أُعيذُكِ الآنَ مِن قلبٍ بُلِيتُ بِهِ

ما لاحَ بابٌ لَهُ

إلّا وقد طَرَقَا

أُعيذُكِ الآنَ مِن عُمْرٍ

طَوَى حَزِناً أيّامَهُ

وعلى أوجاعِهِ انْغَلَقَا

أُعيذُكِ الآنَ مِن ماض

تُطاردُني اشباحُه

حيث سَدَّت حوليَ الطُّرُقَا

أنا نبيُّ الأغانِي

إنَّ مُعجِزَتي

أنِّي أُلوِّنُ -رَغْمَ الحُزنِ بي- الوَرَقَا

مشيتُ خمسينَ عاماً

طامعاً بغَدٍ ما مسه اليأسُ

لكنْ لم أزَلْ قَلِقَا 

وشوَّهَتْني بلادٌ

قالَ مَن سَرَقُوا أحلامَها 

سوفَ نُلقي لحمَكم مِزَقَا

فلا تَلومي فَتى ضاعتْ مَلامِحُهُ

و عُمرُهُ في دُروبِ الحب قد سُرِقَا

ولا تَلومي الحكايا

فهي زائفةٌ

وكلُّ ما قيل عند الشوق ما صَدَقَا

سأرحلُ الآنَ 

أوراقي أُمَزِّقُها

وأترُكُ الوطنَ المجنونَ مُحترِقَا

وأترُكُ القلبَ أيضاً

فهو يُتعبُني

عندَ الرحيلِ  بدمعٍ عاشقٍ شَرِقَا

فودّعيني 

فلا آتٍ يليقُ بنا

فكُلُّ ما سوفَ يأتي

طامعاً نَزِقَا

ولا تَلومي اصْطِباري 

لستُ أملكُهُ

في عالمٍ رغمَ كُلِّ الموتِ ما نَطَقَا

أنا وأنتِ 

وطَعمُ الحزنِ في فمِنا

حُلْمانِ قد جُمِعا لكن لِيَفْتَرِقَا

عرض مقالات: