في قصيدتهِ "في وداع أم نجاح" يرثي شاعرُ العربِ الأكبرُ (الجواهريُّ) زوجتَه آمنة (أمونة) جعفر الجواهريّ (أم نجاح)، التي انتقلت الى رحمة الله عام 1992 ، والتي ترقد بجانبه في مقبرة الغرباء بالسيدة زينب في سوريا. القصيدة مكتوبة على شاهد قبرها. يقول في مطلعها:

 ها نحنُ ، أمونةً ، ننأى ونفترقُ

والليلُ يمكثُ والتسهيدُ والحُرَقُ

 وقد كتبْتُ حينَها بضعةَ أبياتٍ، أخاطبُه فيها، إذ قلْتُ:

 يا ابنَ الفراتينِ ، لنْ تنأى بكَ القدَمُ

لا الليلُ يمكثُ، لا التسهيدُ لا الحُرَقُ

 يا ابنَ الفراتينِ، فالدنيا إلى صِغَرٍ

حربُ المسافاتِ في أيامِنا رَشَقُ

 الجمعُ يمضي، ويأتي الغيرُ يوصلُهُ

عِرقـاً فعِرقـاً ، و نارُ الحرفِ تأتلِـقُ

 والصـابرون على البلوى شِـتاتُهمو

جمعٌ، وإنْ حُشِّدَتْ في حربِهمْ فِرَقُ

 يا ابنَ الفراتينِ ، ما زادَتْ و لا نقصَتْ

تلكَ الأمانيْ، لها في القلبِ مُحتَرَقُ

 قد حمَّلتْنا صـواريها مُنـازلـةً

ما بينَ أمواجها طوْقٌ ومُخْترَقُ

 أنْ نستفيقَ وهُوجُ الريحِ راحلةٌ

وأنْ نُصبِّحَ في الآفاقِ ننطلـقُ

 وأنْ نُمسّيَ ، والأقمارُ في كَبِـدٍ،

وفي الكؤوسِ خمورُ الحبِّ تندلِقُ

عرض مقالات: