يوسف أبو الفوز

اعلن في هلسنكي، العاصمة الفنلندية، مؤخرا عن اقدام حزب الشعب الفنلندي، على طرد مؤسسه ، السياسي المخضرم بافو فايرنن (مواليد 1946)، من الحزب، لكونه اساء استخدام اموال الحملة الانتخابية الرئاسية الاخيرة، ولكونه لم يقدم الكشوفات المالية المطلوبة، حسب البيان الصادر عن الحزب في الثالث من اذار الجاري. الخبر لا يزال تتناوله وسائل الاعلام الفنلندية، بالكثير من التعليق والتمحيص، ارتباطا بشخصية بافو فايرنن، الذي يوصف كداهية في السياسة، والذي تقلد العديد من المناصب الوزارية في الحكومات الفنلندية السابقة، وكونه فاز بعضوية البرلمان الفنلندي لاحدى عشرة مرة عن حزب الوسط، والذي يعتبر فايرنن من أعمدته الاساسية، فهو منذ عام 2014 عضو في البرلمان الاوربي عن الحزب، ولثلاث دورات دخل الانتخابات الرئاسية ممثلا له، بل وتولى لفترة رئاسة الحزب، لكنه في الانتخابات الرئاسية الاخيرة في كانون الثاني / يناير الماضي،  دخلها كمرشح مستقل، وحظي بدعم حزبه الجديد (حزب الشعب)، واطراف غير قليلة من حزبه القديم (حزب الوسط)، وجاء في المرتبة الرابعة بين المرشحين الثمانية لمنصب رئيس الجمهورية، وعرف عنه تأليفه لاكثر من عشرين كتابا في الشؤون السياسة الفنلندية.

واقدم فابو فايرنن على تأسيس حزب الشعب، الذي ينتمي اى يمين الوسط ، عام 2016، اثر حصول خلافات له مع قيادة الحزب،  الذي يقود الحكومة الحالية ، حول حزمة الاصلاحات التي تقوم بها الحكومة ، والتي يتهمها بكونها سترفع من انفاق الحكومة بدل خفضه،  واللافت للانتباه أنه أحتفظ بعضوية حزب الوسط، وعمد الى ترك رئاسة حزب الشعب عام 2017، ليدخل الانتخابات الرئاسية كشخص مستقل. ومؤخرا ، اعلن فايرنن عن نيته للترشيح لرئاسة حزب الوسط ، في مؤتمره القادم ربيع هذا العام ، وصرح للصحافة بكونه واثق من الفوز، مما اثار حزب الشعب، حيث اشار في بيانه التوضيحي لفصل فايرنن انه "بالاضافة الى سوء تصرفه المالي، فقد اساء استخدام وضعه كعضو موثوق به في مجلس الحزب ( الشعب)، وتابع نشاطه التنافسي في حزب سياسي  اخر(الوسط)". واعلن فايرنن للصحافة بأنه قدم دعوى للشرطة، ضد ثلاثة من اعضاء قادة حزب الشعب مطالبا بالتحقيق في تهم التشهيربشخصه.

يذكر ان فايرنن ، الذي بدا حياته السياسية كنائب عن حزب الوسط عام 1970 ، واصبح نائبا لرئيس الحزب وعمره فقط 25 عاما ، وبعدها بثلاث سنوات اصبح وزيرا للتربية ، ثم زيرا للعمل، وفي عام 1980 اصبح رئيسا لحزب الوسط، متغلبا بفارق قليل على منافسه المخضرم يوهانس فيرولانن، وثم عام 1983 اصبح نائبا لرئيس الوزراء ووزيرا للخارجية، التي احتفظ بحقيبتها في ثلاث حكومات متعاقبة،  وثم تولى حقيبة وزارة التجارة الخارجية، التي خلال توليها زار العراق  في نيسان 2011، على رأس وفد تجاري كبير ضم مختلف قطاعات الأعمال الفنلندية ، من ممثلين عن اتحاد الصناعات والصناعات التكنولوجية الفنلندية وممثلين عن اكبر الشركات الفنلندية ، وخلال زيارته خلال الزيارة التقى والوفد المرافق مع القيادات العراقية ورئيس الوزراء نوري المالكي.

 والسيد فايرنن معروف معروف تأريخيا بأرتباطه بالشؤون العراقية السياسية والاقتصادية،  فقد زار العراق عام 1990 لاجل  التفاوض لاطلاق سراح الرهائن الفنلندين التسعة الذين كانوا ضمن الاف الفنيين الغربيين والاوربيين الذين احتجزهم الديكتاتور صدام حسين واعتبرهم ضيوفه ، عند احتلاله الكويت ، كوسيلة للضغط على الحكومات الغربية والاوربية للتاثير على تداعيات الازمة في حينه، واستمر احتجاز الفنلنديين لعدة شهور، وكان معهم اكثر من اربعين سويديا وتم اطلق سراح الجميع على مراحل  اثر المفاوضات التي ساهم فايرونن فيها ضمن وفد فنلندي سويدي مشترك ، ويأتي اشتراكه في الوفد المفاوض بسبب من علاقاته الودية المتشعبة ايامها مع  رجالات نظام الديكتاتور صدام حسين.  فهو  محسوب على مجموعة ما يسمى هنا في فنلندا، في الشارع السياسي بمجموعة "البعثيين الفنلندين"، في اشارة الى نخبة من السياسيين، الذين يرتبطون باشكال مختلفة بالعديد من الشركات الفنلندية، كمساهمين او مستشارين، ودورهم الكبير، في ايام حكم البعث،  برعاية  المشاريع الاقتصادية والتجارية التي انجزت بين فنلندا وحكومة صدام حسين، خصوصا في فترة وجود السفير صالح مهدي عماش، الذي اغتيل بشكل غامض في هلسنكي من قبل الديكتاتور صدام حسين.