طريق الشعب

رغم القمع والقتل والاختطاف واصل المنتفضون يوم أمس، فعالياتهم الاحتجاجية في مدن ومواقع مختلفة، في حين شهدت ساحة التحرير استشهاد أحد المتظاهرين واختطاف وتعذيب آخر، وفيما نظمت النساء في محافظة النجف نسوية مهيبة طالبت بالكشف عن قتلة المتظاهرين، جرت فعاليات احتجاجية اخرى متفرقة، كان للطلبة دور بارز فيها.

اعتداءات وضحايا في العاصمة

وشهدت بغداد، استمرار مسلسل القتل والقمع الدامي الذي يطول المتظاهرين منذ شهور، بعد أن استشهد أحدهم بطلق ناري قرب جسر السنك.

وبحسب الأنباء الواردة، فأن المتظاهر، فهد محمود الخزعلي، من أهالي الديوانية، استشهد بعد تعرضه لإطلاقة نارية قرب جسر السنك، وفيما أكدت أن الشهيد هو من أهالي قضاء الشامية وفارق الحياة على الفور، أوضحت أن جثمانه نقلت إلى القضاء لإتمام مراسيم دفنه.

وفي وقت لاحق، أكد عضو مفوضية حقوق الانسان في العراق، علي البياتي، استشهاد المتظاهر ايضا.

وذكر البياتي في تغريدة على توتير"، اطلعت عليها "طريق الشعب"، إن "فهد محمود الخزعلي من اهالي الشامية في محافظة الديوانية، وهو منتسب في الجيش العراقي، وشارك مع الحشد الشعبي في القتال ضد داعش الإرهابي، قد استشهد بالقرب من ساحة الخلاني بالرصاص الحي اثناء مشاركته في التظاهرات بعد تمتعه بإجازته".

وفي الأثناء، خاطب المعتصمون في بغداد، رئيس الجمهورية ووزير الداخلية وقائد عمليات بغداد، والممثلة الخاصة للأمين العام للأمم المتحدة، في شأن ما تتعرض له ساحات الاعتصام في كافة المحافظات العراقية، ومن ضمنها ساحة التحرير من اعتداءات على المتظاهرين السلميين من قبل الأجهزة الأمنية وجهات غير معروفة من قنص ببنادق الصيد (خرطوش) و(الصجم) واعتداءات بالطعن بالسكاكين، والمسدسات الكاتمة للصوت والغاز المسيل للدموع".

ودعا المعتصمون في بيان تلقت "طريق الشعب"، نسخه منه، إلى "توفير الحماية الكاملة للساحة من قبل الأجهزة الأمنية والقيام بواجبها بشكل مهني وعملي، وغلق والسيطرة على كافة المنافذ والمداخل التي تخص الساحة".

وتداولت مواقع التواصل الاجتماعي، صورا للناشط والمتظاهر إبراهيم حسين، ظهرت عليه فيها آثار الضرب المبرح والتعذيب، بعد أن اقدمت مجموعة على اختطافه وطالبت بفدية مالية، لقاء الإفراج عنه، ما أثار غضباً شعبياً واسعاً تجاه هذا الاعتداء الاجرامي الخطير.

الشامية تشيع شهيدها

في غضون ذلك، شيع المئات من اهالي قضاء الشامية في محافظة الديوانية الشهيد فهد محمود الخزاعي من ساحة اعتصام القضاء إلى مثواه الأخير.

ووفقاً لمراسل "طريق الشعب"، فأن "المئات من المواطنين شيعوا الخزاعي وسط غضب كبير، وتعهدوا بمواصلة الاحتجاجات حتى تحقيق كافة المطالب".

وأضاف القصير، أن "حشودا من طلبة الجامعات والمعاهد في الديوانية ومن الجنسين كليهما، توجهت نحو ساحة الساعة، مركز اعتصام المحافظة، دعماً للانتفاضة"، لافتا إلى أن "مسيرات الطلبة الراجلة، رفعت شعاراتٍ تندد بالفساد، وتطالب بالاستجابة لمطالب المتظاهرين، مع التأكيد على الاستمرار في التظاهر حتى تحقيق المطالب".

يُذكر أن محتجين آخرين نظموا تظاهرة امام مبنى بلدية الديوانية مطالبين بإقالة مديرها، حسين كاطع، من منصبه، واغلقوا الشارع المؤدي إليها.

مسيرة طلابية في ذي قار

من جانب آخر، نظم المئات من طلبة المعاهد والكليات في محافظة ذي قار، مسيرات حاشدة جابت شوارع مدينة الناصرية، مطالبين بالإصلاح السياسي الجذري.

وقال مراسل "طريق الشعب"، إن "المئات من طلبة خرجوا في مسيرات حاشدة انطلقت من معاهدهم وكلياتهم وجابت شوارع مدينة الناصرية، وتوجهت إلى ساحة الحبوبي، الاعتصام الرئيسة وسط المدينة، مؤكدين على الإسراع بإجراء إصلاحات سياسية واقتصادية شاملة، والالتزام بترشيح شخصيات مستقلة للحكومة الانتقالية".

وفي السياق، أفاد مصدر أمني، باستهداف منزل ناشط في التظاهرات بالرصاص الحي، في قضاء الرفاعي، شمالي ذي قار.

وأشار المصدر، لوكالة "بغداد اليوم"، إلى إن "مسلحين مجهولين، أطلقوا الرصاص الحي، على منزل الناشط في التظاهرات عباس لطيف، في قضاء الرفاعي، حيث خلّف الهجوم أضرارا مادية فقط".

اغلاق الدوائر في واسط

وفي واسط، اقدم متظاهرون على إغلاق دائرة التسجيل العقاري في المحافظة بعد يوم واحد من افتتاحها.

وأشار مراسل "طريق الشعب"، إلى أن "محتجين أقدموا على إغلاق دائرة التسجيل العقاري في محافظة واسط، بعد يوم واحد من افتتاحها"، معللين "سبب ذلك الى تفشي الفساد فيها".

مسيرة نسوية في النجف

أما في محافظة النجف، فانطلقت مسيرة نسوية لطالبات جامعة النجف بالتنسيق مع رابطة المرأة العراقية من أمام بوابة جامعة الكوفة باتجاه ساحة الصدرين مركز الاعتصام في المحافظة.

وأوضح مراسل "طريق الشعب"، إن "مسيرة الورود لطالبات جامعة الكوفة وبالتنسيق مع رابطة المرأة العراقية، انطلقت من امام جامعة الكوفة صوب ساحة الصدرين، تتقدمهن والدة شهيد الانتفاضة، مهند القيسي، وعدد آخر من الشخصيات النسوية الوطنية في المحافظة"، مشيرا إلى أن "المتظاهرات هتفن ضد الفساد والولاءات الخارجية، وطالبن بحكومة وطنية منبثقة عن الشعب تكشف وتحاسب قتلة المتظاهرين".

وعلى الصعيد الاحتجاجي، اقام طلبة جامعة المثنى فعالية استذكاريه للشهداء داخل الجامعة، مؤكدين على مواصلة التضامن مع مطالب الانتفاضة المشروعة بشكل تام.