب المشروعة".

احتجاجات متفرقة

وكالمعتاد، يواصل المتنفذون انتهاز أي فرصة لتعزيز سطوتهم على الدولة والمؤسسات والمرافق العامة وغيرها. حيث برزت مشكلة جديدة في البصرة بعد محاولة بعض المستثمرين هدم مدرسة بنيت بأموال المتبرعين في عام 1914لتحويلها إلى مول تجاري.
وردا على ذلك، نظم العديد من النساء في قضاء الزبير وقفة احتجاجية مطالبات بالعدول عن هذا القرار، وحذرن من غليان شعبي في حال المضي في قرار الهدم.
ومع تردي الواقع الخدمي وموجة الامطار الاخيرة ارتفعت حدة التظاهرات المطالبة بتحسين الخدمات. كان آخرها تجديد أهالي منطقة النصر "الجربوعية" الواقعة في مركز مدينة السماوة، وقفتهم الاحتجاجية التي طالبت الحكومة المحلية والبلدية بردم المستنقعات وزيادة عدد عمال التنظيفات واكساء الطرق في المنطقة التي تعاني الاهمال، مهددين بالتظاهر أمام مبنى المحافظة في حال عدم الاستجابة لمطالهم.