طريق الشعب

شهدت بغداد وعدد من المدن خلال اليومين الماضيين، زخما احتجاجياً كبيراً، بعد توافد المواطنين الى ساحات الاحتجاج، معبرين عن غضبهم من فشل القوى السياسية في اختيار مرشح غير جدلي لرئاسة الوزراء، رافضين محاولات تمرير شخصيات مجربة.

تجدد الصدامات في بغداد

وتجددت الصدامات بين المتظاهرين والقوات الامنية قرب ساحة الوثبة وسط العاصمة بغداد.

وقال مراسل "طريق الشعب"، بلال رضا، إن "القوات الامنية أطلقت القنابل المسيلة للدموع كما أطلقت النار من بنادق صيد على المتظاهرين، الأمر الذي تسبب في اختناق سبعة مواطنين وإصابة عدد غير محدود بجروح متفاوتة. كما اقدمت على إحراق دراجتي (تك تك)"، كاشفاً عن "انطلاق مسيرات في ساحة التحرير تطالب بالتدخل الدولي لإيقاف استهداف المتظاهرين".

وقال المتظاهر احمد خلف من سريره في مستشفى الكندي بعد أصابته بالـ"صجم" في رقبته في ساحة الخلاني لـ"طريق الشعب"، أن "القوات الامنية تعاملت بوحشية مع المتظاهرين، مستخدمةً بنادق الصيد بشكل مباشر، ومن دون مسوغ لمثل هذه التصرفات"، مطالباً، بـ"وقف هذه الاعمال ومحاسبة مرتكبيها والكشف عن هوياتهم".

يشار الى ان أنصار التيار الصدري التحقوا مجددا بالزخم الاحتجاجي المستمر في الساحات، بعد دعوة السيد مقتدى الصدر عبر تغريدة له على تويتر.

وفي غضون ذلك، أصدر معتصمو ساحة التحرير بياناً جديداً يتضمن أربع نقاط، فيما أكدوا أن الثورة لم تنحرف عن مسارها أبداً.

وأعلنت النقاط الأربع في البيان الذي تلقت "طريق الشعب"، نسخه منه، أن "الثورة لم تنحرف عن مسارها، حيث كانت تكرر دائما رفضها التام لوجوه الطبقة السياسية جميعاً، ورفض التدخلات الخارجية بكافة اشكالها، وأنه لا قيادة للثورة. لأنها شبابية خالصة لم يستطع احد تجييرها لصالحه حتى اليوم، وهي بلا وصايةٍ من أحد سوى المتظاهرين أنفسهم، فكلهم قادة، وكلهم قاعدة". وأضاف البيان، أن "الساحة كانت وما زالت بيتا للعراقيين جميعاً، الساخطين على ما وصلت اليه حال وطننا، وإن الجميع مرحب به"، فيما لفت إلى "التعرض في ساحات الاعتصام ومنذ اليوم الاول لشتى انواع التهديدات، وتحوّل كثير من هذه التهديدات الى افعال حقيقية بالإضافة الى استشهاد ما يقرب من ٧٠٠ شاب، وجرح 21 الفا، وان كل هذه السلسلة من التهديدات لن تغير موقفنا ابدا، بل ستزيدنا اصراراً، الى نهاية الطريق".

ساحتا البحرية والحبوبي

وفي محافظة البصرة، تظاهر الالاف من المواطنين في ساحة البحرية مؤكدين ضرورة تلبية مطالب المتظاهرين.

وأشار مراسل "طريق الشعب"، حافظ الجاسم، إلى أن "آلاف المواطنين توافدوا الى ساحة البحرية مطالبين بالتصديق على قانون الانتخابات واختيار شخصية وطنية لرئاسة الحكومة تمهد لأجراء انتخابات مبكرة"، داعين "الأمم المتحدة إلى التدخل الفوري لدعم المحتجين".

أما في ذي قار، فقد واصل المتظاهرون من مختلف الأقضية والنواحي التوافد إلى ساحة الحبوبي وسط المحافظة.

وبحسب مراسل "طريق الشعب"، باسم صاحب، فأن "جموعا غفيرة من اقضية الشطرة والرفاعي والفهود والجبايش توافدت إلى ساحة الحبوبي في مسيرات امتدت من تقاطع بهو الإدارة المحلية إلى ساحة الاعتصام حاملين الاعلام العراقية واللافتات، فيما رددوا شعارات واهازيج تطالب الكتل السياسية بتحديد موعد لإجراء الانتخابات وترشيح شخصية مستقلة لشغل منصب رئيس الوزراء، مستنكرين في الوقت نفسه الاعتداءات التي تتعرض لها ساحات الاعتصام".

واضاف صاحب، إن "المئات من المعتصمين نظموا مسيرة تناشد الأمم المتحدة والمجتمع الدولي التدخل لحمايتهم وضمان تنفيذ مطالبهم في عملية التغيير السياسي الشامل".

مطالبات الديوانية بين يدي الرئيس صالح

وعلى صعيد الاحتجاجات الشعبية، طالب معتصمو الديوانية رئيس الجمهورية برهم صالح، بتكليف مرشح "غير جدلي" لرئاسة الوزراء وبعيدا عن الأحزاب السياسية المتنفذة ومنهج المحاصصة الطائفية.

وكشف مراسل "طريق الشعب"، ميعاد القصير، عن "ارتفاع اعداد خيام الاعتصام الى 100 خيمة في ساحة اعتصام شهداء ٢٥ تشرين".

وكان المئات من أهالي قضاء الشامية غربي المحافظة تظاهروا وسط مركز القضاء مساندين مطالب المتظاهرين واعتصامات المحافظة.

تظاهرات المثنى

وفي غضون ذلك، استمرت المسيرات الاحتجاجية في محافظة المثنى مطالبةً بالتغيير السياسي الشامل.

وبيّن مراسل "طريق الشعب"، عبد الحسين السماوي، إن "اهالي السماوة والرميثة انطلقوا في مسيرات حاشدة تطالب بسرعة الاستجابة للمطالب المشروعة، وحسم مرشح رئاسة الحكومة المقبل من خارج القوى المتنفذة".

شهيد آخر في واسط

من جانب آخر، أعلن المتظاهرون في محافظة واسط، استشهاد المتظاهر، عمار بشار الجوراني، متأثراً بجروح تعرض لها خلال احداث تظاهرة سابقة في مدينة الكوت في 18 من الشهر الماضي.

وحمّل بيان لمعتصمي واسط تلقت "طريق الشعب"، نسخة منه، "الأجهزة الأمنية وقيادة شرطة المحافظة المسؤولية الكاملة عن استشهاد المتظاهر"، مطالبين بـ"الكشف عن المجرمين وتقديمهم الى العدالة والا سيكون لنا موقف آخر"، فيما حذروا كل "من تسول له نفسه استخدام العنف والقتل في مواجهة الشباب العزل".

وشهدت المحافظة تظاهرة انطلقت من شارع النسيج الرئيس إلى ساحة التظاهرات الرئيسة، مطالبةً بتدخل الأمم المتحدة لحسم وضع العراق بعد استمرار الاحتجاجات منذ نحو أربعة أشهر.

وقال مراسل "طريق الشعب"، علي جبار، إن "المتظاهرين طالبوا أيضا بالكشف عن المتورطين في استخدام القوة في التعامل مع المتظاهرين"، مبينين أنهم "مستمرون في الاعتصام السلمي والتصعيد حتى تحقيق كامل المطالب".

وفي كربلاء أيضاً، طالب المتظاهرون الأمم المتحدة بالتدخل لحمايتهم، عبر شعارات رفعوها.

واشار مراسل "طريق الشعب"، الى "استمرار توافد المواطنين الى فلكة التربية مطالبين القوى المتنفذة بعدم تسويف المطالب وترشيح شخصية غير جدلية لرئاسة الحكومة"، مشيراً إلى أن "عددا منهم رفعوا شعار الأمم المتحدة، مطالبين إياها بالتدخل لحماية المتظاهرين".