صدر أواخر تموز الماضي العدد 407 من مجلة "الثقافة الجديدة"، وقد استهلت المجلة صفحاتها بكلمة العدد التي حملت عنوان " شمس تموز تشرق أبدا" وجاء فيها: " مضى 61 عاما على ثورة 14 تموز، وهو وقت كاف لتقويمها علميا ومنهجيا. لكن "نظريات" وأوهام من ناصبوا ثورة 14 تموز العداء -ومعهم جميع المعادين لأي تغيير جذري -إذا ما تم تمحيصها تبدو قاصرة الى حد بعيد. فهي تغفل عمدا الاسباب الحقيقية الكامنة في البنية الاجتماعية والاقتصادية والسياسية حينذاك. وتهمل، عن قصد، البحث عن آليات نشوء وتطور الحراك الثوري لعدة عقود، وصولا الى نقطة الانفجار، وتتغاضى عن تاريخ الثورة الملموس وتفاعل القوى السائدة آنذاك. كما انها تضفي على الثورة طابعا ذاتيا مطلقا وإرادويا، وتعد خيارا تعسفيا كاسرا لمجرى الاحداث الطبيعي. ان ثورة 14 تموز لم تولد بمؤامرة عقدت خلف أبواب مغلقة، كما يعتقد البعض، بل هي نتاج صراع سياسي واجتماعي طويل."
واستذكارا لفقيدنا الرفيق عبد الرزاق الصافي ضم العدد ملفا عن الراحل، ضم شهادات لعدد من رفاقه وأصدقائه ممن عملوا معه في المجالين السياسي والصحفي.
وفي جانب آخر ووفاء لما قدمه الراحل الكبير الدكتورعبد الجبار عبد الله من منجز علمي أصيل، وبمناسبة مرور 50 عاما على رحيله المبكر، كرست المجلة ملفا خاصا لهذه الذكرى، سعت من خلاله الى تعريف الاجيال الجديدة بما أنجزه الاسلاف، وما قدموه من منجزات علمية أصيلة، وما زرعوه من قيم ومبادئ حية.
وفي باب مقالات، هناك مقال بعنوان "الانتفاضة الجماهيرية في السودان وآفاق تطورها" للرفيق فتحي الفضل عضو المكتب السياسي للحزب الشيوعي السوداني.
وكتب د. أثير ناظم الجاسور مقالاً بعنوان "الوضع السياسي العراقي بعد عام من الانتخابات النيابية 2018".
من جانب آخر كتب القاضي سالم روضان الموسوي عن "مصلحة الطفل المحضون وحق الأبوين في الحضانة في ضوء الأحكام القانونية النافذة ". أما مساهمة د. لطفي حاتم فقد حملت عنوان "الرأسمالية المعولمة والنزعة الوطنية الديمقراطية". فيما تناول د. شهيد الغالبي "ابرز المعوقات التي تواجه قطاع التربية في محافظة ذي قار". وحملت مساهمة د. هاشم نعمة قراءة في كتاب "الجيش والسياسة... إشكاليات نظرية ونماذج عربية".
وفي باب (نصوص قديمة)، تسلط المجلة الضوء على بعض الموضوعات المهمة القديمة التي اعتادت إعادة نشرها نظراً لأهميتها، وحمل موضوع هذا العدد عنوان " من أجل جبهة وطنية موحدة " بقلم عبد الرزاق الصافي. وكان المقال قد نشر في جريدة "طريق الشعب "اوائل آب 1970.
من جهته احتوى باب (نصوص مترجمة) دراسة بعنوان" كن معاديا للفاشية في اوربا المعاصرة"بقلم ألدو تورتوريلا ومن ترجمة الزميل رشيد غويلب.
وفي باب حوارت نشرت المجلة حواراً مع الاقتصادي الاستاذ باسم جميل انطوان.
أما باب (أدب وفن)، فتضمن العديد من الموضوعات وتصدرته كلمة بعنوان " نجمة الميزان" كتبها. د.أحمد مهدي الزبيدي. وفي الحدث الادبي والفني جاءت كلمة اتحاد الادباء التي استذكرت رحيل الشاعر فوزي كريم .
وفي دراسات نقدية حملت مساهمة الناقد فاضل ثامر عنوان "ثلاثية القلق والعزلة والكآبة: فوزي كريم ". في حين كتب الاستاذ جاسم عاصي عن "رماد يحيى الشيخ ... سيرة التأمل والتغيّر". وفي الشعر هناك قصيدة د. حسن البياتي "العشرون". وفي القصة "انتظار الموت في فندق" بقلم ايتالو كالفينو، ترجمة جودت جالي. كذلك جاءت تتمة قصة (يأتي ولا يأتي) لسلام حربة.
وفي "فنون" تناول د. نزارعبد الغفار السامرائي (على أساس الجنس) صراع المرأة من أجل المساواة.
وجاءت لوحتا غلافي العدد للفنان كاويان محمود.