بكم تزدهي الدنيا ويعلو بناؤها  ...   ويخفقُ فوقَ الرافدينِ لواؤها

 

بكمْ تورقُ الآمالُ رغمَ جفافها      ...  فمنكم سيجري ماؤها وغذاؤها

 

بكم ساحةُ التحريرِ يزدادُ زهوها  ...     وتسترجعُ الذكرى و يعلو نداؤها

 

لقد أبرقتْ فالسيلُ لابُّدَ قادمٌ   ...    ليجرفَ أوراماً تفشى وباؤها

 

وعاثت بأرضِ الخيرِ والعلمِ والتقى  ...   فساداً وإجراماً عسيرٌ شفاؤها

 

لقد سرقوا أحلامنا وانتماءَنا   ...  وضنوا بأنَّ الناسَ سهلٌ شراؤها

 

وضنوا بأنَّ الصابرين وصبرَهم  ...    سيمضي ويبقى كذبُها وافتراؤها

 

فهبتْ ملايينُ الجياعِ، وصوتها    ...  تعالى، فقد ملَّتْ وخابَ رجاؤها

 

لقد أبرقتْ والرعدُ هزَّ جذورَها  ...   وأسقطَ دعواها وبانَ خواؤها

 

تكشفت الأهدافُ وانزاحَ سترُها    ....  وأُخرسَ مبحوحَ اللهاثِ عواؤها

 

بني وطني تالله ما بتُّ ليلةً   ...   هنيئاً، وفي بغدادَ تغلي دماؤها

 

أهبُ كما الملدوغِ من غفوةِ الكرى ...  لأسألَ عن بغدادَ: هل خفَّ داؤها

 

هل استرجعتْ أيامُ تموزَ طعمَها  ...    وهل فارَ فيها مجدُها وانتماؤها

 

ثمانونَ عاماً ما فقدتُ خلالَها   ...   يقيني بأنَّ الأوفياءَ دواؤها

 

وإنَّ شبابَ الرافدينِ إذا انتخى   ....  يضيقُ على الطاغوتِ حتى هواؤها

 

بني وطني، ما خابَ من كان واضحاً    ... صدوقاً كقرصِ الشمسِ ثَرٌ عطاؤها

 

بها الدفءُ والنورُ العظيمُ لكي نرى   ...   جحورَ الظلاميينَ كيف انطفاؤها

 

وكيف يلوذُ الظالمونَ ببعضهم   ...   فلم تحمِهم "خضراؤهم " وبناؤها

 

بني وطني، يا رفعةَ الراسِ حاذروا  ...   فبعضُ أساليبَ اللصوصِ احتواؤها

 

فلا تغفلوا عن فاسدٍ ضاعَ لونُهُ   ...    له ألفُ وجهٍ لا يبينُ طلاؤها

 

أعيدوا لبغدادَ الحبيبةِ وجهَها  ...  وخضرتَها من بعد ما غاضَ ماؤها

 

لكم كلُ عمري، كلُ تاريخٍ شيبتي   ...     فداءُ نجومٍ لا يغيبُ سناؤها

 

عرض مقالات: