بعد صراعٍ عنيفٍ مع الأمواج، وصلَ القاربُ المطّاطي أخيراً الى الساحل. قفزوا وركضوا فرحين غير مصدّقين نجاتهم من الموت.. ارتمى سالم وهو مبلّل حتى النخاع فوق الرمال سعيداً بحياته الجديدة في بلد الأمان..

لم يمرّ سوى اسبوع على وصوله، حتى داهمته أزمة قلبية دخل على أثرها الى المشفى. لقد نجا من موتٍ آخر، وبفضل تطوّر الطب في بلاد الغرب. زرعوا له بطّارية لتشغيل قلبه الضعيف لحين استبداله بآخر سليم، وسينتظر الى أن يحصل على قلب من أحد المتبرعين بأعضائهم بعد الوفاة.

مضت عدة أشهر وحياته مرتبطة بشاحن البطّارية، حتى جاءه اتصال يحمل البشرى: (عليك الحضور غداً لإكمال الإجراءات القانونية، والفحوصات اللازمة لعملية تبديل قلبك).. كان ممدّداً فوق السرير في أحد الفنادق القريبة من المشفى، غفا مبتسماً، وهو لا يعرف انها رقدته الأخيرة، بعد أن فصل أحدهم شاحن بطّارية القلب، ووضع مكانها شاحن موبايله ليكمل (لعبة البوبجي).!!

عرض مقالات: