زهير الدجيلي وداعا..

 يمته تسافر يا گمر

وأوصيك

والوادم .. الترضه النشد .. تدليك ..

گالولي نيتك صافيه

وولايتك متصافيه

وگبلك ردتلي مسافر اليندل هلي

صار العمر محطات

عديتهن مامش عرف

يا فشلة الملهوف الما يندل هله

يا عيني .. يا جنة هلي ..

يا روحي .. يا جنة هلي ..

 عصر يوم الخميس الثالث من آذار لسنة 2016 توقف قلب الشاعر العراقي الكبير زهير الدجيلي في أحد مستشفيات مدينة الكويت..

عاش غريباً في بلده العراق ومات غريباً في الكويت..

يذكر غربته كثيرا في أكثر اغنياته الخالدة في ذاكرة العراقيين حيث يقول في أغنية " يا نجوى " التي غناها المطرب سعدون جابر: -

حرامات .. حرامات ..

حرامات العمر من ينگضي إبساع

حرامات ..

يضيّع الهوى وساعات الوداع حرامات ..

وهو هنا يصف حالة الضياع التي كان يعيشها أغلب العراقيين في تلك الفترة من تاريخ العراق السياسي

ويقول أيضا في أغنية " مغربين" التي غناها المطرب ياس خضر: -

مغربين وين اهل الهوى

والشوگ بگليبي دوه

ليل ايلم طاريكم

وانتم جزيره وهيمه

مشيت دنيه اعليكم

عاشگ يدور بظيمه

حنيت واترجه

اترجه دليلي وعيني

بلچن عذاب إفراگكم

بهداي من ياذيني

بلچن يحن حاديكم ..

يومين

ها يوم إنگضه

وها يوم حس النايحه

وروحي اعله طارف داركم

غيمه إعله ساعه ورايحه

تانيتكم طير غريب

وعينه نجمه إبغيمه

ما تدري يا ساعه يجي

إيساگي الوداد بديمه ..

غربة زهير الدجيلي كانت غربة قاسية بكل معاني الكلمة، أن تكون غريبا بين اهلك وناسك فهذا من أقسى الأشياء على الإنسان، غربة الهوى والأفكار والثقافات والانتماء للوطن بالقلب والروح أمام كلاب مسعورة لا تعرف غير نهش لحوم حمائم السلام، غربة مثل هذه لا سبيل للخلاص منها سوى بالابتعاد عنها وعن وكرها فكان أن ترك العراق..

زهير الدجيلي كان يبكي ذكرياته في كل لحظة وساعة وهذا واضح في أغنية " هوى الناس" التي غناها المطرب سعدون جابر حيث يقول: -

عيني يا عيني

يا عيني .. يا هوى الناس ..

قداح

وشموس

وعصافير

يا ليل ومعاشر  نواطير

مرات ياخذنه الهوى

ياخذنه الهوى إثنين

ومرات تنسانه الدواوين

ومرات نسأل عالوفه وين

لكن هوانه

يا هوى الناس

مكتوب بگلوب المحبين

يا عيني

يا روحي

هوى الناس ..

وكذلك يبكي دماً حین یكتب أغنيته الرائعة " أرد اجيكم " والتي غناها أيضا المطرب سعدون جابر حيث يقول :-

عازت ايامي فرح واتريدكم

وهاكثر گلبي يلح ويريدكم

وإعتب عليه

واگله الليل عده

ما أظن تلگاهم بذيچ الموده

إيگلي روح

ولو رحت يا گلبي هم تنفع الروحه

إيگلي روح

الطير من يبعد

يزيد الهجر نوحه

أرد اجيكم .. أرد اجيكم ..

زهير .. تُری هل تراﺀت امام عينيك عصريات بغداد وأنت تودع الحياة؟؟

هل جاءت عند سريرك النجوم لتسامرك وأنت تلفظ أنفاسك الأخيرة

هل حمل القمر رسالتك الأخيرة لأهلك وتراب عراقك المعجون بدمك؟؟

أنا على يقين بأن:

أشواگ العمر هاجت عليك البارحه

وحنيت لتراب وطنك

بأكبر همومك وآلامك

متأكد بأنك حنيت حنّة غريب ويذكر احبابه بعد غيبه وسفر

أنا على يقين تام بأن حنينك لوطنك كان يشبه حنين الصيف حين يداهمه الشتاء ليركض ويحتضن الأشجار محملا بحزنه، أنا على يقين أن حنينك للعراق يشبه حنين الأرض العطشى لحبات المطر..

رغم غربتك تلك لكن عراقك كان حاضرا في روحك يعاشرك في وحدتك هو ونجوم سمائه الرايحه..

النجوم الآن تحمل نعشك نحو راحتك التي كنت تنشدها، كلها أتت ولم تبق نجمة رايحه إلا وحضرت عندك ..

حتى طيورك الطايره جاءت وحطت عند سريرك وهي تغني لك إحچايات اهلك، صيف العمر جاء هو الآخر حاملا لك معه نسمة من نسمات وطنك لينبتها في صدرك عسى أن تمنحك بعض الحياة تتغذى بها هناك في رحلتك تلك..

انتهت المحطات أخيراً وانتهت معها رحلة التغرب والتشظي الطويلة التي عشتها..

مات زهير الدجيلي

مات شاعر أغنية محطات

مات صوت الطيور الطايره

مات حبيب نجوى تلك الطالبة الجميلة التي أسرت روحه بقميصها الأبيض وتنورتها الزرقاء

مات غريباً مثلما عاش غريباً..

عسى أن تجد هناك (الوادم التي ترضه النشد وتدلّك على نيّات أهلك الصافية)..

لروحك الجميلة كل الحب والسلام والطمأنينة..

عرض مقالات: