طريق الشعب
شهدت المدن الإيرانية، أمس الأول، اندلاع احتجاجات مطلبية غاضبة نددت بالواقع الاقتصادي، وارتفاع اسعار الوقود، وفيما قطع مواطنون محتجون الشوارع بسياراتهم، أفادت الأنباء بمقتل متظاهر خلال محاولات السلطة فض التجمعات الغاضبة، فضلاً عن إصابة واعتقال العشرات.

أحداث كبيرة

وأوردت الأنباء، أن عددا كبيرا من المحتجين، في طهران قطعوا طرق حيوية احتجاجاً على ارتفاع أسعار الوقود، في ظل الأزمة الاقتصادية التي يشهدها النظام الإيراني.
وأوضحت أن القطوعات شملت طرق "أوتوستراد همت"، ‏و "أوتوستراد حكيم" عبر إطفاء محركات السيارات، كما أغلقوا طريق "أوتوستراد إمام علي" أحد اكبر الطرق الرئيسة في العاصمة، وسط هتافات غاضبة تردد عبارة "يسقط الدكتاتور".

اتساع الغضب

وأفادت الأنباء، بأن الاحتجاجات طالت عشرات المدن لتصل سريعاً إلى العاصمة طهران، فيما أقدم محتجون في محافظة اصفهان وسط البلاد على إغلاق الطرق الرئيسة أيضاً، معبرين عن استيائهم من الزيادات المفاجئة لأسعار الوقود. كذلك، شهدت مناطق "شيراز، وسلطان آباد، عاصمة محافظة فارس جنوبي ‏إيران، إغلاقاً للطرق، حيث قام بعض المحتجين بأحراق الإطارات، بينما شهدت مدينة بهبهان، جنوب غربي البلاد، احراق المصرف الوطني بعدما قام محتجون في أضرم النار فيه.
وفي السياق، ذكرت وكالات الانباء أن تظاهرات كبيرة خرجت في العديد من المدن وخصوصاً في مدينة سيرجان، التي شهدت هجوماً من قبل اشخاص على مستود للوقود في المدينة ومحاولة إحراقه.
وأضافت الوكالات، أن "احتجاجات متفرقة جرت في مدن مشهد وبيرجند ‏والأهواز وعبدان وخرمشهر وماهشهر وشيراز وبندر عباس، واقتصرت ‏على تعطيل حركة السير" موضحة ‏أن "التظاهرات توقفت بحلول منتصف الليل".‏
وأشارت إلى أن المواطنين المحتجين رددوا هتافات عديدة منها "لا غزة ولا لبنان حياتي لإيران" وأخريات عديدة.

رد رئاسي

وفي الأثناء، أعتبر الرئيس الإيراني، حسن روحاني، أن الاحتجاجات الإيرانية من مصلحة الشعب وطبقات المجتمع الفقيرة.
وبرر روحاني، خلال اجتماع للحكومة، زيادة أسعار الوقود بأنها "تتيح المساعدة لفئات المجتمع التي تواجه ‏صعوبات، وهم 75 في المائة من السكان"، مضيفاً "ينبغي ألا يتصور أحد أن الحكومة تقوم بذلك دون هدف، بل لأنها تواجه صعوبات ‏اقتصادية، ولن يذهب تومان واحد إلى الخزينة العامة".‏

سقوط شهيد

وفي المقابل، أفاد ناشطون إيرانيون بسقوط قتيل واحد خلال مواجهات اندلعت مع قوات الأمن الإيرانية في مدينة سيرجان، التي بادرت بفتح النار بشكل عشوائي على المحتجين، ما ادى الى اصابة العديد، إضافة لقيامها بحملة اعتقالات واسعة طالت العشرات.
وتداولت مواقع التواصل الاجتماعي، فيديو للقتيل الذي تعرض لإطلاقة نارية في رأسه، ومن حوله المتظاهرون يحاولون اسعافه.
وأظهر فيديو آخر أن المحتجين في محافظة الأهواز التي شهدت احتجاجات اخرى، قطعوا طريق القنيطرة رافعين نفس الشعارات التي رددت في بقية المدن، ومنددين بما اسموه بـ"السياسات القمعية".

تعليقات على الحدث

وفي غضون ذلك، انتقد عدد من السياسيين الإيرانيين الخطوة الحكومية التي اثارت غضب الشارع.
وقال السياسي المحافظ، أحمد توكلي، في تغريدة على موقع تويتر، أن "هذه ‏الزيادة في أسعار الوقود نتيجة عدم كفاءة الحكومة، تلقي بأعبائها على عاتق الشعب"، فيما أعتبر السياسي الإصلاحي، مصطفى تاج زاده، أن "زيادة سعر البنزين تزامناً مع ‏تنامي التضخم والبطالة والعقوبات هو خيار سيئ.‏