السبت الفائت تسلم الرئيس المكسيكي الجديد أندريس مانويل لوبيز أوبرادور مهام عمله. وتدفق أكثر من 150 ألف من انصاره إلى ساحة "زوكالو"، وسط العاصمة،  للاحتفال، باول رئيس يساري. وفي بيانه الحكومي، الذي ضم 101 فقرة، تعهد أوبرادور، بانهاء سياسة الليبرالية الجديدة والفساد ، واكد ان سياسة الليبرالية الجديدة التي بدأت عام 1983  أوقفت  النمو الاقتصادي وفتحت الباب واسعا امام الفساد.

واضاف الرئيس "وفقًا لآخر استطلاع أجرته منظمة الشفافية الدولية، شغلنا المرتبة 135 من بين 176 دولة تم تقييمها. وفي عام 2000، كنا في التسلسل  59 على مؤشر الفساد، وفي عام 2006، كان تسلسلنا 70، وفي عام 2012 اصبح 106، وفي عام 2017، وصلنا في هذا التسلسل المخجل  135". والآن يريد الرئيس وضع نهاية لكل ما تقدم:  فسوف يلغي اجراءات "إصلاح الطاقة والتعليم"، التي اقرها سلفه، والتي كانت سببا لاندلاع احتجاجات حاشدة. واعلن انه سيخفض راتبه الخاص بنسبة 60 في المائة، فضلا عن  بيع الطائرات الرئاسية وغيرها من الطائرات الحكومية. وأعلن أنه لن يعيش في القصر الرئاسي الفخم، الذي كان يقطنه سلفه إنريكه بينا نييتو. وأعلن عن تحويله إلى مركز ثقافي وفتحه أمام الجمهور، حيث أظهرت صور عامة الناس وهم يتجولون داخل أروقة القصر.

وتحدث لوبيز أوبرادور عن "التحول الرابع للمكسيك" ، معتبرا توليه مهام منصبه، امتدادا لحرب الاستقلال (1810-1821)، وحرب الإصلاح (1858-1861)، والثورة المكسيكية (1910-1917). في الوقت نفسه، أعلن العفو عن الموظفين المدانين بالفساد في الماضي. "نحتاج إلى استراحة، وليس مجزرة"، على حد تعبيره. ومن ناحية أخرى، وعد بأن لن يكون هناك إفلات من العقاب للمسؤولين عن الجرائم وانتهاكات حقوق الإنسان. وبالتالي سيتم فتح ملف اختفاء 43 طالبا في منطقة أيوتزينابا، واكد على ان  المسؤولين عن الجريمة سينالون عقابهم العادل.

وفي الوقت نفسه ، يريد لوبيز أوبرادور، الذي يتمتع تحالفه بالأكثرية في جناحي السلطة التشريعية، أن يكون رئيسا لجميع المكسيكيين: "أنا أمثل الأغنياء والفقراء والمؤمنين واصحاب الفكر، بغض النظر عن الأيديولوجية أو الثقافة أو اللغة أو الأصل أو المستوى التعليمي أو الوضع الاجتماعي الاقتصادي. ستكون هناك دولة دستورية حقيقية!" وسوف يعمل 16 ساعة يوميا لدفع عملية التحول في البلاد الى امام. وسوف يلتزم بعدم الترشيح لاكثر من دورة، وفي منتصف دورته الرئاسية سيخضع نفسه لاستفتاء عام  على استمراره في قيادة البلاد.

واقتصاديا لا يعتمد أوبرادور فقط على إصلاح مصافي النفط الستة، ولكن أيضا على منطقة التجارة الحرة على الحدود الأمريكية، في اطار سعيه إلى إقامة علاقات طيبة بين البلدين، ورحب في كلمته بنائب الرئيس الأمريكي مايكل بنس وزوجته كارين، وإيفانكا ترامب، ابنة الرئيس الأمريكي. وعلى الرغم من ذلك، تبقى الرموز التاريخية لحركة التحرر في امريكا اللاتينية،  مثل سيمون بوليفار وخوسيه مارتي وبينيتو خواريز، تتمتع باهمية  خاصة بالنسبة للمكسيك. ورحب في حفل الاستقبال بشكل متميز  بالرئيس الكوبي ميغيل دياز كانيل، والرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو، واطلق صفة الصديق على الرئيس  البوليفي ايفو موراليس.

من هو الرئيس المكسيكي الجديد؟       

ولد لوبيز أوبرادور في 13  تشرين الثاني 1953 في مدينة "تيبتيتان" الريفية، في ولاية "تاباسكو" جنوبي المكسيك، وبدأ حياته السياسية في الحزب الثوري الدستوري الحاكم. وفي عام 1986، شعر بخيبة أمل من توجهات الحزب الثوري الدستوري، فانضم الى  حزب "التيار الديمقراطي"، الذي أصبح فيما بعد حزب الثورة الديمقراطية اليساري، وفي عام 2000 انتخب لويز أوبرادور رئيسا لبلدية العاصمة مكسيكو سيتي.

وقام لوبيز أوبرادور خلال فترة إدارته للعاصمة المكسيكية، بالعديد من الإصلاحات التي نالت استحسان المواطنين، مثل إطلاق برامج الرعاية الاجتماعية للمسنين، والتعاون مع رجل الأعمال الشهير كارلوس سليم لتجديد وسط مدينة "مكسيكو سيتي".

وترشح مرتين في انتخابات الرئاسة ولم يحالفه الحظ فيهما، ففي عام 2006، خاض السباق الرئاسي للمرة الأولى، وخسر بفارق ضئيل أمام فيليبي كالديرون في انتخابات اعتبرت الأكثر إثارة للجدل في تاريخ المكسيك الحديث، بسبب الفرق الضئيل في الأصوات بين المرشحين والذي بلغ 0.56 فقط.

وقاد لوبيز أوبرادور احتجاجات جماهيرية على النتائج وندد "بتزوير الانتخابات"، واعتصم أنصاره، وأعاقوا حركة المرور في العاصمة مكسيكو سيتي لعدة أشهر.

وخاض السباق مرة أخرى في انتخابات 2012، وهزم من قبل مرشح الحزب الثوري الدستوري اليميني إنريكي بينيا نييتو.

وفاز في الانتخاب الرئاسية الأخيرة مرشحا عن  ائتلاف من ثلاثة أحزاب بقيادة حزب حركة التجديد الوطني "مورينا" الذي أسسه في عام 2014.

عرض مقالات: