طريق الشعب
غصّت ساحات الاحتجاج وشوارع المدن، يوم أمس، بالآلاف من طلبة الجامعات والاعداديات الذين جددوا تضامنهم مع الانتفاضة الباسلة، معلنين الاستمرار في رفض المرشح الجدلي ومحاولات فرض الإملاءات عليهم أو عمليات الالتفاف والتسويف الجارية على المطالب المشروعة.

حشود طلابية في بغداد

ونظم الطلبة في بغداد، مسيرات راجلة مهيبة انطلقت من أمام بناية وزارة التعليم العالي، وتوجهت الى ساحة التحرير.
وقال مراسل "طريق الشعب" أن "الآلاف من الطالبات والطلبة توافدوا إلى ساحة التحرير في مسيرة راجلة شهدت حضورا نسويا مميزا"، لافتا إلى "تأكيدات الطلبة على استمرار اضرابهم الطلابي والتصعيد الاحتجاجي أمام محاولات الالتفاف والتسويف الذي تمارسه الكتل والاحزاب المتنفذة".
وأضاف إن "العشرات من حملة الشهادات العليا تظاهروا قرب وزارة التعليم العالي والبحث العلمي، وقد حاولت القوات الأمنية منعهم خشية من بدء اعتصام جديد ونصب سرادق أمام الوزارة".

البصرة وذي قار وميسان

وفي الأثناء، رحب متظاهرو البصرة، بخطوة تفتيش خيامهم من قبل القوات الأمنية.
وأشار المعتصمون في بيان تلقت "طريق الشعب"، نسخه منه، إلى "الترحيب بخطوة تفتيش خيامهم من قبل القوات الأمنية التي لم تتلطخ ايدي منتسبيها بدماء المتظاهرين أو الاعتداء عليهم وإحراق خيام اعتصامهم".
وشدد البيان على ان " المتظاهرين رفضوا دخول قائد شرطة البصرة رشيد فليح وقائد قوات افواج الصدمة علي مشاري وقوات الصدمة وقائد عمليات البصرة قاسم نزال، إلى ساحات التظاهر وإجراء عمليات التفتيش"، مؤكدين إن" الشباب المنتفض لا يمانع دخول الجهات الأمنية العراقية كأن تكون (الشرطة المجتمعية، شرطة النجدة، أمن الملاعب) وخلافا لذلك سيكون هناك موقف أخر، وقد جاء ذلك رغم دعم المتظاهرين للتهدئة من اجل استمرار سلمية التظاهرات".
وذكر مراسل "طريق الشعب"، في المحافظة، أن "طلبة جامعة البصرة نظموا مسيرة احتجاجية انطلقت من امام مبنى الجامعة واتجهت صوب ساحة البحرية مجددين الرفض لمرشح الاحزاب المتنفذة المكلف بتشكيل الحكومة الجديدة".
من جانب آخر، نظم الآلاف من طلبة المدارس الإعداديات والجامعات في مدينة الناصرية مسيرة في ساحة الاعتصام، معلنين استمرار الإضراب عن الدوام تضامنا مع المتظاهرين والإضراب الطلابي المستمر في محافظات عديدة.
وأشار الطالب، علي خشن، خلال حديثه لـ"طريق الشعب"، إلى إن " الطلبة يعلنون استمرار الأضراب في ظل أساليب التسويف والمماطلة من قبل الكتل السياسية وعدم الاستجابة لمطالب التظاهرات الاحتجاجية"، مبينا ان "مطالبهم تركز على تكليف رئيس وزراء غير جدلي وإقرار قانون انتخابات عادل وتحديد موعد للانتخابات وتقديم المتهمين بقتل المتظاهرين إلى العدالة".
يُذكر أن عددا من طلبة الكليات والمدارس الاعدادية في المحافظة اقاموا ما أسموه بـ"سوق الوطن الخيري" لدعم جرحى التظاهرات وإدامة زخم الاعتصام في ساحة الناصرية.
أما في محافظة ميسان، فواصلت الجماهير المنتفضة الحضور إلى ساحة الاعتصام باعداد غفيرة، مؤكدين استمرار الاعتصام حتى تحقيق كافة المطالب، ورفض ما أسموه بـ"الإملاءات الخارجية" على المنتفضين.

