(دع عنك ما في الأمر من سرِ

  أو ما عرفت مسالك الأمرِ

 فعلام تخشى.. من مماطلة

 في كل وعد لونها يغري

  قاوم جراحك فالدنى عجبٌ

إلاّ عليك.. السّر كالجهر

/ علي السبتي)

(*)

الشاعر الكبير علي السبتي: من خلال الكاتب (أبو مازن) محمد جواد

(أنت بموهبتك وادواتك الفنية هذه.... مؤهل لان تحتل موقعاً لافتاً بين شعراء جيلك (صارحه السياب وقتها) ...).

علي السبتي والذي ولد عام ١٩٣٤ (عام بهي) هو شاعر بالهواء الطلق كما تحدث عنه الروائي اسماعيل فهد اسماعيل رحمهما الله، فعلي السبتي الذي يعشق الهدوء بالرغم من صوته الجهوري، لذلك نراه لا يظهر بوسائل الاعلام ولا يتقدم الصفوف يوم تقام ندوة برابطة الادباء، لذلك اختزل جزء من حديقة الرابطة وتحت نخلة سامقة جعل كرسيه وكراسي ضيوفه، فما ان تدخل الرابطة حتى تلتفت الى يمينك كي تؤدي التحية تحية المقام، لمقام علي السبتي.

دائماً يقول شاعرنا الجميل انه الاساس في الشعر وليس الكم، فتراه مقلاً ولا يحب النشر، كما انه ليس كما اسلفت من اصحاب ومحبي السجادة الحمراء، فكان بسيطاً كشعره الذي تميز بالصورة المستمدة من واقعه الذي استخدم فيه الاسلوب القصصي والارشادي لتصوير واقعه الاجتماعي وصراعاته المختلفة.

كان السبتي من العلامات البارزة على الساحة الثقافية ومن الشعراء المتميزين ومن رواد المتمردين على الشعر العمودي لكنه ظل متواصل معه بالرغم من انه رفع راية التفعيلة.

مرت بحياة السبتي كثير من المراحل التي تميزت بعلاقات مع الشعراء العرب ولكن قبلته كانت دار الشعر والشعراء ومربد الخير وديوانها مدينة الفراهيدي.

فهو المقدس عنه حسين مردان والذي لا ينفك عن سيرته يوم تجمعنا الجلسات الخاصة به. ويوم الحح عليه اسماعيل فهد اسماعيل عن مثله الاعلى أو ما تحب ان تكون فقال ودون مواربة (السياب او الجواهري).

نعم الجواهري الذي التقاه مرات ومرات، والسياب الصاحب والصديق وان كانت المعرفة متأخرة لكنه لازمه بمرضه ورافق نعشه يوم غادر هذه الدنيا، فحمله على ظهر سيارته ليوصله ارضه وملعب اقدامه.

غادرنا السبتي في زمن غلبت فيه علينا فروض الحظر والمرض اللعين فغادرنا دون ان نودعه.

احبتي اهلي زملاء الدرب اشد على اياديكم وابارك لكم هذا الجهد المتواصل..

(*)

الشاعر قاسم حداد: الشاعر علي السبتي يزودني بطاقة المحبة كلما ألتقيته

(1)

في زيارتي الأخيرة إلى الكويت. منذ سنوات، افتقدته بين الحضور، كان الشاعر علي السبتي يحرص على كافة فعاليات شباب أدباء ومثقفي الكويت، فأبديت رغبتي في زيارته، غير أن أحد الاصدقاء أن السبتي في وضع صحي لا يسمح بزيارته.

(2)

كنت تعرفت عليه شخصيا في منتصف سبعينيات القرن الماضي، حيث مجلته المعروفة (اليقظة) التي يغلب عليها الطابع الثقافي، ضمن مواد تعنى بالجوانب الفنية والمجتمعية. كلما زرت الكويت وقتها أحرص على ملاقاته، فله طريقة حميمة محببة في الحديث عن الشعر، ولعل كتابه الشعري المبكر (بيت من نجوم الصيف) شكل لنا في البحرين تجربة فنية تحاكي الطموح الأدبي لحركة الأدب في البحرين. وظني أن نزوع السبتي القومي التقدمي جعله قريبا من حركة الثقافة والأدب في المنطقة العربية

(3)

وصارت تجربته أكثر قربا من تجربتنا عندما عرفنا عن علاقته الشخصية بالشاعر العراقي بدر شاكر السياب، خصوصا بعد مرافقته لجثمان الشاعر والمشاركة في تشيعه بقريته في جيكور البصرية. ذلك الموقف الانساني النبيل، جعل من علي السبتي أيقونة أدبية وتاريخية يندر مصادفتها في ذلك السياق

(4)

لا أذكر أنني تحدثت مع السبتي عن تجربته مع السياب، ربما كان كل منا يحتفظ بتلك التفاصيل في الروح. وبقيتُ أتزود بطاقة المحبة التي يمنحني

اياها السبتي كلما ألتقيته.

(*)

 الناقد والكاتب فهد توفيق الهندال والشاعر علي السبتي 

 عندما تلتقي معه، يقيم لك، أيا كان مقامك، وزناً بما يفوق وزن الذهب، يضمك بحنانه الرحب، ويفسح لحديثك فضاء العقل ونقاء القلب، لترحل مع دخان سيجارته إلى ماضيه البعيد، فتقترب من دقات قلبه العتيد، الذي راقب الزمن بكل أفراحه وأتراحه... ما زلت احتفظ بهديته الغالية لي، كتاب «النثر الفني في القرن الرابع» لزكي مبارك الذي جاء بعد نقاش عابر في إحدى جلسات المنتدى، حول قضية الكتابة النثرية وتوظيفها إبداعياً كلغة أكثر منها سرداً، فما كان منه– حفظه الله– إلا أن أحضر لي هذه الهدية الغالية والباقية في اللقاء التالي، وهي نســـــخة قـــــديمة جــــــداً – طبعة 1934 – ومــــن مكتبته الخاصة التي لم يبخل بـــــها على أحد من جيله أو من جيلنا..

 (*)

شهادات ...

(.. فأنا كويتي عربي، مسلم، أحترم كل الآراء والمذاهب، ولكن أؤمن بأفكاري)

الشاعر علي السبتي

(ذات يوم أخبرني الشاعر الكويتي علي السبتي أن بدراً سيأتي إلى الكويت للعلاج بعد مرض عضال أصابه، فاتفقنا على أن نستقبله في المطار، وذهبت في الموعد المحدد لوصوله إلى المطار، كان يبتسم ويبدو مرحا، لم يكن يستطيع المشي، ساعدناه على الوصول إلى الأرض حملاً، وانطلقنا به إلى المستشفى الأميري، وفي المستشفى كان يزوره الشاعر علي السبتي ويشرفُ عليه)

المناضل والمثقف الفلسطيني ناجي علوش

(في القراءة الشاملة لأشعار علي السبتي سنجد التواصل الدرامي واللغوي جنبا إلى جنب)

الناقد الدكتور محمد حسن عبد الله

(لا تخلو قصائد علي السبتي من أسلوب التكرار الذي يأتي به لدعم إحساس معين أو تصوير موقف محدد)

الكاتب سالم عباس خدادة

(أكثر من أهتم بكتابة القصيدة الحديثة وفقا لصيغتها المتفق على تسميتها بقصيدة التفعيلة من الشعراء الكويتيين آنذاك هم أكثرهم التصاقا بالشاعر بدر شاكر السياب إبان إقامته في الكويت وهما محمد الفايز وعلي السبتي)

الشاعرة سعدية مفرح

(أن شاعرنا السبتي عاش تجربة التغيير الاجتماعي في الكويت فهو بحق من جيل مخضرمي الكويت. عاش حياة الكويت القديمة بكل ثبات الواقع الاجتماعي... وأهم من ذلك كله إدراك شاعرنا لحقيقة الصراع التقليدي المشروع بين المحافظين وجيل الشباب المنسجم بطبعه مع حركة التجديد)

الدكتور عبد الله العتيبي

(علي السبتي، يعتبره كثيرون بمنزلة المرجع الأوثق عن السياب في الكويت)

الإعلامي والباحث حمزة عليان

(*)

السبتي بعينيّ إسماعيل فهد إسماعيل

مقداد مسعود

ما أن كُلف إسماعيل بالكتابة عن السبتي: حتى أشهر فخره بهذا التكليف (مدعاة شرف واعتزاز أن أكلف من جانب رابطة الأدباء في الكويت أن أعد كتابا عن شاعرنا الجميل علي) والسبب هو المحبة المصفاة بين الروائي إسماعيل والشاعر السبتي، ومبادرة الرابطة نابعة من الوفاء الخالص للمنصات الأولى في الثقافة الكويتية، وكذلك الدعوة إلى تأثيل ذاكرة خاصة في هذا السياق.

(*) 

يعلن إسماعيل من جهة أخرى وهو يرسم بقلمه صورة جانبية للسبتي: (فهو مقل ٌ في كلامه كما في شعره).. ويكون اشتغال إسماعيل كالتالي، فهو يوزعه في أربعة مفاصل: قراءة خاصة للعناوين/ قراءة الإهداءات/ الوقوف عن المضامين/ المنظور الفني. وهناك ملحقات: الأول يشمل مختارات من قصائد الشاعر علي السبتي. أما الملحق الثاني فيتكون من مختارات من مقالات مكتوبة عن شعر السبتي. كقارئ نوعي أشهد ُ أنني قرأت ُ موسوعة ً صغيرة ً عن الشاعر الكبير علي السبتي. أنني أمام تحاور نصي مشترك بين قامتين كبيريتين: الروائي إسماعيل والشاعر السبتي

عرض مقالات: