بينما كنت أسمعُ سيلين ديون وأغنيتها ( أنا على قيد الحياة( I am alive  هذه الأغنية هي الأكثرُ رواجاً للأمل وتمشدقاً بالحب والحياة من أغلبِ الأغاني . ترى بها الرقص والشعر والجوهرة ، تشعر كأنها المغنطة وأنت معدنها الأصيل . حين تسمع الأغنية سيتغلغل تأثيرها المباشر في النفس الباطنة، علاوة على تحريرك من إرتباط الجسد. تتسامى روحك في الصعود الجنوبي للنغمة تارة وهبوطه الشمالي حيث طقوس الجبال ونسائمه الباردة . أما قصيدة الأغنية النثرية عبارة عن لغة العقل والحكمة، وما موسيقاها سوى لغة الوجدان النقي وصفاء الزبرجد . سيلين أسّرت قلوب العالم في أغنية فلم تايتانك . أما في هذه الأغنية فسيلين تعطيك جناحين get wings فتطير عبر حدائقٍ جوراس، تشعر من أدائها أنك بعيد عن رهاب السياسة والكوفيد 19، أنك تتنفس زفير الورد وياسمين البيوت، برئتين مفتوحتين ، أو أنك تشربُ ماءاً قراحاً عوضا عن ماء العراق برائحتة الخثة . وفي عذوبة هذا النسق الموسيقي حتى المقطع الذي تتباهى به سيلين بحبيبها فتقول ( أنكَ جعلتني إمرأة( Made me Woman  وبينما كنتُ منشغلاً بين ضوء الكلمة واللحن ومضاهاة حنجرة سيلين لغيرها، دخلَ عليّ ضيفان صديقان من الزمن البهي ، فقلتُ : نحن إذن على قيد الحياة وفي دائرة ماقالتهُ سيلين ديون، رغم الإنشطار والتباعد والإغتراب والهلاكات التي مرت بنا، لكنها لم تجهز علينا بالكامل، بل أكرمتنا بقيد الخفقان وحب المعشر وهدفيّة الحديث والثرثرة أحيانا تلك التي لابد منها. ضيفان رشيقان بلا كروش ليس كما هو المعتاد لدى أغلب العراقيين، وجدتهما بتلك السوناتة المعهودة لذلك العهد الأخضر والمترف، ورغم الأهوال التي مرت بنا لكنهم باقيان لذيذان كما برتقالة تقشرت تواً وأنضحت بطيب نكهتها. كلاهما مهندسان تتوّجا بالتقاعد، أحدهما كان مديرا لدائرة كهرباء السماوة ( فاهم الخاقاني ) والآخر كان مديرا للتخطيط العمراني في السماوة ( يحيى سيد جودة) . فمِنذُ ما كان الزمان على سطح الجيرا ، بقيتْ هذه الأخوّة وجاءت تردد ( طيري ياطيارة طيري / ياورق وخيطان / وينساني الزمان /على سطح الجيران  .(

عرض مقالات: