مثل خبز الأرياف ..

– نحنُ أهل الجنوب –

نخرجُ من تنانير أمهاتنا

… ساخنين

لأجل أنْ نليق بفم الحياة !

إننا – في الجنوب –

نأكل الخبزَ حتى يعيش بنا

لا نعيش به …

ونحرّم ذبح دجاج البيوت ..

هل يهون علينا : نربّي ونذبح ؟

كيفَ يهون ؟

وكلاب الجنوب .

وحدها تتقن الاعتذار ؛

تنبحُ الضيف وسط الظلام .

وتمسحُ أذياله في النهار !

ولذا . نحنُ أهل الجنوب

– حين نغتربُ –

تتجمع أوطاننا ، مثل قبضة كفّ

وتنبضُ تحتَ الضلوع !

نحنُ الكسالى

لم نزرعْ تفاحاً ..

ولهذا .

أجّلنا أكل التفاح .. الى الجنّة !

في الغربة . نبكي ..

والدمعةُ ماءٌ مسجون ..

ينتظر الحرّية

مِن حزنٍ .. قادم !

تغربتُ في مدنٍ ، لا تردّ السلام ..

وأنا لا أبالغُ واللهِ

حتى المرايا هناك .

تزيّف وجهك أنت:

ففي الصبح تحلقُ لحية غيركَ

وتمشّطُ شعر سواك !

وأنا – حتى في الغربة –

لا أبحثُ عمّن أعرفهُ

بل . عمّن يعرفني !

تتذكرنا أيام ( الحزب ) الأولى

في محلتنا ( الفيصلية ) ..

حيث الأبوابْ

– نصف المفتوحة

في نصف الليل – ..

.. لأجل المنشورات !

وحين نزور الحسين :

نفكّ صرّة الحزنِ

بوجه الضريح …

نبكي – يقولُ والدي –

… لنستريح .

فالشرقُ دمعتان :

للحسين – يا بنيَّ –

… والمسيح !

أخبرني ( طه باقر )

– الأسماء تؤنث ، في سومر ، :

( أنخيدونا). وتُذّكـــر ( أنخيدو )

– أو ( أنكيدو)  –

يا صاحبة الحانة. أنكيدو … مات .

فلنرفع ، في صحته ,

….. نخبَ الغائب !

وأخبرني جنديّ .

– مثلي في السبعين –

ولم يُقتل بعد :

حتى بين رصاصات الجنود

رصاصات محظوظة :

تلك التي تُخطىء أهدافها

ورصاصات تعيسة :

تلك التي ترتكب أمجاد الحروب !

  • وأنا لم أذهب يوماً للحرب .

ولكني أعرفُ :

ما يدعى نصراً –في كلّ حروب التاريخ–

لا يعدلُ نصر الأمّ

تحدقُ في المولود .. الخارج تـوّاً!..

عرض مقالات: