بدعوة من رابطة الانصار الشيوعيين العراقيين في الدنمارك وبمناسبة عيد رأس السنة الأيزيدية أُقيمت في بيت النخلة (مقر تيار الديمقراطيين العراقيين) امسية ادبية للكاتب والروائي حمودي عبد محسن صاحب الاصدار الاخير (رواية حب في ظلال طاووس ملك).

وبعد الترحيب بالكاتب حمودي عبد محسن، قدمت رابطة الانصار الشيوعيين العراقيين تهنئة الى الاخوات والاخوة الأيزيديين بمناسبة عيد (سه رسال) في كلمة جاء فيها: (نتقدم لكم بأحر التهاني واجمل الامنيات بمناسبة عيد رأس السنة الايزيدية معلنين عن تضامننا الكامل معكم في التخلص من الاثار المؤلمة التي تعرضتم لها من قبل العصابات الارهابية المجرمة من قتل وخطف وتشريد، وفي الوقت الذي نتطلع فيه الى اليوم الذي ترفع فيه هذه المعاناة عن كاهل الناس الابرياء، فأن الانصار الشيوعيين يرفعون الصوت عاليا من اجل تحرير ما تبقى من المخطوفات والمخطوفين ومن اجل عودة النازحين الى قراهم ومدنهم ونطالب الحكومة العراقية بتوفير الظروف الملائمة لممارسة حياتهم الاعتيادية في وطن يحمي جميع مواطنيه).

بعد ذلك قدّم الكاتب حمودي عبد محسن تهنئة الى كل الأيزيدين بهذه المناسة، ثم بدأ حديثه الذي قسّمهُ الى محورين، حيث تناول في المحور الاول الجذور التاريخية والفلسفية للديانة الايزيدية مسلطا الضوء على التقاليد والعادات والوقائع والاساطير على مر الأزمان، فكان حديثا معرفيا و شيقا خاصة في ما يتعلق بالمقارنات بين آلهة الشعوب القديمة والطقوس التي تتشابه في احيان كثيرة وطبيعة العلاقة بين هذه التجمعات من البشر.

ثم انتقل الكاتب الى المحور الثاني الذي تحدث فيه عن روايته الاخيره (حب في ظلال طاووس ملك)، والتي قال عنها: بأنها اخذت من الوقت ما يقرب من الخمس سنوات، حاول فيها ان يدرس ويبحث ويجمع المصادر حتى انجز هذه الرواية التي اهداها الى الأم الأيزيدية قائلا: اليكِ انتِ ايتها الام الأيزيدية التي حملتِ عذابكِ في اكثر من اربعة عشر قرنا، وحملتُ أنا هذا العذاب في الليالي الطويلة العميقة كي اكتب هذا السفر الذي كلفني كثيرا، كلفني جهدا وسهرا، وأنا اتعايش مع نبض الدماء الجارية في العروق، اتعايشُ مع تلك الصرخات الخالدة التي تفزع الحجر، وتحزن الشجر، وتبكي القمر. أجل، ذلك كلفني كثيرا، وأنا اردد مع نفسي: أيعقل أن يكون هؤلاء الطغاة الاشرار بشرا؟!............... الخ الاهداء.

كُتب عن هذه الرواية الكثير وقيل عنها الكثير، انها قصة حب خالد وقصة موت عظيم وقصة شعب راسخ الجذور، من يقرأها يشعر بمتعة العلاقة التي ابتكرها الكاتب بين الواقع والخيال.

وبعد ان انتهى الكاتب من كلامه، دار بينه وبين الحاضرين حوار لذيذ ومفيد استمتع به الجميع لما فيه من مداخلات اضافت الكثير من المتعة والحيوية الى الامسية.

وبعد ختام امسية الروائي حمودي عبد محسن الجميلة، استمر الاحتفال بمناسبة عيد رأس السنة الأيزيدية حتى ساعة متأخرة وساهم فيها الجميع في الغناء والفعاليات الاخرى التي اضفت على الاجواء المحبة والتآخي والشعور بالمصير الواحد لكل ابناء شعبنا الذين يطمحون في حياة كريمة في وطن يسود فيه مبدأ المواطنة بغض النظر عن الانتماءات الاخرى.

عرض مقالات: