اعلن الحزب الشيوعي السوداني عن استنكاره للقمع المفرط الذي مارسته السلطات الحكومية تجاه المتظاهرين، وفيما أكد ان الثورة هي مسؤولية جميع فئات المجتمع بالتساوي، دعا الى توسيع حجم الحراك وانخراط جميع فئات المجتمع وقطاعاته فيه والحذر من الانحياز الدولي الذي يمارسه البعض لصالح نظام البشير الدكتاتوري.
وأكد تجمع المهنيين السودانيين استمرار المعارضة بالاحتجاجات حتى تحقيق مطالبهم، حتى وان تواصلت الحركة بالنشاط لسنوات طويلة.

سلطة مرعوبة

قالت سكرتارية اللجنة المركزية للحزب الشيوعي السوداني في بيان اطلعت عليه "طريق الشعب"، إننا "نقف اجلالا وتعظيما لجماهير شعبنا المنتفضة وهى تستجيب لدعوات التصعيد لإجبار النظام على التنحي، ونحيي الامهات والآباء الذين فقدوا ابناءهم فهم شهداء الشعب والوطن"، مشيرة الى أن "استخدام العنف المفرط والرصاص الحي والقتل المتعمد الذى جرى يدلل على رعب النظام من الحراك الجماهيري، وما قامت به الشرطة خلال فض تظاهرات الاسبوع الماضي، فجّر غضبا جماهيريا مشروعا، وعبرت الجماهير عن مضيها في طريق اسقاط النظام وتفكيكه وتصفيته اثناء تشييعها للشهيدين د. بابكر عبد الحميد ومعاوية بشير خليل، وان الحزب الشيوعي السوداني يدين ما جرى بأشد العبارات ولا بد من القصاص العادل والمحاسبة".

شباب سلميون

واكدت القيادة، أن "شباب الثورة نهضوا ناشدين للحرية والسلام والعدالة الاجتماعية وسلكوا طريقا سلميا للخلاص من الكابوس الجاثم على صدر البلاد منذ ثلاثين عاماً، الا أن النظام الظالم المتعطش للدماء اراد لها أن تسيل، وقابل الهتافات بالرصاص الحي"، مشيرة الى ان "النظام الحالي، سيلقى في مزبلة التاريخ، وسيحاسب القتلة لما اقترفوه في حق ابناء الوطن، ليعود للسودان مجده وعزته وكرامته وارادته"، فيما اكد على "مشاركة المجتمع بجميع فئاته، ولا فوارق بين المواطنين، كبيرا او صغيرا، شبابا او شيوخا، نساءً او رجالا، ولا بين الاديان والاعراق واللغات والثقافات السودانية المتعددة، وللجميع دوره وتخصصه في الثورة وتنمية المجتمع".

وشددت على، أن "الصراع الأساسي بين قوى الاستغلال والمتضررين، هو صمام الامان لإنجاح هذا الحراك الجماهيري للوصول لغاياته في اسقاط النظام"، مشيرة الى "اهمية توحيد القوى من اجل التغيير الجذري وتفكيك دولة التمكين، ومعالجة ما قامت به هذه الطغمة التي تمثل مصالح الفئات الطفيلية، من تخريب في مؤسسات ومرافق الدولة قادت لكل الدمار الذي لحق بالسودان".

رهان جماهيري

وشدد الحزب على أن "سلاح السودان، في انجاح الثورة، هو الشارع الذي سيقود الاحتجاجات والتظاهرات المؤدية نحو الاضراب السياسي والعصيان المدني، وأن الواجب الملح الآن هو السعي لأجل توسيع المشاركة الجماهيرية، لتضم جميع فئات الشعب التي لها مصلحة في اسقاط النظام واستقطاب كل القوى الثورية دون ترك كبير او صغير عامل او عاطل عن العمل او مزارع او حرفي او تاجر او مستثمر وطني الا وتتم دعوته للانتظام في صفوف الانتفاضة من اجل ازالة اسباب المعاناة التي تواجه الشعب"، مبينا أن "استخدام هذه الآليتين المجربتين، سيتوج النضال اليومي لشعبنا الثائر بانتصار انتفاضته".
وكرر "الدعوة للقطاعات ذات الثقل لتنظيم نفسها والانضمام، لخيارات الشعب، من موظفي الخدمة المدنية، والضباط الاداريين، والمصارف، والطيران المدني، والزراعيين"، وبقية القطاعات الاخرى، والاعلان عن موقفهم والتزامهم بتنفيذ الاضراب السياسي، وبالخصوص منهم، القطاعات العمالية لتلعب دورها التاريخي المعروف في مثل هذه الظروف.

تحذير وطني

وخاطب البيان، ابناء الشعب السوداني كافة، محذرا اياهم من "مراقبة نشاط المجتمع الدولي في الساحة السياسية السودانية، وتصريحاته الواضحة بدعم البشير بحجة السلام في دولة الجنوب، واتفاقية افريقيا الوسطى، والتعاون في محاربة الارهاب ووقف الهجرة غير الشرعية"، مبينا أن "البشير مطلوب للمجتمع الدولي نفسه، للمثول امام المحكمة الجنائية الدولية في جرائم الابادة الجماعية وجرائم حرب والانتهاكات الانسانية"، فيما أكد ان "فاقد الشيء لا يعطيه، وأن من يبيد شعبه ويدعو للتعالي والتطهير العرقي، لا يمكن ان يكون راعيا للسلام".

احتجاجات حتى النهاية

في الأثناء، تعهد تجمع المهنيين السودانيين وثلاثة تحالفات معارضة، أمس الاثنين، بالاستمرار في الاحتجاجات حتى تحقيق المطالب بتنحي الرئيس عمر البشير.
وقال التجمع في بيان مشترك على موقعه الرسمي، واطلعت عليه "طريق الشعب"، إن "قضيتنا صادقة ولن نتبرم أو نسأم حتى لو تظاهرنا وسيّرنا المواكب لسنوات، سنبقى في الشوارع شاهرين هتافنا"، مشيرا الى أن "النظام وقادته يسعون لإثناء الثائرات والثائرين وتشتيت شملهم وحرفهم عن سلميتهم، ويعملون لتمييع المطالب الخاصة بإسقاط البشير ونظامه".
وأعلن التجمع عن تسييره موكبين، اليوم، بمنطقة الحاج يوسف بمدينة بحري شمالي العاصمة، ومنطقة أمبدة بمدينة أم درمان غربي العاصمة، منوها بأن الخميس المقبل سيكون هناك مسار جديد للثورة، بمشاركة كل مدن وقرى السودان في التظاهرات والمواكب.