علي شغاتي

تواصل "طريق الشعب" مواكبة اخبار انتفاضة تشرين من خلال مراسليها المتواجدين في ساحات الاعتصام في بغداد والمحافظات. واستمر المحتجون في مواصلة الاعتصام مؤكدين على استمرارهم في الاحتجاج حتى تحقيق المطالب.

استمرار الاغتيالات

وبحسب مراسلنا في ساحة التحرير، شيع المتظاهرون بغضب كبير جثمان الشهيد الشاعر علي اللامي يوم أمس، بعد إنّ عثرت الشرطة العراقية على جثته، بعد اختطافه عند خروجه من ساحة التحرير قبل أن يتم اغتياله وترمى جثته في منطقة الشعب شمال شرقي بغداد.

وتواصلت الاحتجاجات في ساحة التحرير وسط العاصمة بغداد والمناطق والجسور القريبة منها، على الرغم من الأمطار التي تساقطت على العاصمة.

فيما لم تنجح محاولة الأمن تفريق متظاهري ساحة الوثبة في بغداد الذين استخدم ضدهم الرصاص الحي وقنابل الغاز المسيلة للدموع، وأصرّ المحتجون على البقاء في ساحات التظاهر، حتى صباح يوم أمس، رغم حدوث إصابات وحالات اختناق. 

ورفع المتظاهرون في ساحة التحرير لافتات كبيرة رفضوا فيها القبول باجتماعات القوى السياسية الرامية لترشيح سياسيين سابقين وحاليين لرئاسة الحكومة الجديدة، وخصصت إذاعة التحرير بثها لتوعية المتظاهرين بضرورة عدم القبول بمرشحي الأحزاب المتنفذة.

الافراج عن المختطفين

وفي الاثناء، أعلن الافراج عن 12 متظاهرا اختطفوا يوم الجمعة الماضي أثناء عودتهم من ساحة التحرير إلى كربلاء، وصل الشباب المتظاهرون الـ 12 من أهالي كربلاء، إلى ذويهم، ليل أمس الاول، بعد أن أطلقت الجهة الخاطفة سراحهم. وتواصل كربلاء الاحتجاجات وسط غضب كبير على عمليات الاغتيال والخطف التي تطول ناشطين في الحراك الاحتجاجي في المحافظة، وسط انتشار أمني مكثف عزته قيادة الشرطة الى توفير الأمن للمتظاهرين السلميين والناشطين المدنيين وعدم السماح بالاعتداء عليهم مجدداً. وهدد طلبة الجامعات في المحافظة بنقل تظاهراتهم الى امام مبنى المحافظة ومجلس القضاء في حالة عدم تنفيذ مطالبهم، مطالبين بسرعة الاستجابة للمطالب وعدم التسويف.

استمرار غلق الجسور

وفي السياق نفسه، استمر توافد المتظاهرين في مدينة الناصرية من الناشطين والطلبة وأبناء العشائر إلى ساحة الحبوبي وسط دعوات لاستمرار الإضراب عن الدوام في مدارس وكليات المحافظة، بينما يرفض محتجون مغادرة جسر الزيتون ولا يسمحون بالمرور عليه إلا للحالات الطارئة والضرورية. وأفاد مصدر أمني في محافظة ذي قار، بإغلاق جسري الحضارات والنصر وسط مدينة الناصرية استمرارا للإضراب العام عن الدوام الرسمي.

المحتجون يلاحقون محافظ الديوانية

من جانب اخر، واصل طلبة المدارس والجامعات في محافظة الديوانية اضرابهم واغلق المتظاهرون الدوائر الحكومية في المحافظة، احتجاجا على عدم استجابة الحكومة لمطالب المتظاهرين. وكشف مراسلنا في المحافظة، أن "الدوائر المغلقة في المحافظة؛ هي دائرة البلدية، والتربية، والماء والمجاري، ودوائر الضريبة والتسجيل العقاري، فضلا عن مبنى الحكومة"، مشيرا إلى أن حشوداً طلابية وجماهيرية خرجت رافعة الاعلام العراقية ومرددة هتافات تنادي بالثورة ورفض الفساد والظلم، مؤكدين في الوقت ذاته على أهمية استمرار الانتفاضة الى حين تلبية كل المطالب.

وأضاف ان المحتجين مازالوا يقيدون حركة المحافظ زهير الشعلان، من خلال منعه من دخول مبنى الحكومة المحلية، وتتم ملاحقته من قبل ناشطين في الأماكن التي يتوجه لزيارتها، حيث تمت محاصرته في أحد مشاريع الماء وطرده من التواجد فيها، الامر الذي اضطره الى مغادره المكان هارباً. 

وفي قضاء عفك قام محتجون في محافظة الديوانية، بغلق مبان حكومية في قضاء عفك والذي يبعد عن مركز محافظة الديوانية 37 كم. وقال مصدر أمني في حديث صحفي إن "المتظاهرين قاموا بإغلاق مبنى مجلس القضاء والقائممقامية وكذلك التسجيل العقاري في القضاء".

هدوء نسبي في البصرة

وشهدت محافظة البصرة يوم أمس، هدوءا نسبياً في أغلب مناطقها، ولم تشهد الطرق الرئيسة والجسور أية قطوعات، ويواصل المحتجون تظاهراتهم داخل خيم الاعتصام المركزي في ساحة البحرية للمطالبة بالإصلاح والقضاء على الفساد ومحاسبة الفاسدين.

كما شهدت محافظات أخرى كبابل والمثنى والنجف وميسان وواسط استمراراً للاحتجاجات المطالبة بحل البرلمان وتشكيل حكومة مؤقتة، تمهيداً لإجراء انتخابات برلمانية مبكرة.

وفي سياق متصل، أطلق ناشطون في التظاهرات حملة لدعم المنتج الوطني والغاية بحسب القائمين على الحملة هي توعية المواطنين بأهمية دعم المنتجات الوطنية بجميع المجالات وفتح المجال أمامها ودعمها وعدم اقتناء أي منتج غير محلي.

وانتشرت صور في مواقع التواصل الاجتماعي، وعلقت لافتات في ساحات الاعتصام تحث المواطنين على دعم المنتج الوطني وانتشرت عبارات ولافتات "معا لدعم المنتج الوطني وأخرى كتب عليها" صنع مع الحب في العراق.