طريق الشعب
نظم المنتفضون في مختلف المحافظات، يوم أمس، نشاطات احتجاجية كبيرة اكدت في غالبيتها، على رفض أي مرشح تطرحه الكتل السياسية لشغل منصب رئيس الوزراء، فيما اقاموا فعاليات جماهيرية عند خيام الاعتصام، شددت على ضرورة المضي في الانتفاضة حتى تحقيق كافة المطالب.

غضب بغدادي

وأعلن المتظاهرون، في بغداد، رفضهم الأنباء التي تعلقت بترشيح النائب في البرلمان، محمد شياع السوداني، لرئاسة الحكومة الجديدة.
ورفع المواطنون، خلال التظاهرات التي حضرتها "طريق الشعب"، لافتات كتب عليها عبارة "مستقل لا مستقيل"، وفيما شددوا على أهمية اختيار مرشح مستقل تماماً عن القوى السياسية المتنفذة، أكدوا أن الشارع الاحتجاجي لن يهدأ حتى تحقيق كافة المطالب الشعبية.
وفي الأثناء، كشف المتظاهرون، عن ابلاغهم الممثلة الخاصة للأمين العام للأمم المتحدة، جنين بلاسخارت، عن قدرتهم على تقديم مرشح يمثل العراقيين ومن وسط ساحات التظاهر والاعتصام، في الوقت الذي ما زال المتنفذون يبحثون عن مخرج للأزمة عبر التوافق على شخصية سياسية لتشكيل حكومة انتقالية.
وطالب المتظاهرون في بيان وزع على الحضور وتلقت "طريق الشعب"، نسخه منه، "الرئيس العراقي بعدم تسمية أي مرشح تطرحه الاحزاب والقوى السياسية، والانحياز إلى الشارع وسماع رأيهم بالمرشحين والأخذ بنظر الاعتبار المواصفات"، موضحين "القدرة على ترشيح من يراه المتظاهرون يلبي التطلعات ويحقق الامنيات ويكون مناسبا للمرحلة القادمة، بعدما أبلغوا فعلياً بلاسخارت عن اقتراب موعد تسمية مرشح لرئاسة الوزراء يكون قريباً من ساحات التظاهرات والاعتصامات".

الحراك الكربلائي

وفي غضون ذلك، توافدت اعداد كبيرة من المتظاهرين في كربلاء، إلى ساحة الاعتصام، منذ الصباح الباكر.
وذكر مراسل "طريق الشعب"، عبد الواحد الورد، أن المتظاهرين نددوا بالجريمة البشعة التي ارتكبها ارهابيون مندسون لإثارة الفتنة بين ابناء الوطن الواحد، واستمروا بالتوافد في ساحة فلكة التربية، مع دعوات لتشكيل لجان من المتظاهرين الى تنظيم وحماية التظاهرات بالتزامن مع الاعتداءات التي حدثت الخميس الماضي.
وأضاف الورد، أن فعاليات عديدة جرى تنظيمها أخيرا، في ساحة الاحتجاج، منها المهرجان الوطني الذي اقيم تحت شعار "يد للحق ويد للبناء" اقامه اصحاب القمصان البيض من طلبة وخريجي جامعة كربلاء المعتصمين في الساحة، لدعم المنتفضين وتجسيداً لمطالبهم المشروعة، فضلاً عن استذكار النصر العراقي على الإرهاب وتحرير المدن من قبضته الاجرامية.

رفض في الرميثة

أما في السماوة، فقد انطلقت أخيرا تظاهرات حاشدة في قضاء الرميثة ضد ترشيح محمد شياع السوداني لرئاسة الوزراء لكونه من أقطاب الاحزاب الحاكمة وكان مسؤولاً في الحكومات المتعاقبة ولم يقدم أي شيء يذكر بحسب ما افاد به المواطنين.
وقال مراسل "طريق الشعب"، عبد الحسين ناصر السماوي، أن المحتجين طالبوا باختيار رئيس وزراء من داخل ساحات الاعتصام، حتى يحقق مطالبهم، لا أن يتم اختيار من يمثل الاحزاب الحاكمة الموجودة في السلطة.
وأوضح السماوي، أن المتظاهرين توجهوا إلى ساحة الاعتصام في الرميثة حاملين الأعلام العراقية ولافتات تندد بالفساد والمحاصصة المقيتة.
احتجاجات الديوانية
وعلى ذات السياق، تجددت التظاهرات في الديوانية، عند ساحة الساعة التي تقع أمام مبنى الحكومة المحلية.
وأفادت وكالات الأنباء، بمشاركة أعداد كبيرة من المتظاهرين، بينهم شيوخ عشائر ووجهاء اجتماعيون، مؤكدين دعمهم مطالب الانتفاضة ورفض تسمية أي مرشح من داخل الأحزاب الحاكمة.
وذكرت قناة "دجلة" أن المحتجين في الديوانية دعوا إلى تظاهرة حاشدة اليوم الأحد، رفضاً لما وصفوه بإعادة تدوير الوجوه السياسية والحزبية، فضلاً عن تأكيدهم الاستمرار في التحشيد والتظاهر لمنع أية محاولة لتمرير مرشح لا يمثلهم.
وفي السياق، نفى أحد منسقي اعتصام الديوانية، الناشط حسن المياحي، وجود أية مفاوضات أو اتفاق مع المحافظ زهير الشعلان حول فتح الدوائر الحكومية، لافتا إلى استمرار غلق الدوائر الحكومية والإضراب عن الدوام
واعتبر المياحي بحسب ما أوردته وكالات الأنباء، أن من يقوم بالتفاوض مع الشعلان لا يمثل المعتصمين، مؤكداً ان اعتصام ساحة شهداء ٢٥ أكتوبر مستمر حتى تحقيق المطالب.

الناصرية مجدداً

وفي السياق، خرجت اعداد كبيرة للمواطنين المتظاهرين متجهةً صوب ساحة الحبوبي وسط مدينة الناصرية.
ونقلت وكالة "الإخبارية"، عن مصدر في المحافظة، قوله، إن المتظاهرين بدأوا بالتوافد لساحة الحبوبي وسط رفض كبير لتولي السوداني رئاسة الوزراء، بالإضافة لإقامة الفعاليات ومجالس التعزية على ارواح الشهداء.
وأوضح المصدر، إن حالة من شبه الاجماع في صفوف المحتجين في ساحة الحبوبي، على رفض ترشيح أي سياسي تابع للأحزاب الحاكمة او بتزكية من قبلها، لافتاً إلى وجود حالة من التنسيق بين ساحة الحبوبي في الناصرية وساحة التحرير في بغداد بخصوص مواصفات المرشح للمنصب والذي يشترط الجميع فيه الا يكون متحزبا.

البصرة والنجف

وفي محافظة البصرة ذكرت اذاعة "المربد" التي تبث من هناك ان المعتصمين في المحافظة يرفضون ما يثار حاليا حول احتمال ترشيح السوداني لرئاسة الحكومة الجديدة وانهم يطالبون بتغيير نظام الحكم في البلاد، في الوقت الذي خرج فيه العشرات من المواطنين في تظاهرة أمام حقل مجنون النفطي شمالي المحافظة.
وفي النجف، أفادت وكالات الأنباء، باستمرار التظاهر السلمي وسط تواجد امني مشدد من الشرطة المحلية ونصب 3 حواجز لتفتيش الاشخاص ومنع العجلات من الدخول لساحة الاعتصام لضمان سلامة المتظاهرين وتأمين المكان.

واسط وبابل

ومن جانب آخر، تظاهر المئات منذ الصباح الباكر في محافظة واسط، مع تواجد لافت لشرائح اجتماعية منوعة.
وذكرت وكالة "الاخبارية"، أن الإجراءات الأمنية في المحافظة طبيعية جدا مع تعاون كبير بين الأجهزة الامنية والمتظاهرين، لافتة إلى ان المتظاهرين يرفضون ترشيح اية شخصية لا تتوفر فيه المواصفات المطلوبة.
ونقلت الوكالة عن مراسلها في بابل، قوله، إن التظاهرات مستمرة في المحافظة واعدادا كبيرة تتوافد لساحة التظاهر ليعلنوا رفضهم أي مرشح تتفق عليه الكتل السياسية اذا لم تنطبق عليه المواصفات التي طالبوا بها وهي معروفة لدى الطبقة السياسية.