قبل أسبوع واحد من الانتخابات البرلمانية في ولايتي براندنبورغ وساكسونيا في شرق المانيا، والتي يتوقع ان يحصل فيها حزب "البديل من اجل المانيا" اليمني المتطرف على نسب تصل الى 24 في المائة من اصوات الناخبين، تظاهر أكثر من 40 ألفا في دريسدن عاصمة ولاية ساكسونيا، التي توصف بانها معقل اليمين المتطرف الألماني، ضد الكراهية والعنصرية ومن أجل مجتمع تضامني.
وكان الشعار الرئيس للتظاهرة: "التضامن بدلا من الاقصاء، ومن أجل مجتمع حر ومنفتح"، ورفعت شعارات اخرى منها: "العنصرية ليست خيارا"، و"لا مكان للنازيين".
وقال منظمو التظاهرة إن ساكسونيا يمكن ان تكون "مختلفة"، وان درسدن "أكثر بكثير من بيغيدا"، في اشارة للحركة المعادية للاجانب التي تحضى بدعم كبير في المدينة. وسارت التظاهرة التي دعا اليها تحالف "غير قابل للتجزئة"، عبر وسط المدينة. وقالت المتحدثة باسم التحالف، آنا كارا ميثمان، في تجمع التظاهرة الختامي:" إن عشرات الآلاف من الناس من دريسدن ومن جميع أنحاء ساكسونيا وكذلك من مناطق اخرى من ألمانيا أرسلوا رسالة تضامن لا لبس فيها في مواجهة الاقصاء".
وقال أريو ميرزاي وهو متحدث آخر باسم المتظاهرين ينحدر من اصول ايرانية: "العنصرية والتمييز ليس لهما مكان في مجتمعنا، فضلاً عن هدم المكتسبات الاجتماعية، وفرض القيود على الحقوق الأساسية. وسوف لن نسمح لهم بشق صفوفنا، يجب ان يكون ذلك واضحا لقوى اليمين" واكد ان الامر سوف لن يقتصر على هذه التظاهرة، وستسمر مواجهة التحول نحو اليمين.
وشارك في التظاهرة، التي استمرت الى العاشرة مساء، وجوه بارزة من قيادات قوى اليسار والوسط في المانيا، تقدمهم الرئيسان المشاركان لحزب اليسار الألماني كاتيا كيبنك ويرند ريكسنغر، والرئيسة المشاركة لحزب الخضر أنالينا باربوك، والمرشحون لقيادة الحزب الديمقراطي الاجتماعي في مؤتمره المقبل اولف شولز، ورالف شتيغنر، وتورستن شيفر-غومبل، وهو الحزب الذي تعمقت أزمته باستقالة رئيسة الحزب، ويحاول الخروج من ازمته باعطاء مؤشرات للتحول الى تبني سياسات تقدمية ويسارية.
ووصف شتيغنر التظاهرة بأنها "إشارة رائعة ضد كره الأجانب والتعصب، ومن أجل التنوع والديمقراطية". وكان من المفيد اعطاء هذه الإشارة قبل أسبوع من انتخابات الولاية. وبهذه الطريقة سيكون واضحا من الذي يتمتع بالأغلبية في هذه البلاد".
وقال رئيس الكتلة البرلمانية لحزب اليسار في برلمان ولاية سكسونيا ريكو غيبهارت: "ان تحالف (غير قابل للتجزئة) لا يعبر من وجهة نظري عن الاحتجاج ضد الأفراد بل ضد عدم المساواة المتزايد وضد تفكيك الحقوق الأساسية وضد الإقصاء".
رئيس وزراء الولاية الحالي ميشائيل كريتشمر من الحزب الديمقراطي المحافظ، برر عدم مشاركته في التظاهرة بوجود المجموعات "المعادية للفاشية"، التي يعتبرها اليمين متطرفة، مؤكدا ان قراره بعدم المشاركة لم يكن سهلا . من جانب آخر كتب روبريشت بولينز ، السكرتير العام السابق للحزب الديمقراطي المسيحي في صفحته على التويتر: "كل ديمقراطي هو عدو للفاشية. لهذا كنت أتمنى مشاركة الحزب الديمقراطي المسيحي في تحالف "غير قابل للتجزئة".
وضم التحالف الذي دعا للتظاهر أكثر من 400 منظمة وشخصية ، نصفهم تقريباً من ولاية سكسونيا. وشاركت في التحالف النقابات العماية والمهنية والحركات الاجتماعية وكذلك المنظمات المناهضة للعنصرية والفاشية والعديد من الشبكات المهتمة بالنشاط الثقافي. وامتازت التظاهرة بتنوع مجتمعي وثقافي واسع جدا، وحصلت على دعم قوى اليسار والوسط السياسية والكنائس الكبرى. ووفقا للشرطة ، ساد الهدوء اجواء التظاهرة، باستثناء تمزيق بعض الملصقات الانتخابية من قبل بعض المتظاهرين.
وكانت العاصمة الالمانية برلين قد شهدت في تشرين الاول 2018 ، واحدة من اكبر التظاهرات المركزية في العقود الاخيرة تحت شعار "غير قابل للتجزئة" شارك فيها قرابة 250 الفا من سكان البلاد..

عرض مقالات: