النص الشعري الشعبي موقف اجتماعي وانساني بتعابير منظومة بلهجة عامية.. ومفردات يومية..تحقق للذات المنتجة(الشاعرة) حضورها وتسييدها مجتمعيا..كونها تعبر عن الوجدان الذاتي والذاتي الجمعي قيميا وسايكولوجيا.. وقد برزت اسماء شعرية كان لها حضورها وأثرها الابداعي فتجاوزت محليتها مخترقة الآفاق فحققت انسانيتها ووجودها ابتداء من الحاج زاير الدويج وابو معيشي وفدعة الشاعرة..مرورا بشعراء الحداثة مظفر النواب وعريان السيد خلف وجمعة الحلفي وطارق ياسين وناظم السماوي وعلي الشباني... وانتهاء بشعرية المرأة بعد ان اصبح الشعر مصدرا من مصادر المعرفة الانسانية نتيجة الانفتاح الحضاري والثقافي..فكان صوت الشاعرة لميعة عباس عمارة واحلام الزيدي وايمان مجيد الخيون التي سجلت لحظاتها المؤنسنة للطبيعة ومكوناتها ..
عليك الروح تسألني ولا بت
واظن ما بقه بدلالي ولا بت
انهجم حيطانها روحي..ولا بت البقه بجفاك اليه.
فالنص بمجمل دلالاته يعكس الحالة النفسية والشعورية بعمق دلالي يتداخل والسياق الجمعي بقدرته التعبيرية المختزلة لتراكيبها الجملية المترجمة لمشاعر واحاسيس المنتجة(الشاعرة) وانفعالاتها ببناء درامي وحوار منولوجي ذاتي.. اضافة الى انها تنتقي مفرداتها اليومية من الواقع الاجتماعي فتمنح متلقيها متعة الشعر ولذته من جهة ومنفعته الجمالية
257
المتسائلة والمحركة للذاكرة من جهة اخرى.. فضلا عن اعتمادها التشبيه الحسي الكاشف عن امتلاكها نظرة مجتمعية والتوحد معها عبر مشاهد شعرية مكتظة بالافكار المتشكلة فنيا بصياغة مضامين تقتضي العقلانية التي تفضي الى انسانية هذه المضامين وتكشف عن وعي شعري...
حزن يامثكل الاحزان من تلتم
حزن يشكي الحزن ودموع ما ترحم
او كلب مخنوك بالعبرات..وبونه الجثير محزم تحزم
يغم راي الوكت حملني عجله هموم
هم يتجه فوك الهم
حزن روحي وحسرتي او جوية الدمعات
عالخد من يطيحن دم
يا وني وحسرتي او ياكوات الروح..صعبة وعيب تتثلم
فالنص يكشف عن تجربة واقعية(واقعية الفقد) بمخزونها الشعري المكتظ بالصور المجازية المتأتية من الواقع المتشظي برؤية واعية.. فتكشف عن التفاتة الذات المنتجة للتعبير عن ازمة نفسية مقترنة بواقع مأزوم..فضلا عن التصدي للقلق الذي يدفع لخلق تراكيب عقلانية في لحظة من الزمن وتقديم تجربة تنطلق من الاطار الجزئي وتبلغ غايتها بنموها الشعري السردي ومعانقة الذات الآخر واستفزاز ذهنينه للكشف عما خلف الصور التي تسهم في بنائها رموز تكشف عن عمق انفعال المنتجة(الشاعرة)..كون الرمز يستنطق الظواهر وينال منها...
وبذلك قدمت الشاعرة نصوصا تتنفس نبض الحياة بموجوداتها..مع مواكبة الواقع الانساني بلغة متكئة على المشاهد المشبعة بالدلالة الموحية باجوائها المحركة للحواس الشعورية..