عقد ائتلاف الأحزاب القومية واليسارية اجتماعاً له استعرض فيه قضايا محلية وإقليمية.

فعلى الصعيد المحلي: استعرض الائتلاف "اضراب المعلمين" الذي استمر أربعة أسابيع بين مد وجزر حكومي، وفي ظل تعنت رسمي غير مبرر أمام مطالب شعبية محقة.

وأكد الائتلاف على أن قضية المعلمين هي جزء من الأزمة العامة التي تعيشها البلاد سواء كان الوضع الاقتصادي المتردي الناجم عن استمرار التبعية للمؤسسات النقدية، ووصفاتها الموجعة للمواطنين، أو النهج السياسي المتبع ذلك النهج الذي ما زال يستسهل اللجوء الى القبضة الأمنية والتهديد وإدارة الظهر لمطالب الجماهير في الإصلاح.

وأكدت الأحزاب بأن الحل الذي تم التوصل اليه بين الحكومة ونقابة المعلمين كان بالإمكان اللجوء اليه دون تكبيد الدولة الآثار الناجمة المترتبة من استمرار الاعتصام، سيما وأن رئيس الحكومة بنفسه اعترف بأن خسارة الاقتصاد الأردني بلغت 5 ملايين دينار لقاء كل أسبوع من الاضراب.

وقد كشفت أزمة اضراب المعلمين أن نهج إدارة الأزمات يجب تغييره إذ لم يعد ممكناً ومجدياً أسلوب إدارة الظهر لمطالب قطاعات واسعة لقطاع المعلمين واقتران هذا النهج بعدم الثقة بين الحكومة والشعب، وهذا ما يولد الشك لدى المعلمين وخوفهم أن تلجأ الحكومة الى نهج التوافقات والمقاربات السياسية والاقتصادية.

إن أحزابنا تطالب الحكومة الأردني أن تتحمل مسؤولياتها الكاملة وتمارس الضغوط على الكيان الصهيوني من أجل إطلاق سراح المواطنة الأردنية هبة اللبدي التي ترزح في سجون الاحتلال منذ شهور وتتعرض لأقسى وأشد أنواع التعذيب ومما يتهدد حياتها بالخطر.

وعلى صعيد الممارسات التي تحد من الحريات العامة فما زالت أجهزة الدولة تمارس السلوكيات العرفية في الملاحقة والتحقيق باسم قانون الجرائم الالكترونية، الذي طالما طالبت كافة القوى والفعاليات السياسية بمحوه من سجل القوانين المعيقة للحياة السياسية.

وعلى صعيد الأوضاع الاقتصادية المتردية: فقد أكدت أحزاب الائتلاف على أن الأزمة الاقتصادية تتعمق يوماً بعد يوم وذلك بسبب استمرار ارتهان البلاد الى نصائح ووصفات صندوق النقد الدولي، سيما وأن الزيارة الأخيرة لبعثة الصندوق قد أبدت عدم ارتياحها وتخوفها من استمرار ارتفاع عجز الموازنة للعام القادم.

وطالب وفد الصندوق الحكومة الأردنية بضرورة تصويب الأوضاع وقدم النصح والإرشاد بضرورة إعادة النظر في أسعار الكهرباء، خاصة بالنسبة للشريحة الدنيا من المستهلكين إضافة الى إعادة النظر في تسعيرة المياه!!.

إن أحزابنا تحذر من مغبة توجه الحكومة الى برنامج جديد يمس حياة المواطنين والغالبية الساحقة منهم مما سيعمق حالة الفقر في البلاد.

وتؤكد أحزابنا بأن الحل للخروج من هذه الأزمات التي تتعمق يوماً بعد يوم هو الارتهان الى اقتصاد وطني مستقل مبني على خطة انقاذ وطني تبتعد عن كل وصفات المؤسسات النقدية الدولية.

واستعرض الائتلاف الأوضاع السياسية العربية وسجّل بقلق شديد ما تتعرض له سوريا الشقيقة من عدوان تركي – امريكي، في سلسلة حلقات التآمر على الشعب السوري ودولته والانقضاض على مكونات هذه الدولة وصولاً الى تحقيق الأهداف العدوانية التي تستهدف المنطقة العربية بكاملها.

وأحزابنا إذ تدين وتستنكر هذا العدوان الذي سيخلق أوضاعاً خطيرة قد ينجم عنها ظهور جديد لداعش وأخواتها، فانها تطالب بموقف عربي رسمي وشعبي رافض لهذا العدوان، والمطالبة الفورية بانسحاب القوات التركية من الأراضي السورية.

وعلى صعيد آخر فقد شهد العراق الشقيق موجة احتجاج وهبة جماهيرية شملت العديد من المدن العراقية، مطالبة بتحسين الأوضاع المعيشية المتردية التي وصلت الى حد لا يطاق حتى في توفير المكونات

 

 

الأساسية للحياة، وجاءت هذه الهبة للتعبير عن الحالة السياسية والاقتصادية والاجتماعية التي وصل اليها العراق، كنتاج لنظام المحاصصة الذي فرضه "بريمر" على الشعب العراقي.

ولقد بات من الضروري للخروج من هذه الأزمة الخانقة، الالتفاف باهتمام الى مطالب الجماهير الشعبية التي انطلقت في هبتها، سيما وان هناك العديد من القوى الإقليمية التي تتربص بالعراق وفي المقدمة منها أمريكا والتحالف العربي الذي يدور في فلكها، آملاً منها ببقاء حالة من عدم الاستقرار مما يسهل على أمريكا واعوانها خلط أوراق المنطقة والحيلولة دون استقرارها.

وان اقتران سياسة حل المعضلات المعاشية يجب أن تقترن بإقرار اصلاح سياسي يخرج العراق من أتون المحاصصة المقيتة.

وعلى الصعيد الفلسطيني: يؤكد ائتلاف الأحزاب القومية واليسارية على ضرورة خلق الظروف المواتية والقادرة على مواجهة سياسة الكيان الصهيوني والتوسع الاستيطاني الذي تمتد أذرعه في العديد من المناطق الفلسطينية المحتلة.

ان ما تتعرض له القضية الفلسطينية وفي هذه الظروف يتطلب تحقيق المصالحة الوطنية بأسرع وقت ممكن، سيما وان التحالف الأمريكي – الصهيوني ينتظر فرصة للإعلان عن صفقة القرن التصفوية. ولأن وحدة الموقف الفلسطيني ركيزة أساسية في مواجهة هذه المؤامرة، فانه بات من الضروري انجاز المصالحة، وتهيئة الظروف المناسبة قبيل اجراء الانتخابات التشريعية المزمع عقدها.

عمان في 12/10/2019

الامين العام للحزب الشيوعي الأردني

الناطق الرسمي باسم الائتلاف

فرج اطميزه