..عادات وتقاليد وتخيلات وخرافات ميثولوجية ظلت ظلا مرافقا لافق الانسان في عصور تاريخية مضت وانقضت وما زال بعض رواسبها لا تنفك ان تهاجر مخيلة البعض.. كالتشاؤم من العطسة الواحدة والتفاؤل بالاثنين واكثر.. ورفيف العين دلالة البكاء مما يضطر الشخص الذي ترف عينه الى وضع قشة على الجفن لابطال الرفيف.. وحك الانف يعني شواء (سمك).. وطنين الاذن دلالة التحذير من الموت.. لذا يردد من تطنطن اذنه (على البال ياموت).. وزراعة الصبار في سندانه ووضعها في باب البيت لطرد الحسد والشر وحك اليد اليمنى الحصول على مال.. اما حك اليد اليسرى فتعطي مالا.. وحك القدم من تحت فيعني اغتياب الاخر المجهول لمن حكته قدمه ..اما عواء الكلب المتكرر فانه تنبيه الى ان شخصا ما سيموت.. لذا ينادى عليه(عويت بدار بيتك)..اضافة الى كل هذا هناك من يحذر من قطع شجرة النبق(السدرة) لظنهم ان من يقطعها سيصاب بمرض مكروه لاعلاج له حتى الموت.. لذلك يتوجب ذبح فدية قبل قطعها ومنحها لفقير(جراة دم) وذلك لقدسيتها ووجودها قرب العرش الالهي.. ومن التقاليد القائمة الى يومنا هذا لايجوز الكنس وقت المغرب لان ذلك سيؤدي الى كنس النعمة وازالتها.. والبعض يفتح باب الحوش وقت المغرب على مصراعيه ظناً منه دخول البركة والرزق.. ومن الشائع عندنا وما زال هو اذا رأى احد قطعة من الخبز على الارض فانه يتجنب سحقها ويرفعها بخشوع مستغفرا ومقبلا لها لانها رمز النعمة واستمرارية الوجود المجتمعي التي (دونها لا يعرف الاخ اخاه) كما يقال.. فيضعها على مكان مرتفع كي لا تطأها اقدام المارة.. اما اذا دخل شهر صفر فالناس تشعل النار غروبا وتكسر بعض الاواني الزجاجية او الفخارية بباب الدار وهي تردد(اطلع يا صفراطلع) كونه شهر شؤم.. لذا يبتعد الناس معن الزواج فيه خوفا من ان تنجبس الزوجة وتحرم من الحمل والاطفال.. ومن الشائع اذا خرج احدهم الى العمل او السفر تلقي خلفه امه او زوجته طاسة ماء ليكن طريقه باردا وآمنا.. اما في زكريا فالنساء يعملن الصواني ويضعن فيهن الشموع والياس والحناء والحلوى وشربة صغيرة لها بلبولة دلالة الذكر وبدونها دلالة الانثى كي لاينقطع نسلهن.. وهناك من لا يجيز الدخول الى الحمام للاستحمام وقت المغرب ظننا منه ان الشياطين تدخل المكان هذا الوقت.. كذلك لا يجوز تقليم الاظافر لان مادة الكالسيوم المقوية للعظام تتوالد في هذا الوقت (المغرب).. وهناك من يرى ان الدجاجة اذا افترشت جناحها وتمددت في باب البيت هذا يعني قدوم ضيوف.. الدعوة الى الاكثار من اكل نبات الجرجير لتاثيره في الرجل جنسيا لذا قيل (لو عرفت المرأة اهمية الجرجير لزرعته تحت السرير).. ومن العادات التي كانت سائدة هو ان احدا اذا سقط سنه يأخذه بين السبابة والابهام ويستقبل الشمس اذا طلعت ويقذف به باتجاهها وهو يقول (يا عين الشمس هاج هذا سني واعطيني سن الغزال).. وفي ايام محرم الحرام تعلق الرايات دلالة على علو راية الحسين(ع) وانتصارها على مدى الازمان.. كل هذا من الموروث الشعبي الذي مازال البعض يمارسه في حياته بقناعة مطلقة..

عرض مقالات: