دخلت قوى اليسار الجذري في اسبانيا الانتخابات البرلمانية الاخيرة في قائمة مشتركة حملت اسم "معا نستطيع". وضمت القائمة قوى اليسار الجذري الرئيسة: حزب بودوموس (نستطيع) واليسار الاسباني المتحد، الذي يشكل الحزب الشيوعي الاسباني قوته الرئيسة. وكان برنامج القائمة مبنيا على مواد الدستور التي لم يتم تحقيقها (الحق في العمل والسكن، وقدرة الدولة على توجيه الاقتصاد).

واكد السكرتير العام لحزب بودوموس بابلو إغليسياس أن الضمان الوحيد لوجود حكومة تقدمية هو تقوية مواقع قائمة "معا نستطيع". وان التصويت للقائمة "له فائدة مضاعفة": ايقاف اليمين المتطرف وضمان سياسة الحكومة اليسارية. لقد تمكن إغليسياس قبل بضعة اشهر من احتواء صراع الاجنحة، والازمة التي انفجرت في حزب بودوموس، ولكنه في تقييمه لنتائج الانتخابات اعترف بأن وضع حزبه لا يرتقي الى معايير اعضائه وناخبيه.

  لقد عانى تحالف اليسار الجذري، بعد اعلان نتائج الانتخابات من تراجع كبير في مجموع الاصوات والمقاعد التي حصل عليها، فقد حصل على 14,42 مقابل 21,15 في المائة في انتخابات 2016. وبهذا احتفظ التحالف بـ 42 مقعدا، يضاف اليها مقعد حصل عليه التحالف في فالنسيا من اصل 71 مقعدا حصل عليها في الانتخابات السابقة.

وعلى الرغم من ذلك لم تكن خيبة الأمل كبيرة جدا، كما كان متوقعا، لان حصيلة التحالف في النهاية جاءت اكثر بكثير من 30 مقعدا منحتها اياه استطلاعات الرأي التي سبقت يوم الاقتراع. وكذلك حصل التحالف على تمثيل كاف لطرح خيار تشكيل حكومة يسارية على الحزب الاشتراكي الذي تصدر الفائزين.

خمسة شيوعيين في البرلمان

دخل خمسة نواب شيوعيين البرلمان الجديد، بضمنهم انريكو سانتياغو السكرتير العام للحزب الشيوعي الاسباني، الذي تولى قيادة الحزب في نيسان من العام الفائت، ومنسق اليسار الاسباني المتحد البرتو غارثون، وثلاث رفيقات اخريات. لقد شغل سانتياغو التسلسل الثالث في قائمة تحالف اليسار في العاصمة مدريد. وعندما سئل عن الأهمية السياسية لمشاركته في القائمة الانتخابية، وانعكاس ذلك على العمل المشترك بين قوى اليسار، اجاب: "إنه التزام واضح وحازم للغاية من الحزب الشيوعي الأسباني بسياسة تحالفية قائمة على(الوحدة الشعبية)، والعمل السياسي والانتخابي المشترك في اطار هذه الوحدة. ان العمل المشترك بين بودوموس واليسار الاسباني الموحد يؤدي الى دمج المجموعات السكانية والقوميات التاريخية. ان هذه السياسة هي تعبير عن التزام الحزب الشيوعي الاسباني، بتكريس وتطوير نتائج المؤتمر العشرين للحزب. وهي في الوقت نفسه اعتراف بالدور الذي لعبه حزبنا عموما سواء في مساعي تحويل اليسار الاسباني المتحد الى حركة اجتماعية، وكذلك دورنا الفاعل في تشكيل (الوحدة الشعبية) ودخول الانتخابات بقائمة مشتركة. وحلفاؤنا يعترفون بالدور التاريخي للحزب الشيوعي الاسباني، في تحقيق وحدة اليسار في هذه البلاد، وفي النضال لمكافحة الظلم الاجتماعي والرأسمالية".     

تحالف اليسار: سنعمل

على تشكيل حكومة يسارية

 وبعد اعلان نتائج الانتخابات الأولية عقدت قائمة اليسار مؤتمرا صحفيا، اوضح فيه السكرتير العام لحزب بودوموس بابلو إغليسياس: كنا نود تحقيق نتائج أفضل، لكن ما حصلنا عليه يكفي لإيقاف اليمين المتطرف وبناء حكومة ائتلافية يسارية. "وأعتقد أن هناك مدخلين لقراءة نتائج الانتخابات: الأول هو أن الوزن البرلماني للكتلة التقدمية يتجاوز الوزن البرلماني للكتل اليمينية الثلاث (المحافظون والليبراليون والمتطرفون) وأن هناك خيارا لحكومة يسارية، والمدخل الثاني لقد جاءت نتائج الانتخابات في ولايتي كاتالونيا والباسك، جاءت لتؤكد ما قلناه مرارا وتكرارا، ان إسبانيا بلد متعددة القوميات".

وقدم إغليسياس التهاني لزعيم الحزب الاشتراكي بيدرو سانشيز على نجاحه: "لقد اتفقنا على عقد اجتماع قريب لبحث تشكيل حكومة يسارية". وشدد الزعيم اليساري على أن "الأمر سيستغرق وقتاً طويلاً، وهذه الاجتماعات تتطلب شيئا من التحفظ".

وفي نفس المسار جاء تصريح منسق اليسار الاسباني المتحد البرتو غارثون: "ان على بيدرو سانشيز تجنب إغراءات اللون البرتقالي (اشارة الى لون رايات اليمين الليبرالي)، لأن الوقت قد حان لتوظيف نتائج الانتخابات لحماية الخدمات العامة وعائلات العمال".

ومن المفيد الاشارة الى ان قواعد الحزب الاشتراكي عبرت اكثر من مرة عن رفضها لسيناريو تحالف الاشتراكيين مع حزب "المواطنة" اليميني الليبرالي هاتفة "لا" تعني "لا".

عرض مقالات: