"بصمات متفردة، وعطاؤه زاخر بالابتكار والاكتشاف والاحلام كذلك. فيصل لعيبي.. هو ذاته لوحة استثنائية لا يمكن ان تماثلها لوحة اخرى.. لذلك صارت معارضه من اكثر الظواهر الابداعية تألقاً وحضوراً بوصفها تكتنز بعقل خصب ورية جمالية باذخة في دهشتها وعوالمها النادرة" (ثقافة).

لم تتوقف رحلة الفنان فيصل لعيبي الإبداعية لحظة على الرغم من ألازمات السياسة والغربة التي عانى من مضايقاتها فنيا وإنسانيا، لكنه لم يغض النظر لحظةً عن فلسفة التوأمة بين أهمية العلاقة بين الفن والحياة والتي تتطلب الحفاظ على مسألة التواصل مع الزملاء وألاصدقاء وعلى المستويين الحرفي والشخصي لبلوغ الفن التشكيلي مستوى الإرث الثقافي والحضاري لمجتمعه والإرتقاء بمسؤولية الوقوف للدفاع عن قضاياه الوطنية.

قبل أيام حلت الذكرى الـ( 50 ) لأول لقاء تعارف بالفنان التشكيلي القدير فيصل لعيبي. خمسة عقود مرت وليس من مفر للحديث بهذه المناسبة عن سرديات حرفية وفكرية وسياسية، هموم الوطن والثقافة وذكريات ومشاعر جمعتنا.. فالعلاقة بالفنان فيصل كانت ولاتزال موضع اهتمام، جانب كبير منها مليء بالكثير من اللقاءات والنوادر الممتعة.. هي سفر فنان مثابر، كانت ممارسته للفن التشكيلي منذ البداية تتوج بنجاح معارضه العديدة والفريدة، ذات الدلالات الفنية المميزة من ناحية الشكل والمضمون والأسلوب. أسلوبه الفني الرفيع، أصالة ومستوى، جعله في وقت مبكر قبلة رواد الفن من عراقيين ومحبين.

أعماله تمثل بحق الفن العراقي الأصيل. مستلهماً أو مكملا لمنهج جواد سليم بوصفها مدرسة تشكيلية عراقية معاصرة، اللون وطعم بيئة المكان الذي نعيشه حاضراً، من تراث وادي الرافدين بأكمله، مرورا بالواسطي وألف ليلة وليلة (نحت ورسم وأساطير وشعر ونثر) متنقلاً بين فرائد الفن العباسي ضد حالة الجمود السائد، يكشف النقاب تراثياً عن سميائيات اللغة وأهميتها في فن الرسم في وادي الرافدين التي لازالت حضارته العتيقة تمدنا بالرقع الأثرية كالصحون والطاولات والصواني وطرق تقديم الأطعمة. وهذا يحسب للفنان لأنه حاول التفرد من منظور ،عبرت عنه المدرسة البغدادية بشكل مثير، ينسجم تماماً مع أسلوب رسمه بشكل واقعي بهيج. 

كان من مؤسسي الرسم للأطفال وأفضل رسامي العراق ،الذين أبهرت أعمالهم وطرق رسمهم للسيناريوهات والأغلفة الكثيرين,

وقد سافر خارج العراق بسبب الوضع السياسي المزري في البلد ودكتاتورية السلطة السابقة وأصبحت الهجرة إلى الخارج ضمانا للحفاظ على ألارواح.

فيصل العيبي أصبح قدّيساً للفن العراقي.

يرسم بالحبر والفحم وبالألوان المائية والزيتية والأكريلك ومازال يتواصل .

عرض مقالات: