كنا اربعة رفاق نروم النزول من المقر في بعقوبة عند المغرب (اسعد عرب وثامر الشيخ وكريم الدهلكي وابراهيم محمد علي اعضاء المحلية حينها،) وعلى السلم رن هاتف الرفيق اسعد, قال ان قيادة الحزب واعتقد كان الرفيق ابو دواد ، تخبرنا التوجه الى المستشفى لأن الرفيق سعدون تعرض الى الاغتيال هو ورفاقه في طريق العظيم - كركوك،اخذنا اسلحتنا وركبنا سيارة الكيا للرفيق كريم الدهلكي وتوجهنا الى طوارئ مستشفى بعقوبة، وجدنا عددا من الجرحى والدماء تغطي المكان, دققنا في الجرحى جميعهم لم نعثر على الرفيق سعدون ورفاقه, اخبر الرفيق اسعد الرفاق في بغداد بذلك, قال سائق الاسعاف الذي نقل الجرحى هؤلاء من الخالص, وأن هناك جثث في مستشفى الخالص, قلنا سنذهب الى الخالص،ركبت انا والرفيق ابراهيم في الاسعاف والرفيق اسعد مع الرفيق كريم في سيارة الكيا، وتحركنا سوية نحو الخالص حتى وصولنا ساحة القدس في بعقوبة باتجاه الخالص، كان الرصاص ينهمر علينا من المسلحين على بيكب قرب السيطرة والكل يطلق الرصاص قتل سائق البيكب وكانت معه امرأة ورجل، وضعنا بعد وقف اطلاق النار الرجل المقتول والمرأة في الاسعاف ورجعت الاسعاف الى مستشفى بعقوبة،وتوجهنا في سيارتنا الكيا نحن الاربعة الى الخالص،رغم محاولة منعنا من السيطرة بسبب سيطرة المسلحين على طريق الخالص- بعقوبة في منطقة (الاسود), وصلنا الى مستشفى الخالص ووجدنا 11جثة مرمية على الصبة الكونكريتية في المستشفى في العراء، وبالقرب منها شرطي واحد يقف في باب الغرفة الخارجية في حديقة المستشفى, قمت بفحص جيوب القتلى واخرج منها الهويات واعطيها للرفيق اسعد يقرأها بالهاتف لرفاقنا في بغداد للتعرف على اسماء رفاق سعدون وكانت بين الجثث امرأة، ولم يكن بينهم احدا من رفاقنا وقال الشرطي ماذا تبحثون ان جماعتكم جثثهم باقية على الطريق وهذا موبايل وجدته قربهم في الشارع ونحن نحمل جثث هؤلاء الذين ماتوا بحادث الاصطدام, اما جماعتكم فلم نستطع الوصول اليهم لان المسلحين يمنعوننا من سحبهم ، قررنا الذهاب الى مخفر الشرطة وكان محصنا بالصبات الكونكريتية، بقيت في السيارة انا وأحد الرفاق, ودخل الرفيق اسعد ورفيق معه الى المخفر, وطلبوا من الضابط ان تذهب معنا مجموعة من الشرطة لإخلاء الجثث، امتنع وقال لأن جماعتي سوف يقتلون معكم لا نذهب ابدا،قالوا له سنذهب نحن وانتم جبناء، ركبنا السيارة وتوجهنا نحو العظيم، كل ذلك والاتصال جار مع قيادة الحزب في بغداد وعلى ما اعتقد كان مع الرفيق ابو دواد يتكلم معنا ومنعنا من الذهاب الى مكان الحادث وقال ارجعوا هذا أمر،لا اريد ان اخسر اربعة رفاق اخرين, اصررنا على الذهاب وقلنا لا نترك رفيقنا سعدون ورفاقه في العراء،وبعد خروجنا من الخالص باتجاه العظيم بمسافة قليلة اتصل الرفاق من بغداد، قالوا ارجعوا لقد وصل رفاق الطوز الى الشهيد سعدون ورفيقيه وحملوا جثثهم، وهم الان في طريقهم الى مقر الحزب في الطوز – عندها رجعنا وعند وصولنا ساحة مصطفى جواد في الخالص، لحقت بنا سيارة سوداء فيها مسلحون مسرعة نحونا ونحن متجهين الى بعقوبة، اتفقنا ان نركن السيارة وبسرعة على جانب الطريق ونوجه اسلحتنا نحو سيارتهم وحينها لم يطلقوا النار واسرعوا يمينا الى منطقة الخويلص وتحركنا بسرعة الى بعقوبة ووصلنا حوالي الساعة الثانية عشرة من ليلة 13/11/2004,
ليلة استشهاد بطلنا الشهم سعدون ورفيقيه، وحينها كانت بعقوبة بركان نار ومظلمة بلا كهرباء, هذه هي الحقيقة كما عشناها تلك الليلة، ولم ننسها ابدا.
خلد سعدون وعاش ابدا.
ومات القتلة وجلبابهم العار ابدا.