طلبة الديوانية والمثنى

وفي السياق الاحتجاجي، قرر معتصمو الديوانية إيقاف العمل بالإضراب العام في الوقت الحالي، وإلى إشعار آخر.
وبحسب بيان صادر عن ساحة اعتصام الديوانية، تلقت "طريق الشعب"، نسخة منه، فأنه "تقرر إيقاف العمل بالإضراب في الوقت الحالي وإلى إشعار آخر يقرره المعتصمون"، مؤكدا أن "القوات الأمنية وحدها من تتحمل حفظ الأمن والاستقرار وحماية ساحات الاعتصام والمتظاهرين السلميين".
وفي الديوانية أيضا، احتشدت جموع غفيرة من الطلبة، في ساحة الساعة، مرددةً هتافات ترفض الاملاءات، ووجهت رسالة إلى القوات الأمنية للتحذير من محاولات الوصول إلى الفوضى. بحسب ما أوردته الأنباء.
أما في جامعة المثنى، فقد شهد الحرم الجامعي لها تظاهرة كبيرة نظمها المئات من الطلبة مؤكدين على مطالب الحراك الطلابي والانتفاضة التي تنادي بالتغيير الجذري.
ووفقا لمراسل "طريق الشعب"، فأن "المئات من الطلبة من مختلف الكليات شاركوا في التظاهرة، مرددين شعارات تطالب بتحقيق المطالب ومنها اختيار رئيس وزراء غير جدلي وضمان إجراء انتخابات مبكرة والتأكيد على الامتناع عن الدوام حتى تحقيق تلك المطالب".

مسيرات النجف وبابل الطلابية

ومن جانب آخر، نظم طلبة جامعات النجف، مسيرة احتجاجية انطلقت من امام جامعة الكوفة.
وبيّن مراسل "طريق الشعب"، في المحافظة، أن "الآلاف من الطلبة جابوا شوارع المدينة في مسيرة احتجاجية نددت بالاعتداء الذي تعرضت له ساحة الصدرين، فيما حملوا نعوشا لشهداء الاحداث الاخيرة، وساروا من أمام جامعة الكوفة صوب ساحة الاعتصام".
وفي بابل، دخلت الحشود الطلابية المنتفضة ساحة الاعتصام، وحددت الشروط لأداء الامتحانات، في ظل تأخر الحكومة في تلبية مطالب المحتجين.
وشدد الطلبة في بيان تلقت "طريق الشعب"، نسخه منه، على ان "تكون المادة الداخلة في امتحانات نصف السنة هي فقط المادة المأخوذة قبل تاريخ 28/10/2019، وأن يكون موعد الامتحان الشفوي في نفس يوم الامتحان التحريري من اجل ضمان وجود كل الطلبة"، مبينا أن "اداء الامتحانات ليس انهاءً للأضراب بل تقوية له ولأجل أن لا يضيع حق الطلبة المضربين في النجاح والاستمرار في مسيرتهم العلمية".

واسط تمدد الاضراب

إلى ذلك، استمر الاضراب العام للدوائر الحكومية في مركز مدينة الكوت باستثناء المؤسسات التعليمية.
وأوضح مراسل "طريق الشعب"، في المحافظة، أن "المتظاهرين في مدينة الكوت جددوا المطالبة بتغيير المكلف بتشكيل الحكومة من خلال تنظيم تظاهرة في ساحة الاعتصام"، مشيراً إلى "قيام المحتجين الغاضبين برفع الاعلام العراقية، ولافتات منددة بـالإملاءات التي تحاول جهات سياسية تمريرها عليهم. بينما رفع الطلبة شعارات عديدة منها (الولاء للوطن)، (نحن القادة)، (الكلمة لنا)، و(لا غنى عن القوى الامنية الرسمية في تفادي الوقوع في مهاوي الفوضى)".