استضافت مدينة كيرافا، 34 كم شمال العاصمة الفنلندية، هلسنكي، مساء الاثنين 26 أيلول، الكاتب العراقي يوسف أبو الفوز في أمسية ثقافية، ادارها ببراعة مديرة مكتبة المدينة السيدة ماريا بانغ، وحضرها جمهور من أبناء المدينة وأصدقاء الكاتب، الذي وصف زيارته بأنها أشبه بالعودة لجذوره الفنلندية الأولى، فقد سبق له وعاش في المدينة للفترة 1995 ـ 2017، وعمل في مؤسساتها الثقافية، وعبر عن امتنانه كون المدينة، عندما غير محل سكنه، ودعته بحفل خاص مع تكريمه بمنحه شارة علم المدينة لمجمل نشاطه الثقافي والاجتماعي وعمله التطوعي.

في الأمسية تحدث أبو الفوز عن سيرته الأدبية، واهم محطاتها والمواضيع التي كتب عنها قصصا وروايات، وتناول بالتفصيل فترة استقراره ونشاطه الادبي في فنلندا، وكتابه (طائر الدهشة)، الذي ترجمه الدكتور ماركو يونتنين الى اللغة الفنلندية، وتحدث عن كون الهجرة واللجوء، وما يتبعها من موضوعات الهوية والانتماء والمجتمع المتعدد الثقافات، أصبحت أحد اهم المحاور في رواياته. وعن روايته الأخيرة (جريمة لم تكتبها اجاثا كريستي) أشار أبو الفوز، انها تناولت الجرائم المرتكبة بحق الانسان، كإجباره على الهجرة وترك وطنه، وبين ان الهجرة الواسعة في أعوام 2015 ـ 2017، من العراق، جاءت كرد احتجاج سلبي من شباب العراق الباحث عن الكرامة التي افتقدها في وطن سلبته منه حكومات المحاصصة الطائفية والفساد والمليشيات. وحين يبلغ الشاب اللاجئ لبلد اوربي مثل فنلندا، يعامل بعنصرية من قبل جماعات يمينية متطرفة تستخدم خطاب الكراهية. وبين ان الرواية حاولت تسليط الضوء على تأثير الهجرة على المجتمع الفنلندي ونشاط الجماعات العنصرية، وكتعبير عن الوفاء لمدينة كيرافا فأن الكاتب جعل أحد شخصيات الرواية يسكن فيها، ليقدم صورة أدبية عن المدينة والحياة فيها.

 وطرح جمهور الحاضرين جملة من الأسئلة التي تناولت محاور عديدة، تتعلق بموضوع الهجرة واللجوء وسياسات الاندماج، العمق الفنلندي في كتابات أبو الفوز واساليبه في البحث والكتابة. وكانت لفتة جميلة من إدارة المكتبة تقديم باقة ورد للسيدة شادمان، شريكة حياة الكاتب بمناسبة 24 عاما لعيد زواجهما الذي صادف في نفس الأيام، وفي نهاية الأمسية وقع الكاتب بعضا من اصداراته للحضور.

عرض مقالات: