طريق الشعب

شهدت كبرى قاعات فندق فلسطين في بغداد، أمس السبت، انعقاد المؤتمر التأسيسي لـ "تجمع القوى المدنية الوطنية"، بمشاركة المئات من ممثلي الاحزاب والقوى المدنية، المساهمة في اقامة هذا الإطار السياسي الجديد، والذين توافدوا على القاعة قادمين من مختلف محافظات العراق اضافة الى العاصمة بغداد.  واستمع الحضور الى عدة كلمات باسم الاحزاب المكونة للتجمع، واللجنة التحضيرية للمؤتمر، وباسم النواب المدنيين، وباسم الشباب، قبل ان يختتم بالبيان الختامي الذي ألقي مع صعود قادة وممثلي الاحزاب والقوى المنضوية في التجمع سوية الى المنصة. والاحزاب المذكورة هي: الاتحاد الوطني الكردستاني، الجبهة الفيلية، الحركة الديمقراطية الآشورية، الحركة المدنية الوطنية، الحزب الديمقراطي الكردستاني، الحزب الشيوعي العراقي، الحزب الوطني الآشوري، التجمع الجمهوري العراقي، حزب الامة العراقية، حزب الحرية والديمقراطية الإيزيدي، تجمع البصمة الوطنية، تجمع وطن المدني العراقي.

في الاثناء، أكد سكرتير اللجنة المركزية للحزب الشيوعي العراقي، والنائب عن تحالف سائرون، الرفيق رائد فهمي، اثناء القائه كلمة النواب المدنيين في المؤتمر التأسيسي لتجمع القوى المدنية الوطنية، ان التجمع الجديد يستظل بالهوية الوطنية، الجامعة والعابرة لجميع الانتماءات الثانوية والمحتضنة لها، مشيرا الى وجود عدد مهم من النواب النشطين ضمن التجمع، موزعين على كتل سياسية مختلفة، وهو ما وجده يوفر إمكانية تنسيق للمواقف مع هؤلاء النواب، لدعم تشريع القوانين المتوافقة مع مشروع التجمع المدني الوطني الجديد.

نص كلمة النواب المدنيين التي القاها الرفيق رائد فهمي:

ببالغ السرور والاعتزاز نجتمع اليوم لنعلن انبثاق "تجمع القوى المدنية الوطنية " بعد جهد دؤوب ومثابر وحوارات معمقة بين الأحزاب المنضوية في هذا التجمع، استمر أشهرا عدة من دون انقطاع. فالساحة السياسية العراقية لا تزال بحاجة إلى اطر سياسية وتنظيمية جامعة وفاعلة، قادرة على توحيد عمل الطيف الواسع من القوى والتنظيمات والشخصيات المدنية والديمقراطية، على قاعدة مشروع بناء الدولة المدنية الديمقراطية الاتحادية، دولة المواطنة والمؤسسات الدستورية والعدالة الاجتماعية والرفاه، النابذة للطائفية السياسية ولنهج المحاصصة ولكل أشكال وممارسات التمييز الديني والمذهبي والقومي والمناطقي والفكري.  

اننا نتطلع ونعمل من اجل ان يكون هذا التجمع اطارا سياسيا منفتحا، جاذبا للأحزاب والحركات والشخصيات المدنية الوطنية الناشطة في العراق، وأن يلعب دورا مؤثرا في الحياة السياسية العامة للبلاد، بما يعكس الانتشار واسع النطاق للافكار والرؤى وأنماط الحياة المدنية.

إن بلادنا، بعد النجاحات التي تحققت في الحرب ضد داعش وقوى الارهاب، بفضل البطولات والتضحيات الجسيمة التي قدمها أبناء شعبنا من سائر أطيافه الدينية والمذهبية والقومية، باتت تواجه تحديات الاصلاح والتغيير ومحاربة الفساد، وتسعى من أجل توطيد الأمن وتحقيق الاستقرار السياسي، والسير الحثيث على طريق البناء والإعمار والتنمية المستدامة، لكي يمكن الارتقاء بمستوى معيشة المواطنين، لا سيما الفقراء والكادحين والفئات الشعبية الواسعة، التي تعاني من شظف العيش.

وتبين مسيرة العملية السياسية خلال السنوات الماضية وما رافقها من فشل وأزمات متكررة، أن الخلاص من دوامة الفشل والفساد، والحفاظ على السيادة الوطنية الفعلية وتعزيز استقلالية القرار الوطني العراقي، تتطلب بالضرورة مغادرة نهج المحاصصة المقيت، واحداث اصلاحات عميقة في بناء الدولة وسياساتها، وفي الاقتصاد الوطني في اتجاه توسيع وتنويع قاعدته الاقتصادية، كما تتطلب حصر السلاح بيد الدولة. 

وهذا ما نسعى إلى تحقيقه من خلال تجميع سائر القوى والحركات، التي تتبنى مشروع الدولة المدنية الوطنية والديمقراطية الاتحادية، والمساندة له، واقامة التحالفات الكفيلة بتغيير موازين القوى لصالح قوى الاصلاح والتغيير الحقيقيين.

نجتمع لنعلن تأسيس تجمع القوى المدنية الوطنية بحضور حاشد ومتنوع، يستظل بالهوية الوطنية، الجامعة والعابرة لجميع الانتماءات الثانوية والمحتضنة لها. وان تركيبة حضور المؤتمر تشير إلى الامتدادات السياسية والاجتماعية والمناطقية الواسعة للتجمع، ما يبعث الثقة والأمل في إمكانية تطوره اللاحق، وزيادة تأثيره السياسيي والفكري، في حال تضافرت الجهود وتواصلت بعزم وثبات، وفق قواعد عمل سليمة.

وأن وجود عدد غير قليل من النواب النشطين ضمن التجمع، موزعين على كتل سياسية مختلفة، يوفر إمكانية تنسيق للمواقف مع هؤلاء النواب، لدعم تشريع القوانين المتوافقة مع مشروعنا المدني الوطني.   

إلاّ اننا ندرك تماما، أن مشروع التغيير وتحقيق الاصلاحات الحقيقية التي يتطلع اليها شعبنا، لن يكتب له النجاح ما لم يستقطب أوسع تأييد والتفاف شعبيين. وهذا ما يتوجب أن نسعى اليه جميعا، بالانفتاح والتوجه نحو مختلف شرائح شعبنا، لا سيما الشباب، وتبني مطالبهم المشروعة والدفاع عنها، والوقوف إلى جانبهم ومعهم لتحقيق غد أفضل. وان مشروعنا يضع أيضا ضمن اولوياته المهمة، ايجادَ أفضل الحلول للارتقاء بواقع ودور المرأة في مختلف الميادين، وتنمية مكانتها ومشاركتها في الحياة السياسية والاقتصادية والاجتماعية للبلاد.

ختاما اجدد تحياتي، متمنيا لمؤتمرنا التأسيسي النجاح في اعماله، ولانبثاق تجمع القوى المدنية الوطنية ان يكون حافزا لسائر القوى المدنية الوطنية والديمقراطية، للالتقاء وتجميع القوى والارتقاء بمستوى عملها المشترك.