طريق الشعب

أظهرت نتائج انتخابات الكنيست التي جرت في اسرائيل اول من امس الثلاثاء حصول كل من حزب الليكود ومنافسه تحالف "أزرق - أبيض" على 32 مقعدا، فيما حصلت القائمة المشتركة (العربية) على 12 مقعداً، وقد اعلن هذا بعد فرز نحو 92 في المائة من الأصوات، بحسب  معطيات غير رسمية. وتوزعت المقاعد الاخرى على القوائم الاصغر. وتضم القائمة المشتركة تضم قوى قومية واسلامية ويسارية عربية، وقوى يسارية اسرائيلية، وتعتبر الجبهة الديمقراطية للسلام والمساواة، التي تضم الحزب الشيوعي الاسرائيلي ابرز قواها.

وقد ارجأت لجنة الانتخابات المركزية الإعلان عن النتائج الأولية الرسمية بسبب التغير الذي أحدث في طريقة فحص وإدخال المعطيات للموقع الإلكتروني للجنة الانتخابات.

"حكومة صهيونية قوية"       

وأعلن نتنياهو، فجر  امس الأربعاء، أنه ينتظر صدور نتائج الانتخابات النهائية، لكنه مستعد للتفاوض حول تشكيل "حكومة صهيونية قوية". واضاف "تحدثت مع كل شركاء الليكود، وفي الأيام القريبة المقبلة سنقوم بتشكيل حكومة صهيونية قوية منعاً لتشكيل حكومة ممعادية للصهيونية". وحذّر من أنه "لا يمكن الاعتماد على حكومة تستند الى الأحزاب العربية، التي لا تعترف بإسرائيل دولة قومية للشعب اليهودي وتمجد المنظمات الإرهابية المتعطشة للدماء". ومعلوم ان اشارة "معادية للصهيونية" موجهة إلى القائمة المشتركة، التي يمكن ان تكون افضل الفائزين وتشغل الموقع الثالث في الكنيست.

انتهى عهد نتنياهو

وفي اول رد فعل لها اعلنت القائمة المشتركة، مساء الثلاثاء، رضاها عن نتائج عينات الاستطلاعات الميدانية التي نشرتها القنوات الإسرائيلية فور إغلاق صناديق الاقتراع، والتي منحت القائمة المشتركة ما بين 11و 15 مقعدا..

وردا على سؤال الصحافيين حول إمكانية موافقة "المشتركة" على مرشح أزرق ابيض، بيني غانتس لتشكيل الحكومة المقبلة، قال رئيس القائمة أيمن عودة من الجبهة الديمقراطية للسلام والمساواة  إنه "ينتظر هاتفا من غانتس، للحديث معه حول قانون القومية وقانون كمينتس ورؤيته الى سبل القضاء على العنف في المجتمع العربي".

 وأضاف "مرة أخرى اتحدنا وحققنا 13 مقعدا ورفعنا نسبة التصويت في البلدات العربية. واثقون من أن نتنياهو لن ينجح في تركيب الحكومة، ونحن في القائمة سنجلس معا ونتخذ القرار المناسب في الأيام القادمة".

واعتبر أن "الشيء المهم هو أن الجماهير العربية التي حرّض نتنياهو ضدها هي التي أطاحت به وبحكمه وأصبح نوابها القوة الثالثة في البرلمان". وتابع قائلاً: "أكدنا منذ البداية، أن ردنا على التحريض الموجه والعنصرية التي أظهرها نتنياهو سيكون في الصناديق، وهذا ما كان".

نتنياهو لم ينجح

هذا بينما دعا رئيس تحالف "أزرق- أبيض" الجنرال السابق بيني غانتس، في كلمة إلى أنصاره في مقر حملته، فجر الأربعاء، إلى وضع حد للخلافات قائلاً "أدعو خصومي للانضمام إليّ، اتركوا الجدل جانباً ولنعمل معاً من أجل مجتمع صالح وعادل لجميع الإسرائيليين". وأبدى غانتس حذره قائلاً "علينا انتظار النتائج الرسميّة، وبحسب النتائج التي تلوح في الافق فإن نتنياهو لم ينجح". وأضاف "حسب النتائج، فإن أكثر من مليون إسرائيلي قرروا رفض الكراهية والفساد دعماً للاستقامة والحفاظ على دولة إسرائيل دولة يهودية ديمقراطية".

سيناريوهات غامضة

ومع إغلاق صناديق الاقتراع وتقارب النتائج بين نتنياهو وغانتس، رجح مراقبون عدداً من السيناريوهات المحتملة لما ستؤول إليه حصيلة الانتخابات.

حيث يبدو ان سيناريو تشكيل حكومة مريحة قد ذهب مع الريح. و السيناريو الثاني الذي يسعى اليه نتنياهو الآن، والمتمثل في تشكيل حكومة صهيونية قوية، لم يعد سهلا هو الآخر بعد ان اعلن غانتس أنه لن ينضم إلى حكومة يتزعمها نتنياهو، مشيرا إلى اتهامات محتملة له بالفساد. لكن السياسة الإسرائيلية تشتهر بمرونتها وتغير الولاءات فيها باستمرار.

ووفق مراقبين يتمثل السيناريو الثالث في هزيمة واضحة لنتنياهو، وتشكيل حكومة يسار وسط، يمكن أن تتكون إذا حصلت أحزاب الوسط واليسار على أغلبية في البرلمان. عندها يمكن ان يقود غانتس حكومة قد تضم إلى جانب حزبه حزب العمل وحزب المعسكر الديموقراطي، وهو حزب علماني تشكل حديثا ويدعو للحفاظ على البيئة، دون الحاجة إلى التحالف مع اليمين. وستكون هذه المرة الأولى منذ التسعينيات التي يسيطر فيها اليسار الاسرائيلي على البرلمان. غير أن استطلاعات الرأي لا ترجح هذا السيناريو كثيرا، في ضوء تحول الناخبين المطرد صوب اليمين.

وهناك السيناريو الرابع وهو تشكيل حكومة يمين وسط من دون نتنياهو. فإذا فشل الأخير مجددا في تشكيل حكومة فإن حزبه نفسه قد يطيحه لتمهيد الطريق أمام ائتلاف حاكم بين ليكود وأزرق أبيض تاركا إياه في غياهب السياسة. ولم يطرح أحد في ليكود مثل هذه الفكرة علنا حتى الآن. وقد يتغير ذلك إذا أخفق نتنياهو في مباحثات تشكيل ائتلاف.

وأخيرا يأتي سيناريو إجراء انتخابات جديدة. وهو خيار لا يسعى اليه احد.