(ونحن من منفى الى منفى
ومن باب الى باب
نذوي كما تذوي الزنابق في التراب)
عبدالوهاب البياتي
...والفنان جعفر حسن الذي ينظر الى الموسيقى بانها احدى الطاقات الجمالية الخالقة للذة المحلقة بسامعها في فضاءات الخيال الحلمي ..السابحة في ثنايا الوجود الكوني..وهي تعانق الفاظا شفيفة معبأة بالهم الانساني وطموحاته المشروعة..من خلال تجارب ملتصقة بظلال الوطن اطلق عليها(الاغنية السياسية) التي رافقت الحراك السياسي وحققت انتشارها الجماهيري واضافت للمكتبة الغنائية والموسيقية اثراءات لحنية معانقة ومسايرة للمرحلة التاريخية التي تجتاز كل بلد..فكان صوت ام كلثوم وعبدالحليم حافظ وفيروز والشيخ امام ومارسيل خليفة أصوات تصدح للثورة والحرية..اضافة الى كوكب حمزة الذي انطق العود وجعفر حسن صاحب الكيتار الفكتوري الذي كرس لحنه وصوته للانسان الباحث عن الحرية التي هي(وعي الضرورة) على حد تعبير ماركس..وهو يغني مأساة شعب بصوت متناغم والحان فكتور جارة..
ـ جعفر حسن..بوسامته المعهودة وشيبته المميزة له.. الراقصة على مساحة من جبينه ..وابتسامته المعانقة لاوتار آلته المرفأ الوطني الذي يطمح من خلاله الوصول الى مبتغاه..حرية وطن وسعادة شعب..
ـ جعفر حسن..الذي اجتازت الحانه الحدود ليشكل حضورا لحنيا ووجودا اثبت ريادته وكوكب حمزة للاغنية السياسية..بصفته ملحنا وعازفا وموزعا شارك في مهرجانات عدة في بلاد الغربة بأغانيه التي لا تفارق شفتيه والتي تاتي في مقدمتها..(لا تسألني عن عنواني..انا كل العالم عنواني)..كونها تعلن عن انتمائه لكل الاجناس البشرية..التي انشدها في اسبوع التضامن مع الشعب الشيلي الذي كان اعلاما مدويا للثقافة التقدمية والوطنية في العراق تفرد بنسقه الجمالي المقترن بالحان جاذبة مؤثرة في المستهلك(المتلقي) كونها لينة وخفيفة تداعب الوجدان وتتحدث عن الهم الجمعي..كما في(عمي يابو جاكوج) و(يابو علي)وwe shull over come Sunday))و(سانتياكو ..دم في الشوارع ..دم في البيوت) التي عدت مرثية التجربة اليسارية التي قادها سلفادور الليندي وسحقتها وحشية بينوشيت المدعومة من قوى رجعية اجنبية تاتي في مقدمتها امريكا..وهذه كلها شهادات تكشف عن روح وطنية ناكرة لذاتها تركت بصمتها الخالقة لاغنية سياسية وكوكب حمزة النغم الشفيف الذي حقق عناقا روحيا بين العود والجيتار بتراقص الحروف على اوتارهما منشدة للانسانية والانسان الذي هو(أثمن رأسمال)..
ـ جعفر حسن.. الذي كان احد المؤسسين للفرقة القومية العراقية والمشرف في النشاط الفني بوزارة التربية..ودعهما مفصولا..فاضطر للعمل عاملا في مطبعة ثم اعتقاله لمرتين..بعدها يطلق سراحه ويشد رحاله مهاجرا.. ويعيش مغتربا في (بيروت واليمن والامارات..)..وهناك يغني(يادجلة الخير)و(ياحبي يابغداد) فيجره الحنين بعد الاحتلال عائدا ومستقرا في كردستان..

عرض مقالات: