صحيفة "الميدان" – 15 مارس 2018

قطع الحزب الشيوعي بعدم تأثر نشاطه سلباً بأي اعتقالات تتم وسط صفوفه. 

وقال عضو المكتب السياسي للحزب الشيوعي صديق يوسف لـ(لميدان) (إن اعتقال أكثر من 30 عضواً بالحزب بمن فيهم (11) من أعضاء لجنته المركزية، والتعدي على دوره كما حدث في الأبيض، يؤشر لاستهداف النظام المباشر للحزب الشيوعي السوداني، وأضاف قائلاً : "النظام يستهدف الحزب الشيوعي، ظناً منه أن ذلك سيوقف نشاطه، وأردف قائلاً : النظام واهمٌ."

وكان جهاز الأمن قد اعتقل مساء الإثنين 3 من قيادات الحزب الشيوعي، وهم (فتحي الفضل، علي بابكر الكنين، والسر بابو) قبل أن يطلق سراح السر بابو في وقت لاحق، ويبقي الآخرين رهن الاعتقال في جهة غير معلومة. 

وأدان يوسف تعدي السلطات الأمنية على اجتماع لواحدة من الهيئات الحزبية، بأحد المنازل بالخرطوم بحري، واعتقال قيادات الحزب، واعتبر ذلك بمثابة هجوم مركز على الحزب وتعدٍ واضح على حقه في ممارسة نشاطه السياسي، ويدل على هلع النظام وخوفه من إتساع دائرة المعارضة له. 

وفي وقت سابق من هذا العام  كان جهاز الأمن قد اقتحم دار الحزب الشيوعي السوداني بمنطقة الأبيض بولاية شمال كردفان، ومداهمة اجتماع لقوى المعارضة بالولاية، واعتقال المشاركين فيه. 
واعتقل جهاز الأمن عدداً كبيراً من قيادات الحزب عقب الموكب الجماهيري الذي دعا له الحزب الشيوعي، في السادس عشر من شهر يناير الماضي، على رأسهم السكرتير السياسي للحزب محمد مختار الخطيب وعددا من أعضاء المكتب السياسي واللجنة المركزية للحزب. 

وشدد صديق يوسف على أن مظاهر استهداف السلطة للحزب واضحة للعيان، بيد أنه قلل من تأثيره على مسيرة الحزب نحو العمل مع القوى المعارضة من أجل استرداد الديمقراطية، وتحقيق البديل الوطني الديمقراطي، وقال صديق : "الاعتقالات والسجون لن توقف النشاط الجماهيري المتصاعد، بل تزيده قوة وتصميماً نحو الوصول لمبتغاه. 


كلمة (الميدان) – الناطقة باسم الحزب الشيوعي السوداني

15 مارس (اذار) 2018

وحياة الشعب السوداني .. في وش المدفع تلقاني

ظل الشيوعيون السودانيون ومنذ سنوات مايو الديكتاتورية وعسكريتها المتعنجهة، وحتى ما قبل ذلك في معتقلاتها الكالحة،  يستمدون صمودهم من بسالات شعبنا وتاريخه الحافل بشتى معاني وصور وأخيلة بطولاته وأبطاله، وقد ظلوا يواجهون عسف الديكتاتوريات والتنكيل بهم دون أن تلن لهم قناة أو تجبرهم مؤسسة قمعية على الخنوع والخضوع، شهد لهم بذلك العدو قبل الصديق والشامت قبل المشفق. وهذا بمثابة تذكرة لمن يعتبر.

ولقد قدموا تضحيات جمة من أجل الذود عن قضايا شعبهم ولم يتوانوا في تقديم أرتال من شهداء بواسل عبر كل تاريخهم منذ فجر تأسيس حزبهم العريق في بواكير تشكل الحركة الوطنية والسياسية في البلاد، لم يتأخروا أو يترددوا أو يجبنوا عن  التصدي دفاعاً عن مطالب الأمة الحيوية أو حماية مكتسباتها.

استقبلتهم سجون البلاد النائية، وقضوا السنوات الطوال داخل  المعتقلات دون محاكمات أو إدانات فما تراخت أعصابهم، ولوحقوا في أرزاقهم ولقمة عيش أسرهم وأطفالهم فما اهتز ثباتهم الأصيل.

وقد ظل حزب الشيوعيين السودانيين، ورغم ملاحقة أجهزة وعسس الأنظمة الديكتاتورية التي مرت على البلاد تنتاش قياداتهم واحدا خلف الآخر لتلحق بهم إلى السجون ومعسكرات التوقيف في محاولة لتوقيف نشاطهم وشل قدراتهم، إلاّ أن خلايا طاقاتهم التنظيمية والثورية كانت تتجدد لتفرز هرمونات الجلد والتماسك، لتنجب قدراتهم التنظيمية والفكرية قادة جدد يرفعون ألوية ورايات الحزب، فيسيرون بها أشواطاً للأمام دون أن تفت عضدهم أي ضربات أمنية تحاول أن تقعد بقدراتهم أو تشل من سيرهم الحثيث نحو استشراف المستقبل الوضئ لشعبهم وأمتهم.

لقد عركت حزب الشيوعيين السودانيين كثيراً من الاحن والمحن، وجابه ومنذ سنوات تأسيسه الأولى كثيراً من الظروف التي عركته فصابر ثم صابر وصابر حتى حط في أوساط شعبه جباراً عنيداً وعتيداً في وجه  نوازل التآمر الداخلي والخارجي. ولقد جاء الوقت ومنذ زمن مبكر لكي يدرك قادة ومدبرو كافة محاولات تصفية هذا الحزب، إنه حزباً تغني له عضويته ومشايعوها "حارنك نحن ودارنك المامن شعبنا ما منك، حزباً في القلب  مضارنك، للشمس حتمشي مبارنك ، فخراً للشعب السوداني والطبقة العاملة الثورية".

وليس آخراً هو الحزب الذي قال عن صموده وضرورة وجوده قادته حينما كتبوا بياناً في عشية  أيام الردة الدموية ومؤسسوه وقادته معلقون على المشانق " إن الحزب الشيوعي السوداني ولد ليبقى، وأن الحاكم الذي يحلم مجرد حلم بأنه يبيد الحزب الشيوعي، لم تلده أمه بعد". 

وبعد ،،
هل يعلم من يحلمون بكسر صمود الشيوعيين السودانيين عن طريق الاعتقال والحجز طويل الأمد كيف أن هؤلاء المناضلين يغردون  بأشعار محجوب شريف شاعر الشعب وهم في قبضة الجلاد حينما يرددون " نغرد ونحن في أسرك ،، وترجف وانت في قصرك"؟.