(تظهر البديل كإحدى المفردات النضالية في حقل الثقافة وتنضم، كضرورة 

 ثقافية الى صف النضال الوطني الذي يخوضه شعبنا من أجل حريته وكرامته)

من كلمة هيئة التحرير

 

بعد أربعة عقود ونيّف على صدور العدد الاول لمجلة البديل الفصلية التي اصدرتها رابطة الكتاب والصحفيين والفنانين الديمقراطيين العراقيين عام 1980، نعود اليها لنقلب صفحاتها ومراجعة بعض ما نشر فيها من مقالات ما زالت تحتفظ بنكهة خاصة نجحت في تسليط الضوء على الواقع الثقافي يومذاك الذي ما زالت انعكاساته على الحاضر واضحة وفاعلة في مختلف مفاصل الثقافة.

ضمن العدد مقال الشاعر ادونيس بعنوان المثيل والبديل، يحيي فيه طموح المجلة للخروج من المثلية وطرح المغاير، ويتهم ادونيس الثقافة العربية بمثلية تتناسل (وكأنها الواحد الديني، أو الواحد الايديولوجي، أو الواحد الكلامي، او الواحد السياسي.) *

وهذه المثلية تؤكد على الاستسلام والتكيف وهو ما نطلق عليه التدجين.

وسنحاول هنا اقتباس أهم ما جاء في مقال ادونيس لاطلاع القراء على الافكار القيمة التي وردت فيه.

يفصل ادونيس في مقاله ثقافة التدجين كما يلي *:

1- الاستلاب الوظيفي وهو ما يجعل الكتابة تنطلق من مسلمات واوليات، ومن هنا نجد ان الكثرة من الكتاب العرب وظيفيون، لا يكتبون أو يفكرون بقدر ما يبدعون ويبشرون، ولا يبحثون أو يتساءلون بقدر ما يدافعون ويسوغون. إنهم جميعا ينشرون ثقافة الدعوة والاعلام، أي ثقافة الحجب والتمويه، وبمعنى آخر، ثقافة القمع. ويصدر كل من هؤلاء عن موقف يزعم انه يملك الحقيقة، لذلك يصدر عن موقف مغلق واتهامي، يدين الاخر أو ينفيه. ومثل هذه الثقافة نفي للثقافة.

2- استلاب التبعية للنظام: للنظام هيمنة ثقافية شبه شاملة، بحيث انه يستوعب الكتاب، تحييدا أو تدجينا. ولهذه الهيمنة اشكال عديدة، عملية ونظرية.

العملية مثل تأسيس المجلات الخاصة التي يرصد لها اموالا ضخمة - او استيعاب مجلات قائمة - تلعب دورا اغرائيا في التدجين والاستتباع، يكاد أن يكتسب غالبية العاملين في الثقافة اليوم.

أما على الصعيد النظري، فان النظام يقونن الثقافة، اي يعامل النص الكتابي قانونيا كما يعامل المجرم.

وفي ختام مقاله يطرح ادونيس سؤالا جوهريا: ما البديل، في ضوء هذا السائد الثقافي؟                  

وفيما يلي ثبت الفهرس الذي يكشف اسماء الكتاب والفنانين الذين ساهموا في رفد العدد الاول بإبداعهم:

1- ادونيس.. المثيل والبديل 

2- محمود صبري.. التراث والمعاصرة في الفن

3- الياس خدوري .... عيون يقطعها السيف

4- مصطفى عبود ... الرواية العراقية في كتاب المستقبل

5- فالح عبد الجبار .... الافواه المغلقة

6 - شوقي عبد الامير .... يوجين كيفك

7- فائز الزبيدي ........ جذور الحجارة

8 - ابراهيم احمد ..... فقاعات

 9 - فاضل الربيعي .... البيكاجي

10 - موسى السيد ........الظلام

11 فيصل دراج ...نقد قصص العدد

12 - أٍسير نحو المجهول ... ميخائيل روم ترجمة عدنان مدانات

14 - فاضل العزاوي ...قصائد - أسئلة

 15- عواد ناصر ... مرثية الولد المهذب

 16- هاشم شفيق .... أقمار منزلية

 17- مخلص خليل .... محطات

 18- رعد مشتت ... ثماني قصائد

كما توزعت بعض التخطيطات والاعمال الفنية بين صفحات المجلة للفنانين:

 يحيى الشيخ، بهاء الدين احمد، آزاد أحمد، مالك المالكي، سليم عبد الله وقاسم المالكي.

ومن بين القصائد نختار مقطعا من قصيدة سعدي يوسف بعنوان خراسان

نحن لم نكترث للدعاة يهيمون في الغسق الفارسي

ولم نكترث للقرى العربية

لم نكترث للشيخ الذي يصلُ الله َ بالأرض

لم نكترث للنسيج المدمى

وكانت خراسان تولد

كانت خراسان توجدُ

سرية

وسرايا

وكانت خراسان تلتزُ في الكف

خضراءَ

سوداءَ

صفصافة ً

وحديدية ً....

يا بلادي التي لم تجد وجهها بعدُ

لم تقرأ القصبَ الفارسيَّ

ولم تضطرب في السماوات

.....................

....................

,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,

ملاحظة: الغلاف من تصميم وتنفيذ الفنان التشكيلي يحيى الشيخ.

*  مقال ادونيس المثيل والبديل، مجلة البديل عدد 1، سنة 1980 ص 16 وما بعدها.

عرض مقالات: