«شيوعيون»
في مكتبة المثقفين
تتدلى اجسادهم مصابيحا في زنازين سجون الفاشية
توقظ الفجر من غفوته فيركض السجانون لحجب الشعاع
تصدح حناجر الحديد المربوط باعناقهم
(لبناء عالم جديد ولقبر مشعلي الحروب
في هدى اكتوبر المجيد سائرُ موكب الشعوب)
تضج قاعات السجن باصوات منفلتة من اسرها
تهرب عبر فتحات الزنازين الضيقة الى مديات الانعتاق
يحضنها العمال المكدودون
ويصنع لها الفلاحون أسرّة من سعف النخيل
تتسلل ثانية لتنام في مكتبة المثقفين
يمسحون عنها غبار الزمن
يصقلونها لتناسب العصر
لكنهم ينسون أصالتها ويتجهون يمينا
فتغرق في حشرجة الموت!
لهاث
الاختفاء في قلوب الامهات
ادخل هنا
قالت امراة لشيوعي مطارد
اشتدت التظاهرات
كانت ابواب بيوت البصرة مفتوحة
مثل قلب صبية عاشقه
تنتظر من تحب
دخلنا البيوت
اختفى بعضنا بأذينات قلوب الامهات
لم يستطع مفوض الامن فاضل الاسود
ان يدخل تلك القلوب
لان مصدات خفقانها عاليه
لكن لهاث المختبئين
وشوش بأذنه ان يعود