طريق الشعب
نظم المنتفضون في وقت متأخر من ليل السبت الماضي، وأوقات مختلفة من يوم أمس، مسيرات ووقفات احتجاجية ضخمة جابت شوارع وساحات بغداد والمحافظات معلنة المزيد من التصعيد وتأكيد المضي بالانتفاضة حتى تحقيق المطالب. وقد تعرض بعض هذه الفعاليات إلى قمع شرس اوقع العديد من الشهداء بين المتظاهرين السلميين برصاص القوات الأمنية وقنابل الغاز المسيل للدموع.

الناصرية: تطورات كبيرة جداً

وأقدم المنتفضون على إغلاق جسري الزيتون والحضارات، فيما قام بعضهم بحرق الإطارات لإيقاف الحركة في تقاطع البهو وسط الناصرية.
وذكر مراسل "طريق الشعب"، باسم صاحب، أن القوات الأمنية تمركزت قرب جسر النصر لضمان انسيابية الحركة وقامت بإطلاق الرصاص الحي والقنابل المسيلة للدموع، وتسببت في وقوع عدد من الجرحى وحالات اختناق نقل اصحابها على إثرها إلى المفارز الطبية ومستشفى الحبوبي.
وأعلن المتظاهرون في المحافظة، التحضير لمسيرة مليونية تنطلق من جنوب العراق صوب ساحة التحرير وسط العاصمة يوم الجمعة المقبل.
وأوضحوا في بيان تداولته وكالات الأنباء، أن المسيرة ستحاصر المنطقة الخضراء وستنطلق من البصرة مروراً ببقية المحافظات بعد رحلة مسير تستمر 14 يوم لتنتهي في بغداد يوم 14 – 2 – 2020، مؤكدين أن خطوط المسير ستكون عبر ثلاثة خطوط وهي (البصرة – العمارة – الناصرية – الكوت – بغداد)، و (السماوة – الديوانية – بابل – بغداد)، و (النجف – كربلاء – بغداد).
وشهدت الناصرية يوم أمس، زحفاً مليونياً نحو ساحات التظاهر دعماً للمتظاهرين والمعتصمين الذين تعرضوا إلى هجمات عنيفة من قبل قوات الشغب.
وذكرت وكالة "المربد"، أن "إطلاق نار كثيف حصل في تقاطع الرايات بالقرب من مقر قيادة شرطة ذي قار، بعد توجه أعداد كبيرة من المحتجين إلى المقر للمطالبة بإقالة القائد العميد ناصر الأسدي على خلفية الصدامات والعنف تجاه زملائهم"، مبينة أنه "جرى اطلاق النار في الهواء لإبعادهم عن مكان الاحتجاج هذا".
وفي السياق، أفاد مصدر طبي في دائرة صحة ذي قار، بأن عدد المصابين ارتفع إلى أكثر من 70 مصابا بإطلاقات نارية، مؤكداً في تصريح لوكالة الغد استخدام القوات الأمنية للرصاص الحي في مواجهة المتظاهرين الذين أصبح بعضهم في حالة خطرة جداً.

بغداد مستمرة

وفي العاصمة، تجددت التظاهرات والفعاليات الاحتجاجية في ساحة التحرير ومقترباتها رغم استمرار اطلاق الغاز المسيل للدموع في ساحة الوثبة.
وقال مراسل "طريق الشعب"، بلال رضا، أن ساحة التحرير شهدت اليوم حضور عشرات الاف الطلبة والمتظاهرين او اعداد أكبر بشكل مهيب، جددت الدعم للمنتفضين والمعتصمين المرابطين في خيامهم منذ أشهر.
وأوضح رضا، أن الهتافات كانت تندد بالقمع الشرس ضد المتظاهرين السلميين وتؤكد عدم التراجع مهما زادت هذه الأساليب.

واسط على العهد

أما واسط، فقد استمرت في التظاهر خلال اليومين الماضيين.
وقال مراسل "طريق الشعب"، علي جبار، ان ساحة احتجاج المحافظة شهدت دخول اعداد غفيرة من المتظاهرين الذين رددوا هتافات ضد القوى السياسية المتنفذة، فيما أنطلق الآلاف منهم عصراً في تجمع هو الاكبر منذ أيام بتظاهرة ضخمة من الساحة المركزية باتجاه ساحة تموز مروراً بساحة العامل والعودة مرة اخرى الى ساحة الاعتصام، نددت بمحاولات التسويف والمماطلة تجاه مطالب الانتفاضة وبالقمع الذي طال المتظاهرين في بقية المحافظات. وأضاف جبار، أن المتظاهرين استمروا بالحضور حتى وقت متأخر من يوم أمس.

الحشود الميسانية

وفي سياق الانتفاضة، خرج أهالي ميسان بتظاهرة حاشدة طالبت بالتغيير.
وأوضح مراسل "طريق الشعب"، مهند حسين، أن أهالي المحافظة عبروا عن امتنانهم لوقوف المرجعية الدينية مع مطالبهم ضد الفاسدين، فيما دعوا إلى حفظ الوطن عن الأحقاد الطائفية والانقسامات الداخلية عبر هتاف "أنا عراقي بالدم والروح".
وقال المتظاهر، احمد الميساني لـ"طريق الشعب"، إننا "لن نترك ساحات الاعتصام ولا يفرقنا في حب الوطن أي أحد".

مسيرة البصرة السلمية

من جانب آخر، نظم المتظاهرين في البصرة تظاهرة جماهيرية واسعة انطلقت من ساحة أم البروم وسط محافظة البصرة تنديداً بأعمال العنف والتخريب التي طالت ساحة اعتصاماتهم.
وذكر مراسل "طريق الشعب"، حافظ الجاسم، أن قوات الشغب حرقت خيام المعتصمين واعتقلت عدداً منهم فيما لاحقت آخرين داخل سوق العشار، قبل أن يوجه قائد العمليات الفريق الركن قاسم جاسم نزال، بإطلاق سراح جميع الموقوفين بعد هذه الأحداث.
وعلى صعيد ذي صلة، أعلنت عشائر البصرة بعد ان عقدت اجتماعا لها مساء أمس الأول، دعمها المنتفضين في ساحات الاعتصام، فيما رفضت كل اعمال العنف والتنكيل التي تطول المعتصمين.
وبحسب الأنباء، عاود المجهولون مجدداً، فجر الأحد، فتح النار على المتظاهرين في شارع الأندلس، ما أدى إلى سقوط عدد من الجرحى.

تظاهرات الديوانية

وفي غضون ذلك، اكتظت ساحة الساعة وسط محافظة الديوانية منذ ساعات الصباح الباكرة، بالمتظاهرين السلميين.
وأشار مراسل "طريق الشعب"، ميعاد القصير، إلى أن حشود المنتفضين أعلنت المواصلة والاستمرار حتى تحقيق المطالب.
وذكر مصدر أمني في المحافظة لوكالة "بغداد اليوم"، أن "متظاهري الديوانية أغلقوا عدداً من الدوائر الحكومية في المحافظة تنفيذاً لقرارهم بالإضراب العام". وأوضح أنهم "مستمرون في التصعيد حتى تحقيق المطالب واختيار رئيس وزراء مستقل وغير جدلي".

قطوعات بابل

إلى ذلك، قطع متظاهرو محافظة بابل، جسر باب الحسين الذي يربط بين جانبيّ مدينة الحلة.
وذكرت وكالة "الغد برس"، أن "المتظاهرين قاموا بقطع الجسر الرابط بين جانبيّ مدينة الحلة في منطقة باب الحسين بعدما أعلنوا عن ذلك في وقت سابق".
وفي وقت لاحق، تناقل ناشطون ومدونون عبر مواقع التواصل الاجتماعي، مقطع فيديو لأجواء ساحة الاعتصام الرئيسة في مدينة الحلة يظهر فيها الحضور بشكل طبيعي ودون كلل من قبل المتظاهرين.

جماهير المثنى الغاضبة

وفي السياق ذاته، شهدت ساحة اعتصام المثنى توافد أعداد كبيرة من المتظاهرين منذ ساعات الصباح الأولى.
وذكرت وكالة "بغداد اليوم"، أن "أعدادا كبيرة من المتظاهرين توافدوا إلى ساحة (الاحتفالات)، والتي اتخذها المتظاهرون مكاناً للاعتصام في محافظة المثنى".
يُشار إلى أن جماهير النجف خرجت أيضا في السياق ذاته.